34/07/11


تحمیل
 الموضوع:فصل في شرائط صحة الصوم
 مسألة 1: لا يشرع الصوم في الليل ولا صوم مجموع الليل والنهار بل ولا إدخال جزء من الليل فيه الاّ بقصد المقدمية فصوم الليل وصوم مجموع النهار والصوم بضميمة إدخال شيء من الليل غير جائز الاّ اذا كان من باب المقدمة العلميّة كما تقدم
 فموثقة زرارة والفضيل المتقدمة تدل على ذلك وهي عن الامام الباقر (عليه السلام) قال في رمضان تصلي ثم تفطر الاّ ان تكون مع قوم ينتظرون الافطار فان كنت تفطر معهم فلاتخالف عليهم فافطر ثم صلي والاّ فبدأ بالصلاة، قلت ولما ذلك؟ قال لأنه قد حضرك فرضان الافطار والصلاة فابدأ بأفضلهما وأفضلهما الصلاة ثم قال تصلي وانت صائم فتكتب صلاتك فتختم بالصوم أحب اليّ [1] فاذا ضممنا كون الافطار بالليل فرض الى تحريم صوم الوصال والى قوله تعالى ثم أتموا الصيام الى الليل [2] وضممناه الى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر [3] يتضح ان عدم مشروعية الصوم في الليل هو من الضروريات المسلمة
 وكذا اذا نذر ان يصوم النهار مع قسم من الليل فان هذا النذر غير منعقد لأن النذر انما ينعقد بشرط ان يكون كله راجح بينما هذا بعضه غير راجح فيكون غير راجح
 فصل في شرائط صحة الصوم وهي امور:
 شرائط الصحة على قسمين
 الأول:شرط صحة العمل المأمور به او شرط صحة المأمور به
 الثاني:شرط صحة تعلق التكليف
 والكلام الآن هو في شرط صحة العمل والمأمور به عن الصوم لذا قال السيد صاحب العروة ان شرائط صحة الصوم امور
 الأول: الإسلام والإيمان فلا يصح من غير المؤمن وهذا لايختص بالصوم بل ان كل العبادات مشروطة بالاسلام والايمان أي الاعتقاد بولاية أمير المؤمنين وأهل البيت (عليهم السلام) والروايات في ذلك كثيرة ومتواترة
 صحيحة محمد بن مسلم قال سمعت الإمام الباقر (عليه السلام) يقول كل من دان الله عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لاعماله [4] والمراد من فسعيه غير مقبول يعني كون العمل باطلا وقوله (عليه السلام) والله شانئ لأعماله هو أيضا دالٌ على المطلب من بطلان الاعمال فانه لايمكن القول بالصحة ولاثواب عليه
 نحن نقول ان كون عمله غير المقبول وكون عمله لاثواب عليه هو شيء واحد فمن كان مسلما ولم يكن بهداية الامام المعصوم (عليه السلام) وارشاده فعمله غير مقبول فان عدم قبول العمل يعني غير صحيح ولاثواب عليه
 ومن الروايات في نفس الباب [5] صحيحة زرارة عن الامام الباقر (عليه السلام) قال ذروة الأمر وسلامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمان الطاعة للامام بعد معرفته أما لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله مع ولايته اليه ماكان له على الله حق في ثوابه ولاكان من أهل الإيمان وهذا يعني بطلان العمل وعدم صحته ولذا لاثواب في عمله
 الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعن عدة من أصجابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عبد الحميد بن أبي العلاء [6] عن الامام الصادق (عليه السلام) قال والله لو ان ابليس سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا مانفعه ذلك ولاقبله الله عزوجل مالم يسجد لآدم كما أمره الله وكذلك هذه الامة العاصية والمفتونة بعد نبيها وبعد تركهم الامام الذي نصبه نبيهم لهم فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث أمرهم ويتولوا الامام الذي اُمروا بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم
 عن عمرو بن ابي المقدام عن جابر [7] عن الامام الباقر (عليه السلام) قال من لايعرف الله ومايعرف الامام منّا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا
 عن علي بن محمد عن ابن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن المنصور بن يونس عن حريز عن فضيل عن الباقر (عليه السلام) قال اما والله ما لله عزذكره حاج غيركم ولايتقبل الاّ منكم [8] فمن لم يعترف بالامامة لايكون حاجا ولايتقبل منه
 محمد بن علي بن الحسين باسناده عن أبي حمزة الثمالي [9] قال قال لنا علي بن الحسين (عليه السلام) أي البقاع أفضل؟ فقلنا الله ورسوله وابن رسول الله أعلم، فقال لنا أفضل البقاع مابين الركن والمقام ولو ان رجلا عمّر ماعمّر نوح في قومه الف سنة الاّ خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا ولهذا الحديث سندان عن الشيخ الطوسي أيضا
 فهذه الروايات بعضها تقول لم يكن له ثواب وبعضها تقول لم يقبل الله منه شيئا وبعضها يقول من لقي الله جاحدا لولاية علي (عليه السلام) أكببته في نار جهنم وفي بعضها ان صلاتهم لعنة لجحودهم حق الائمة (عليهم السلام) وتكذيبهم للائمة (عليهم السلام) وفي بعضها ان فعل العبادات كلها بغير معرفة النبي (صلى الله عليه واله) لم يكن فاعلا ومحلالا لحلال الله ولامحرما لحرامه وكذا من فعل من غير معرفة الامام إنما يكون ذلك كله بمعرفة رجل منّ الله بطاعته وأوجب الله متابعته

 


[1] أبواب آداب الصائم، الباب 7، الحديث 2
[2] سورة البقرة، الاية 187
[3] سورة البقرة، الاية 187
[4] باب 29، مقدمة العبادات، الحديت الأول
[5] الباب 29، من ابواب مقدمة العبادات
[6] المصدر المتقدم، الحديث 5
[7] المصدر المتقدم، الحديث 6
[8] المصدر السابق، الحديث 8
[9] المصدرالسابق، الحديث 12