37/07/04


تحمیل

الموضوع: فصل في شرائط صحة الصوم الاول الاسلام والايمان.

أما قوله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39

فقد يقال بأنها تدل على أن اعمال الكافرين كالسراب بقيعة وهذا يناسب البطلان لا عدم الثواب فالعمل بدون ثواب ليس سراباً ووهماً نعم هو لا يترتب عليه الثواب, أما العمل الباطل فهو بمنزلة العدم.

لكن المفسرين لهم اتجاهان في تفسير هذه الآية فبعضهم كصاحب الميزان يفسرها بأن المقصود بها ما يأتيه الكافرون من اعمال وقرابين لغير الله تعالى, فتكون ناظرة إلى غير محل الكلام ولا اشكال في بطلانه.

والاتجاه الاخر يفسرها بأنها لبيان خسران الذين كفروا في الدار الاخرة (أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ...) أي لا يجدوا لأعمالهم اثراً وثواباً يوم القيامة.

ثم تبين الآية التي بعدها خسرانهم في الدار الدنيا {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }النور40 ففي الآية اشارة إلى التخبط والعيش في ظلمات في الحياة الدنيا.