33/11/06
تحمیل
الموضوع: مبحث الظن
الكلام في مباحث الظن وهو مبحث حساس وفيه تسائلات كثيرة باحثة عن دعائم كثيرة في الظن يبتني عليها مبحث حجية الظن فلابد من إتقان تلك الدعائم
ولاريب في صلة تلك الدعائم التي هي بمثابة الأساس لمباحث حجية الظن ارتباطها بمباحث اليقن التي تقدمت باعتبارها متسلسلة
فلابد من البحث عن النقاط العامة في مباحث الظن قبل الدخول في الظنون الخاصة
المبحث الأول: وقد أثاره صاحب الكفاية ولم يشير اليه الشيخ وهو ان الظن والاحتمال ليس حجيته ذاتيه كما هو الحال في القطع واليقن بينما في الظن والاحتمال ليست الحجية ذاتيه له لا عقلا ولاتكوينا فمن ثم اعتباره يحتاج الى جعل أولي وان الكثير من الأعلام قد قرر كلام صاحب الكفاية بما ذكرنا
ولكن هذا الكلام فيه تأمل كبير وهو ان الظن والاحتمال ليست حجيته ذاتية
وهنا مطلب للسيد محمد الفشاركي وهو استاذ الميرزا النائيني والعراقي وتلميذ الميرزا الشيرازي الكبير صاحب التنباك وقد التزم بذلك آقا ضياء العراقي من ان الظن والاحتمال فيه كاشفية تكوينية وذاتية بقدر ماهي ناقصة وقال إن هذه الكاشفية يمكن ان يعتبرها الشارع
وقد ذكر المناطقة ان التصور هو من أقسام العلم وهو شامل للظن والإحتمال فهو مصداق من مصاديق العلم
وقد ذكرنا في تنبيهات القطع ان كل يقين فوقه يقين يكون هذا اليقين هو في الواقع ظن بخلاف اليقين الذي فوقه
فان الاحتمال وكل درجات الاحتمال والظن هو كاشف ومنجز ومن ثم ليست هناك برائة عقلية الاّ مع انتفاء جميع درجات الاحتمال وهو في الجهل المركب ومعه فيكون قبح العقاب بلا بيان اما مع وجود درجة من الاحتمال او الظن فلا تأتي البرائة العقلية
وهنا يأتي تصرف من موضوع ومحمول من العقلاء أو من الشارع فتكون البراءة عقلية او شرعة
فالاحتمال بدرجاته والظن بدرجاته ماهو اختلافه عن التصديق واليقين؟
فالاختلاف هو ان الظن يمكن للشارع ان يتصرف في حجيته مع ان حجيته ذاتية فان حجية الظن والاحتمال بكل درجاته ذاتية غايته انه علم تشكيكي فان العلم هو بدرجة التصديق اليقيني أما العلم بدرجة دون اليقين يمكن للشارع ان يتصرف فيه لا انه ليس له حجية اقتضائية
وقد مر في تنبيهات القطع ان الحجية تشكيكية خلافا لما هو مشهور عند الأعلام من ان الحجية غير تشكيكية وغير قابلة للشدة والضعف
نعم العلم حجيته ذاتية حتى الاحتمال غاية الأمر مادون اليقين هو درجة الاقتضاء واليقين هو درجة العلمية