37/08/23


تحمیل

الأستاذ الشيخ هادي آل راضي

بحث الفقه

37/08/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الصوم, شرائط صحة الصوم: الخامس : أن لا يكون مسافرا سفرا يوجب قصر الصلاة ...

الرواية الثالثة: رواية الفضل بن الحسن الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : روى العياشي مرفوعا إلى محمد بن مسلم (عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصوم في السفر تطوعا ولا فريضة)[1]

وعلى كل حال فالذي يبدو أن هذه الطائفة فيها ما هو تام دلالة وسنداً كموثقة عمار الساباطي بل معتبرة البزنطي كذلك, مضافاً إلى روايات القسم الاول المطلقة.

الطائفة الثانية: الدالة على جواز الصوم المندوب في السفر.

وقد ركز الفقهاء على روايتين وفي كل منهما ضعف سندي واضح ولذا قالوا بأنهما لا تعارضان الطائفة الاولى القائلة بالتحريم.

الرواية الاولى: مرسلة إسماعيل بن سهل ، عن رجل (عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : خرج أبو عبدالله ( عليه السلام ) من المدينة في ايام بقين من شهر شعبان ، فكان يصوم ، ثم دخل عليه شهر رمضان وهو في السفر فأفطر فقيل له : تصوم شعبان وتفطر شهر رمضان ؟ ! فقال : نعم ، شعبان إلي إن شئت صمت وإن شئت لا ، وشهر رمضان عزم من الله عزو جل علي الافطار)[2]

وسند الرواية هو (محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن محمد بن عبدالله بن رافع (1) ، عن إسماعيل بن سهل ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )) السيد الخوئي (قد) يقول أن كل من في السند فيه خدشة ما عدا الكليني والعدة من اصحابنا.

أما من حيث الدلالة فالرواية تامة وواضحة في جواز الصوم المندوب في السفر.

الرواية الثانية : مرسلة الحسن بن بسام الجمال ، عن رجل (قال : كنت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) فيما بين مكة والمدينة في شعبان وهو صائم ، ثم رأينا هلال شهر رمضان فأفطر ، فقلت له : جعلت فداك ، أمس كان من شعبان وأنت صائم واليوم من شهر رمضان وأنت مفطر ؟ ! فقال : إن ذلك تطوع ولنا أن نفعل ما شئنا ، وهذا فرض فليس لنا أن نفعل إلا ما امرنا)[3]

وفي سندها عدة مجاهيل أو منصوص على ضعفهم, وهي دالة على جواز الصوم المندوب في حال السفر ايضاً.

فمن قصر النظر على هاتين الروايتين امره واضح من الناحية الفنية حيث انهما ضعيفتان سنداً ولا يمكن الالتزام بهما في قبال الروايات السابقة التامة سنداً, لكن المشكلة تنشأ من المنسوب إلى المشهور من القول بالجواز مع الكراهة_ وان كان يظهر من الشيخ ابن ادريس أن المنع عليه جل المشيخة من اصحابنا_ ومن هنا لابد من التدقيق في الروايات التي استدل بها صاحب الحدائق.