جلسة 35
35
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كان الكلام في اصول وقواعد التفسير منهج التفسير ومنهج امومة المحكمات وامومة ولاية اهل البيت عليهم السلام للمحكمات والكلام في النظام الاول من النظام الاستعمالي لالفاظ القران الكريم في القاعدة الاولى وهي التاويل والظهور.
ومر ان في حديث امير المؤمنين عليه السلام ان قاعدة ان القران اسلوبه قائم على التعريض ورأى جل مقاصد ومرادات القران الكريم قائمة على التعريض وليس على خصوص التصريح هذه القاعدة كما يبينها امير المؤمنين عليه السلام في رواية الاحتجاج للطبرسي اشرنا إلى مصدرها يبين عليه السلام ان هذه القاعدة اس واساس النظام الاستعمالي في الفاظ القران الكريم.
وهذا الاساس كما هو المشاهد من المفسرين لم يولوه العناية القصوى العناية الاكبر طبعا الاعتناء بالظاهر الاولي للقران الكريم ضروري ومهم ومنطلق ومبدا انطلاق لا شك في ذلك اهميته أيضاً هي مهمة والجهود والسعي في امر بالغ الاهمية لانه الحلقة الاولى التي ينطلق منها إلى حلقات لاحقة هذا صحيح ولكن رغم ذلك لا يصح الاقتصار على الظهور والظواهر بل لابد من التوسع والتبحر في علم التعريض.
علم التعريض من اقسامه كما مر بنا الكناية والاستعارة والالتفات والتلويح والتنبيه والايماء والاشارة إلى ما شاء الله اقسام الدلالة الالتزامية بحوث عديدة جدا موازين هذه الابواب ما هي؟
قواعد هذه الابواب ما هي؟ للاسف حتى نرى في علم البلاغة اعتمد هذه البحوث صحيح ولكن لم تعط حقها من العناية.
مثلا لاحظ دلالة الايماء والتنبيه والاشارة لاحظوا كتب البلاغة ليس فيها توسع مبسوط كتب الاصول شيئا ما حاولت ان تبسط البحث في هذه الاقسام ورغم ذلك هذه اقسام على اية حال ليست مستوعبة ومتوسع فيها الاستقراء إلى ما شاء الله بل للاسف الان الكتب الاصولية والبحوث الاصولية المعاصرة هجرت هذه البحوث
مثلا لاحظ كتاب القوانين للميرزا القمي من قبل قرنين تقريبا طبع اخيرا طبعة حديثة يعني شيئا ما متوسع في هذه البحوث لكن الان تشاهد كتب الاصول قد هجرت تلك البحوث مع انها من صميم بحوث الاستظهار لا اقل للقران الكريم و أيضاً للروايات الشريفة.
فهذه مباحث على اية حال إلى الان لم تعط حقها في احد العلماء المتاخرين يدعى الميرزا مهدي الاصفهاني رحمة الله عليه عنده كتاب المعاريض. المعاريض من نفس مادة التعريض وفي الجملة اثار مباحث لطيفة في كيفية دلالة الروايات واختلافها وكيف ان منهج المعاريض طبع هذا الكتاب له وهو من تلاميذ النائيني والسيد اليزدي رحمة الله عليه من خريجي النجف الاشرف ولكن بعد ذلك انتقل إلى مشهد الرضا عليه السلام هناك تقريبا اسس مدرسة كلامية جديدة يعني في ضمن مدارس منهاج اهل البيت تسمى بمدرسة التفكيك أو كذا...
على اية حال هذه المدرسة رغم طبعا ان لها انجازات عليها نقوض ومؤاخذات على تقدير ايما كان عنده كتاب المعاريض وجيد إلى حد ما حاول ان يتوسع.
أيضاً من خريجي مدرسة النجف ابو المجد الاصفهاني هذا أيضاً من سلالة بيت كاشف الغطاء واظن من سلالة صاحب كتاب هداية المسترشدين للشيخ محمد تقي الاصفهاني الاخ لصاحب الفصول الشيخ محمد حسين الاصفهاني صاحب كتاب هداية المسترشدين طبع اخيرا في ثلاث مجلدات وهو كان صهر الشيخ كاشف الغطاء جعفر الكبير.
على أي تقدير هذا ابو المجد الاصفهاني شهرته بـ(آغا نجفي) عنده كتاب في علم الاصول في مباحث الالفاظ في بحث التعريض عنده توسع لطيف توسع بالقياس إلى كتب الاصول وإلاّ بلحاظ حق مبحث التعريض لا لم بقي الكثير من الابحاث.
