أنت هنا: الرئيسية مرجعية السيد السيستاني التوجيهــات أسئلة وكالة أنباء اسوشيتد برس الأمريكية (استفتاء)
 
 


أسئلة وكالة أنباء اسوشيتد برس الأمريكية (استفتاء)

البريد الإلكتروني طباعة

السابق  الصفحة الرئيسية  التالي
                 

الرقم : 16/102

التاريخ : 21/ شعبان /1424

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني أدام الله ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي ..

- هناك ما ينبغي عمله لتوحيد الصف الشيعي في العراق خاصة بعد أحداث كربلاء المقدسة مؤخراً ؟

- أصدرتم فتوى منذ عدة شهور تحثون فيها على انتخاب من يكتب دستور العراق الجديد ، ألا تعتقدون ان الاستفتاء على دستور كتبه اناس تم اختيارهم من كل شرائح المجتمع وفئاته يكفي من حيث شرعيته ؟

- لماذا يا سيدي لا يسمع صوتكم كثيراً في الأمور التي تهم العراقيين والعراق في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد ؟

وتقبلوا جزيل الشكر

حمزة هنداوي

مراسل وكالة أنباء اسوشيتد بريس الامريكية

في بغداد

بسم الله الرحمن الرحيم

1- الاختلاف في وجهات النظر ووجود اتهامات متعددة في الوسط الشيعي كسائر الأوساط الاخرى حالة طبيعية لا يخشى منها ، والحوار الهادئ بين الاطراف المعينة هو الاسلوب الأمثل لحل الخلافات ، واحترام الاقلية لرأي الأكثرية وعدم محاولة الأكثرية للسيطرة على الأقلية والتحكم بهم هو الأساس الذي يجب ان يراعى في العمل السياسي .

وأما الذي حدث في كربلاء المقدسة من الصراع المسلح بين بعض الأهالي وبعض المجموعات المسلحة فقد نجم عن غياب السلطة المركزية عن الساحة بصورة مؤثرة وفاعلة ، ووجود أعداد كبيرة من الأسلحة بأيدي عناصر غير منضبطة ، وقد سبق لسماحة السيد – دام ظله – أن أكد قبل عدة شهور في مختلف لقاءاته بأعضاء مجلس الحكم ومسؤولين آخرين من الوزراء وغيرهم على لزوم اتخاذ اجراءات سريعة وفاعلة في سبيل سحب الأسلحة غير المرخصة من أيدي الناس ودعم الشرطة العراقية بالعناصر الكفوءة والمعدات اللازمة لتأخذ دورها الطبيعي في حماية المجتمع من بروز أي ظاهرة مخلة بالأمن ، ولكن من المؤسف انهم لم يتخذوا – او لم يسمح لهم بأن يتخذوا – الاجراءات الضرورية في هذا المجال حتى آلت الأمور الى الواقع الراهن ، وربما ستبرز مشاكل جدّية اخرى لو لم يبادر الى اتخاذ الخطوات التي أكد عليها سماحته .

وينبغي أن يعرف الجميع ان سماحة السيد – دام ظله – ليس طرفاً في أي نزاع يحدث هنا او هناك وان رعايته الأبوية كانت ولا تزال تعم جميع العراقيين ، وقد كلّف مكتبه في النجف الأشرف الدكتور حسين الشهرستاني دام توفيقه ببذل أقصى الجهود في سبيل حلّ الصراع الذي حدث في كربلاء ، والتوصل الى اتفاق بين الأطراف المعنية لنزع فتيل الفتنة ، وقد قام بجهد كبير في هذا المجال وتوصل الى اتفاق بين الفرقاء لنزع الاسلحة من محيط الحرمين المقدسين والأماكن الشريفة الاخرى وتشكيل لجنة لتطبيق هذا الاجراء .

2- في وضع العراق الحالي لا توجد أية جهة يمكنها ان تقوم باختيار اعضاء مجلس كتابة الدستور بصورة مقبولة من الجميع بحيث يتمثل في المجلس المشكّل جميع شرائح المجتمع العراقي تمثيلاً عادلاً . بل ان من المؤكد ان المصالح الشخصية والفئوية والعرقية والحسابات الحزبية والطائفية ستتدخل بصورة او بأخرى في عملية الاختيار ويكون المجلس المشكل فاقداً للشرعية ، ولا يجدي عندئذٍ اجراء الاستفتاء على ما يضعه من الدستور بـ (نعم) او (لا) ، فلا بديل عن إجراء انتخابات عامة لاختيار أعضاء المؤتمر الدستوري .

3- إن سماحة السيد – دام ظله – على الرغم من اهتمامه البالغ ومتابعته المستمرة للشأن العراقي في جميع جوانبه إلاّ أنه قد دأب على عدم التدخل في تفاصيل العمل السياسي وفسح المجال لمن يثق بهم الشعب العراقي من السياسيين لممارسة هذه المهمة ، ويكتفي سماحته بابداء النصح والارشاد لمن يزوره ويلتقي به من أعضاء مجلس الحكم والوزراء وزعماء الأحزاب وغيرهم .

والمؤسف ان بعضاً من وسائل الاعلام تستغل هذا الموقف وتنشر بين الحين والآخر بعض الاخبار المكذوبة وتروج الاشاعات التي لا أساس لها من الصحة .

21/ شعبان /1424هـ

ختم مكتب السيد السيستاني / النجف الأشرف