34/03/24
تحمیل
الموضوع: حجية الظهور بين من قصد افهامة ومن لم يقصد
كان الكلام في التفصيل في حجية الظهور بين من قصد افهامة ومن لم يقصد افهامه او من قصد خطابه ومن لم يقصد خطابه
ومر الفرق بين الخطاب والافهام فان من لم يقصد افهامه قد يكون معنيا بالكلام وقد يكون غير معني أصلا وقد ذُكر ذلك في أول مبحث الحجج من ان الأدلة هل المخاطب بها الجميع أو ليس كذلك
وان الظهور في أدلة الأحكام الميزان فيها فهم الفقهاء باعتبار ان فيها من العام والخاص والمطلق والمقيد وغير ذلك مما يدل على ان من قصد الشارع به في الأحكام هم الفقهاء
فعندنا مرحلة من قصد خطابه ومرحلة من قصد افهامه ومرحلة المعني بالكلام وقد يكون المراد بالمعني بالكلام هو الفقهية لأجل التعقيد في الروايات وان من قصد افهامه هم الفقهاء أيضا وقد يكون من قصد خطابه هم الرواة فهنا توجد مرحلة من خوطب ومرحلة من قصد افهامة ومرحلة المعني بالكلام فهذه مراحل لابد من الالتفات اليها
ثم ان المراد من الخطاب في غير الخطاب اللفظي من الخطاب القانوني والمعنوي والعلمي هو من قُصد بالشيء فانه عندما يقصد فهو نوع تخاطب وان لم يكن تخاطبا لفظيا وهو يعني التخاطب بالمعنى الأعم فهناك تخاطب يكون المراد به المعنى الأعم فالخطاب متعدد ودرجات بهذا المعنى
أما التخاطب بالمعنى الاخص
فان القائل بأن حجية الظهور خاصة بمن خوطب فان مراده الخطاب اللفطي فالتمسك بالكلام على مستوى الدلالة الاستعمالية للانتقال الى التفهيمية والجدية حسب هذا القائل هو مختص بمن قصد خطابه فحجية الدلالة مختصة به
لكن لو اختلف من خوطب عن من قصد افهامه كما في المثل العربي المتقدم ( اياك اعني واسمعي ياجاره) فاذا كان تالجارة تسمع فكيف لايكونالكلام حجة بالنسبة اليها
وبعبارة اخرى ان المتكلم في افهامه كيف يريد ان يفهم غيره اذا كان الكلام ليس بحجة فيتين ان المدار ليس على من قصد خطابه بل على من قصد افهامه
ومن أدلة القائلين بعدم عموم حجية الظهور لغير من خوطب هو ان من لم يكن موردا للخطاب قد تضيع عليه قرائن عديدة ومعه فكيف يمكنه ان يتمسك بالظهور والدلالة الناقصة أما من خوطب فانه يتمسك بالظهور والحجية لانه معني بالخطاب
ولكن هذا لايؤدي الى حصر الحجية في الظهور والدلالة بمن قصد خطابه بل لابد ان يقال انه حصر لمن قصد افهامه فلا محالة المتكلم يؤسس الكلام على ان من قصد افهامه بانه يفهم
ولعل العكس احرى فقط يعتمد المتكلم على قرائن لايفهمها المخاطب فيكون دور من قصد خطابه دور الصندوق الصوتي والمسجل للصوت حيث انه توجد قرائن تفهيهية خفية عليه لايمكنه فهمها
فقد يكون المخاطب ليس هو حتى من قصد استعمال ودلالة اللفظ اليه فقد يكون من قصد خطابه هو مجرد حافظا لصوت الكلام