37/12/24
تحمیل
آیةالله الشيخ بشير النجفي
بحث الفقه
37/12/24
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : التيمم _ شرائط التيمم _ النية _
كان الكلام في توثيق العبرتائي , وبقي تفسير علي ابن ابراهيم وهذا الرجل موجود في هذا الكتاب والسيد الاعظم يقول ان كلام علي ابن ابراهيم توثيق كل الروايات الموجودة فيه , وهذا المعنى غير واضح علينا .
والوجه فيه : ان مقتضى كلام علي ابن ابراهيم هو توثيق كل مخبر وصل خبره اليه ومعلوم انه حينما يروي علي ابن ابراهيم عن شيخه فقول شيخه خبر بالقياس الى علي ابن ابراهيم وهو اي شيخه مخبر بالنسبة الى علي ابن ابراهيم واما من ينقل عنه شيخه فهو ذلك شيخ شيخه كلام شيخ شيخه خبر لشيخه وليس خبرا لعلي ابن ابراهيم اما بالنسبة الى علي ابن ابراهيم مخبر عنه وهو يوثق من اخبره اي يوثق مخبره ولايوثق ما هو مخبر به او مامخبر عنه فكل مايخبره شيخ علي ابن ابراهيم فهو خبر ومايقوله شيخ شيخه فهو مخبر عنه وليس خبرا فتوثيقه للمخبر والحاكي والراوي والناقل _ هذه التعبيرات _ كلها تنحصر في عمل شيخه واما في عمل شيخ شيخه فلا واوضح شاهد على ذلك ان الله تعالى اخبرنا عن مقولة فرعون ( انا ربكم الاعلى ) فهاهنا خبران خبر من الله سبحانه الى النبي والينا وهو ان فرعون قال هذه المقالة وهناك قول فرعون واخباره لاتباعه بانه هو الرب فهذا الكلام من فرعون ليس خبر الله وانما هو مخبر به بخبر الله فتصديقنا لكلام الله يعني تصديق لإخباره وليس تصديقا لخبر من ينقل قوله رب العاملين , وكذلك الله تعالى لما نقل عن ابليس انا خير منه فهنا خبر ومخبر عنه الخبر هو ان الله سبحانه يقول ان الشيطان قال هكذا فنصدق به واما ما أخبر به اللعين فهو ليس خبر الله وانما هو خبر ابليس اما بالنسبة الى خبر الله هو مخبر عنه وليس خبرا وهكذا يجري هذا الكلام في كل سلسلة من سلسلة الروايات فعليه اينما يأتي كلام مؤداه توثيق المخبر او الناقل هذا يكون فقط توثيقا للشيخ ولا يكون توثيقا لشيخ الشيخ ,
نعم قد يكون الخبر صحيحا لقرائن ولكن لا يستلزم ذلك توثيق المخبر فيكون الخبر صحيحا فلاملازمة بين صحة الخبر لقرائن وبين وثاقة المخبر او عدالته فلا ملازمة فقد يقول بعض المحدثين ان كل مافي كتابه من الاخبار صحيح آمنا صحيح فلا يعني ذلك توثيق الرواة كلهم .
فهذا تتمة لما سبق وهذا المنزلق وقع فيه غير واحد من اجلائنا الابرار .
المطلب الثاني : كان الكلام في انه ما هو اول عمل للتيمم هل الضرب او المسح والتزمنا ان اول عمل هو الضرب والسيد الاعظم استدل برواية عن الامام الرضا (وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن إسماعيل بن همام الكندي ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : التيمّم ضربة للوجه ، وضربة للكفّين )[[1] ] سئل عن التيمم قال ضربة للوجه وضربة لليدين ,والسيد الاعظم يقول كلمة الضربة محمول يعني خبر على التيمم اي التيمم ضربة فيكون هذا دليل على ان الضرب جزء من التيمم ,
ولكن هذا الاستدلال غير واضح والوجه فيه ان الرواية ناضرة الى مايكون الماسح به للوجه ومايكون المسح به لليدين يعني مرة الضربة تكون لمسح الوجه ومرة تكون لليدين اما نفس الضربة داخلة في التيمم او لا ولا اقل من الاحتمال ومع وجود الاحتمال لايتم الاستدلال .
والصحيح في الاستدلال هو رواية سماعة ابن مهران مضمرته عن الباقر ع (وعنه ، عن القاسم بن عروة ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في التيمّم قال : تضرب بكفّيك الأرض ثمّ تنفضهما وتمسح بهما وجهك ويديك )[[2] ] فالامام في مقام التفسير له فالضرب داخلا في التيمم نعم ربما قال وتنفضهما والنفض قلنا ليس واجبا كما سياتي ولكن لامانع :
اولا : ان يذكر في تفسير التيمم ماهو ليس جزء منه وهذا لايعني ان الضرب ليس جزءا
وثانيا النفض هو التفريغ كما تقدم فالنفض انما يكون مطلوبا اذا كان هناك غبار على اليد واما اذا لم يكن غبار على اليد فالموضوع للنفض مرتفع .
بقيت مشكلة واحدة : انه جاء في ب21 صلاة الجنازة ر5 انه سئل الامام ع انه اذا رأى جنازة تحمل واذا ذهب للوضوء يخاف ان تفوته الصلاة على الميت قال ع يضرب يديه على الحائط فيتيمم , فذكر التيمم بحرف الفاء بعد الضرب فهذا يدل على الترتيب فمعناه ان التيمم يكون بعد الضرب والسيد الاعظم اجاب عنه ونحن نجيب عنه بعون الله تعالى .