وصل كتاب عمر بن سعد الى عبيد الله بن زياد فاجاب على كتابه، وارسل الجواب بيد شمر بن ذي الجوشن، نقتطف هنا اهم ما جاء به: إني لم ابعثّك الى الحسين لتكف عنه، ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتعتذر عنه، ولا لتكون له عندي شافعاً، انظر فان نزل الحسين واصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلماً، وان أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فانهم لذلك مستحقون، وان قتل الحسين فاوطئ الخيل صدره وظهره، فانه عاق ظلوم …. وان أبيت، فاعتزل عملنا وجندنا، وخَلِّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فانا أمرناه بأمرنا والسلام. استلم عمر بن سعد الرسالة، وقرأ ما فيها، وأخذ يصارع نفسه بين مواجهة الحسين (عليه السلام) وقتله، التي يحلم عن طريقه الحصول على السلطة والسياسة، والمكانة المرموقة عند رؤسائه وقادته، وبين تحمل أوزار الجريمة، فسولت له نفسه ان يُرجّح السلطة والمال، وقرر ان يقود المعركة، وان يفجر ينبوع الدم الزاكي بمعونة شمر بن ذي الجوشن.