33/04/11
تحمیل
الموضوع: مبحث القراءات
الكلام في تتمة الروايات الواردة في بحث القرائة
فمن الروايات صحيح داود بن الفرقد والمعلى بن الخنيس في أبواب القرائة في الصلاة الباب 74 الحديث الرابع قالا كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال ان كان ابن مسعود لايقرأ على قرائتنا فهو ضال ثم قال اما نحن فنقرأه على قرائة ابيّ
وفي هذه الصحيحة وقفات مفيدة
الاولى: انه (عليه السلام) يثبت لأهل البيت (عليهم السلام) قرائة وهي تغاير قرائة ابن مسعود فيعلم منه ان الروايات الواردة في روايات أهل البيت (عليهم السلام) في ان الايات هكذا نزلت لاصلة لها ببحث التحريف وعدم التحريف وانما لها صلة بالقراءات
وعليه فلا معنى لتحسس مثل النجاشي أو حتى الصدوق في جملة من الموارد من انها روايات التحريف أو ان جملة من المتأخرين بمجرد ان يكون ماهو موجود خلاف القراءات السبع فان هذا لايعني التحريف بل هو قرائة
اذاً فان لأهل البيت (عليهم السلام) قرائة خاصة كما ان لغيرهم قرائة
الثانية: ان أهل البيت (عليهم السلام) يخطّئون القراءات الاخرى في مقام التفسير والاستنباط حيث عبر (عليه السلام) ان كان ابن مسعود لايقرأ على قرائتنا فهو ضال والضال في مقابل المهتدي أو على هداية
ففي مقام الاستنباط أو الاستظهار أو التمسك بمعاني القران ليس من أهل البيت ترخيص بالأخذ بأيّ قرائة
ومن هنا أخذنا على الأعلام حيث قال بعضهم ان جواز القرائة يعني جواز الاستنباط طبعا وان كان من الطبيعي جواز القرائة متلازم مع جواز الاستنباط لكن هذا التلازم قد فكك بينه أهل البيت (عليهم السلام) فتجوز القرائة بهذه القراءات من باب الأداء الناقص ولكن لايجوز اعتمادها في الاستنباط
ولذا فقد مرت روايات تقول ان أهل البيت (عليهم السلام) يُعلّمون بعض خواص خواص أصحابهم بقرائتهم
وأما ذيل الرواية فقد قال (عليه السلام) اما نحن فنقرأه على قرائة اُبيّ فمن الواضح انهم (عليهم السلام) لديهم القرائة الواقعية وهي الحجة لكن في مقام التلاوة فيقرؤن على قرائة اُبيّ فيقرؤن بها في العلن وعلانية
وبالدقة المصاحف ثلاثة وهي مصحف علي (عليه السلام) ومصحف اُبيّ ومصحف عبد الله ين مسعود وغيرها ليست مصاحف بل بعض السور، وأكمل المصاحف هو مصحف الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)
والدليل على ان الصدر في مقام الاستنباط والذيل في مقام التلاوة هو انه في الصدر ذكر (عليه السلام) كلمة ضال وهو ليس في مقام الهداية بينما في الذيل فقال (عليه السلام) اما نحن فنقرأه ولم يقل فنتدبره
وقلنا ان الكثير من الأعلام قد خلط بين المسألتين ولكن الصحيح هو التفكيك بين هاتين المسألتين
الرواية الاخرى هي رواية محمد بن سليمان في الباب 74 الحديث الثاني عن بعض اصحابه عن ابي الحسن (عليه السلام) قال قلت له جعلت فداك انا نسمع الايات من القران ليست هي عندنا كما نسمعها ولانحسن ان نقرائها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ قال لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم
والرواية دالة على جملة من النقاط
اولا: ان شيعة اهل البيت كان يبلغهم قرائة خاصة بأهل البيت (عليهم السلام) فانه يقول ولانحسن ان نقرائها كما بلغنا عنكم
ثانيا: ان هذه الاختلافات في الفاظ الايات بين أهل البيت (عليهم السلام) وهذه هي قرائة وليست بحث التحريف
ثالثا: ان قرائة أهل البيت (عليهم السلام) تختلف وتغاير تلك القرائة
رابعا: انه في مقام التلاوة يجوز القرائة بالقراءات المعهودة فان (عليه السلام) قال لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم
وهذه تعزز النقاط التي مرت بنا مكررا
ورواية اخرى وهي حسنة سفيان بن الصلت قال سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن تنزيل القران قال اقروا كما علمتم وهذه وقفة اخرى مهمة فان الراوي قد عبر بتنزيل القران