1440/04/15
تحمیل
الأستاذ السيد علي اکبر الحائري
بحث الأصول
40/04/15
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: حجية الدليل العقلي/ العقل العملي/ حقّانيّة العقل العملي.
العقل العملي لا يخضع للبرهانوالواقع أنّ أصل الحسن والقبح العقليين على مستوى الموجبة الجزئية لا يمكن البرهنة عليه لا بعقل التجربة ولا بعقل البرهان ولا بالبداهة.
أمّا بعقل التجربة فواضح.
وأمّا بعقل البرهان فلأنّ البرهنة معناها تشكيل قياس منطقي يكون فيه ثبوت الحد الأكبر للحد الأصغر بواسطة الحد الأوسط، فيقع الكلام في ثبوت الحد الأكبر للحد الأوسط، فإن كان ثابتاً بلا برهان ثبت العقل العملي بلا برهان وإن كان ثابتاً ببرهان آخر نقلنا الكلام نفسه إلى البرهان الآخر إلى أن ينتهي إلى البداهة في أحد البراهين وإلّا لتسلسل.
وأمّا بالبداهة فلأنّ الشيء البديهي لا يمكن البرهنة على بداهته ببداهته.
إذاً فأصل الحسن والقبح على مستوى الموجبة الجزئية لا يمكن البرهنة عليه.
نعم يبقى شيء وهو أنّ من يدرك حسن شيء أو قبحه على مستوى القطع والجزم هل يمكنه البرهنة على أنّ هذا الإدراك هو من حاق النفس أو هو ناشئ من تأديب المؤدبين أو تعليم المعلمين وإيحاء المجتمع والقوانين؟
قال اُستاذنا الشهيد رحمه الله إنّ هذا أيضاً لا يمكن إثباته بالبرهان، وذلك لأنّ من يدرك حسن شيء أو قبح شيء على مستوى القطع و الجزم لو عرض على نفسه الاحتمالين المذكورين ـ أعني احتمال أن يكون من حاق النفس واحتمال أن يكون بتأثيرات خارجية ـ فتارةً يحتمل الاحتمال الثاني، واُخرى لا يحتمله.
فإن احتمل الاحتمال الثاني زال إدراكه القطعي بذلك الحسن أو القبح إن كان إنساناً سوياً.
وإن لم يحتمل الاحتمال الثاني فهذا يعني إما كون إدراكه نابعاً من حاق النفس البشرية حقيقةً أو أنّه يعتقد كون إدراكه نابعاً من صميم النفس. وعلى كلا التقديرين يثبت عنده أنّ إدراكه من حاق النفس أي أنّه مضمون الحقّانيّة عنده وباعتقاده.
ثم قال اُستاذنا الشهيد رحمه الله : الواقع أنّ العقل العملي على قسمين وهما: عقل أوّل مضمون الحقّانيّة يدرك أصل حسن الصدق وقبح الكذب وحسن العفو وقبح الإيذاء من دون تقصير ونحو ذلك. وعقل ثانٍ يكثر فيه الخطأ وهو إدراك ما هو الغالب عند التزاحم.
ولم يصرّح في هذا القسم بأنّه مضمون الحقّانية أو لا.
أقول: الظاهر جريان البيان الذي ذكره في هذا القسم أيضاً.