طبعا التاكيد والتشديد على اهمية التعريض اتصوره واضح إذا كان اس اساس النظام الاستعمالي في القران الكريم والوحي الشريف هو باسلوب التعريض بعث سيد الانبياء بالتعريض وبعث سائر الانبياء بالتصريح فلابد القواعد الادبية الكلامية المختصة بباب التعريض ينبري الادباء والمفسرون والاصوليون إلى اتقانها إلى التوسع فيها إلى التضلع فيها كي يكون المسير في الدلالات التعريضية مسيرا وسيرا وفق منهج منضبط احد اشكالات الحشوية أو الظاهرية أو مسلك السلفية أو غيرهم على اية حال بعض الاخبارية حتى بعض من الاصوليين ايا ما كان اشكالهم على باب دلالات التعريض أو قل التاويل:
ان الاغراء في التعريض والتاويل يستلزم هلوسة ويستلزم استناجات مزاجية حسب مزاج كل شخص مزاجه شوية حاد يصير مثلا يقرا نص بقراءة معينة إذا مزاجه بارد مثلا وهلم جرا بعبارة اخرى الصبغة الفكرية للمفسر أو الاسلامية تنعكس على استنباطه لا سيما في باب التاويل أو باب التعريض.
خوب هذا المحذور لا يعني سد باب التاويل أو باب التعريض بل غاية ما يلزم انه يجب ان ينضبط بقواعد واسس وموازين لا انه تفاديا عن هذا المحذور الخطير يغلق اصل باب التاويل اصل باب التعريض اصل باب التلميح اصل باب الدلالة الالتزامية. كيف يعني؟
أوَ ليس القران الكريم يقول وما يعلم تاويله يوم ياتي تاويله انت لاحظ التاويل في القران الكريم يؤكد ويصر ويشدد القران الكريم على ان جزء وافر من حقائق الكتاب العزيز مودعة في التاويل حتى يا اخوان في فقه الفروع.
يقول جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: انا لا نعد الفقيه منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا أو في رواية حتى نلحن له فيهم اللحن هسا مو تلحين موسيقى وانما المعاني لها تلحين فهذا مو مهندس صوت مهندس معاني الذي عنده هندسة معاني جيد يلتفت إلى نبرة المعاني الحان المعاني لا بصورة مزاجية استمزاجية صريحية خلطية هلوسية لا... هذا غير صحيح.
طبعا كثير من الفرق المنحرفة في الاسلام ولا زالت سبحان الله تشابهت القلوب بعد ماذا؟ يسد لك باب التاويل رواة الحديث من هم؟ الرواة الذين يروون عن نفثات القلب والنفس مثلا. من اين لك هذا التفسير؟ هذا تفسير القلب بعد لا يسائل عليه لا يسئل عما يفعلون ....طبعا هذا باب خطير.
وهلم جرا تفسيرات متعددة تاويلية ربما يقيموها وما شابه ذلك وان من امة إلاّ خلا بها نبيا النبي من هو؟ هؤلاء اصحاب مثلا السير المعنوي القلبي شغف ثاقبة من اين لك هذا التفسير؟ هذا ما افاضه القلب هذا سير القلب شنو هو صلاحيته حجيته؟
المقصود الهلوسة ما شاء الان كثير من السذج على اية حال انه عندهم استرسال فكري يعني يتخذون هذا وحي منبري من رب العالمين هذا صاحب المقامات المعنوية نبي جديد ينذر عما في الغيب. وهذه خطورة طبعا.
اذن هذا باب في حين هو خطير وبوابة إلى بحور عظيمة في حين هو خطير قد يؤدي إلى انزلاقات كبيرة هذا صحيح لكن ماذا؟
لا يجرمنكم شنان قوم ان تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى خلي يصير متعادل لا افراط ولا تفريط
الان ناس يتقحمون باب التاويل باراجيف وبهلوسات وتهجسات وباهواء هذا لا يعني ان التاويل باطل لا انه ليس هناك ميزان للتاويل الحق بل غاية الامر ان الانسان يتفحص عن قواعد وموازين لابد كل شيء يؤخذ عن دليل وبينة لا عن شبهة وابهام.
كم هو عظيم القران الكريم عندما يذم من يسترسل مع الشبهات (فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه...) والنتيجة تكون فتنة...
اذن التاويل باب كبير التعريض التلويح الايماء التنبيه الاشارة الكناية الكنايات ما شاء اله كم كناية استقصاها البلاغيون كناية بالمجاز كناية حسية كناية تخيلية كناية وهلم جرا... باب الكنايات باب المجازات الدلالة الالتزامية اقسام عديدة من التاويل والتعريض ولكن هذا لا يعني حينئذ وجود الانحراف أو الخطأ في هذا المجال لا يعني ان لا نقومه ونسدده باقامة الموازين.
الذي لا يطالب بدليل هو الله عزوجل ومع ذلك الله تعالى دوما يخاطب البشر بالدليل مع ان الله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ومع ذلك لا يقول الله تعالى: كونوا طائعين لي بعماية بل نفس الباري تعالى يقول: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يحث على العلم يحث على العقل على التعقل لكي لا يقبل الانسان إلاّ بدليل افمن كان على بينة من امره لابد ان يكون الانسان على بينة بيان لا تشرب...
فاذن لا بد من ميزان للتاويل لباب التاويل وباب التعريض أي ميزان اذن هو بالغور في هذه القواعد قواعد باب التعريض والموازين كي كل شيء خلقناه بقدر واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان فلابد من ميزان...
اذن ذي القاعدة قاعدة اساس لابد من التعرف عليها في الواقع هي عنوان لمنظومة قواعد هذه القاعدة الاولى شوية شوية نقف فيها على ماذا؟ هي ليست قاعدة قاعدة فوقية ينحدر منها ماذا؟ منظومة قواعد.
طوي هذا الطريق وهذا الميزان بلا شاهد بلا قاعدة تعني بما تعني بماذا؟ ادعاء نبوة وادعاء عصمة أو ادعاء شيء وإلاّ لابد في هذه الامور اجمالا من شواهد وقواعد.
ذكرنا مر بنا الان في علم التفسير علوم قواعد التفسير في علم البلاغة وعلوم البلاغة لم يتوسع في هذا الباب كثيرا.
وطبعا حقهم العلماء من الفنون والعلوم المختلفة لا يتوسعون فيه لانه علم صعب تمام مقاليد هذا العلم وازمته عند المعصوم.
احد براهين ودلالات امامة اهل البيت عليهم السلام كما انها احد اعجازات القران الكريم:
انك ترى ان هناك نتف من الادب القراني لم يتفطن إليه الاولون ولا الاخرون إلاّ في كلمات اهل البيت الاشارة إليه دلالات منتزعة من ظاهر القران الكريم مع ذلك من الفاظ القران الكريم مع ذلك النحويين الادباء الطرفيون البلاغيون المفسرون الفقهاء المتكلمون لم يتفطنوا إليها
لذلك يقولون بان اهل البيت في تفسيرهم للايات في جل الموارد تاويليون صحيح لانه امور خفية خفيت على غيرهم مع ان في كثير من الموارد أو جل الموارد نستطيع ان نقول اهل البيت عندما يبينون معنى تاويلي يشفعون هذا البيان ببيان معه ضميمي تبين كيفية الوصول لهذا المعنى التاويلي من حاق ظواهر الفاظ القران الكريم هذه نكتة مهمة في المنهج نبدأها ونواصل فيها وهي ماذا؟
امر غفل عنه المفسرون حتى من مدرسة اهل البيت إلاّ وجدت الملا شريف الفتوني رحمة الله تعالى عليه صاحب مراة الانوار وقليل ربما صاحب كنز الدقائق الملا شريف الفتوني الجبعي العاملي
النكتة ما هي؟ هي هذه ان جل تاويلات اهل البيت في رواياتهم للايات متضمنة في كلام اهل البيت لنكات الدلالة اللفظية في فتح ظاهر القران الموصلة لذلك المعنى التاويل إلاّ ان للاسف كثير من المفسرين عندنا فضلا عند المدارس الاسلامية الاخرى يتلقون هذه المعاني التي اداها اهل البيت يتلقونها بانها تاويلات تعبدية لمن يؤمن ويذعن بعصمة اهل البيت يقبل هذا وإلاّ لا يستطيع ان يقبلها.
والحال انهم عليهم السلام لم يبينوها كمصادرات أو كمدعيات أو كدعوات بل رغم عصمتهم وحجية عصمتهم إلاّ انهم يبينونها مشفوعة بالدلالات والبيانات القرانية من سطح الفاظ القران الكريم وهذه هي العظمة.
بعبارة اخرى نتمم الحديث فيما بعد ان شاء الله حاولوا ان تمتحنوا انفسكم من اليوم أية رواية يحسبها الكثير تاويلية حاولوا ان تمتحنوا انفسكم هل تستطيعون ان تستنطقوا الرواية كيف استخرجت المعنى من سطح ظاهر القران أم لا؟
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...