33/04/02
تحمیل
الموضوع: مبحث القرائة
كنّا في مبحث القرائة، وان المسألة رقم 50 وان كانت في جواز الاقتصار على جواز القراءات السبع حيث اختار الماتن جواز مطلق القرائة وعدم الاقتصار على السبع ولكن الاحرى ان يدور الحديث عن حقيقة القراءات
وقد تقدم شطرا من الكلام في ذلك سابقا ونواصل هنا بقية الكلام
ونذكر بعض النقاط
الاولى: بالنسبة لرأي السيد الخوئي هو ان هذ القراءات السبع أو العشر ليست رواية قرانية لامتواترة ولارواية قرانية من قبيل اخبار الأحاد
فيذكر السيد الخوئي ان هذه القراءات ليست متواترة أصلا باعتبار ان الطريق الى القراء العشر ليس متواترا، ثم ان الطريق منهم الى النبي (صلى الله عليه واله) غير موجود حتى بطريق مرسل أي ان هؤلاء لايقولوا رويناه عن النبي (صلى الله عليه واله) فمن أين يمكن جعل هذه قراءات قرانية متواترة
وان هؤلاء القراء السبعة او العشرة أولهم كان معاصرا للامام الباقر (عليه السلام) وهو نافع وآخرهم الكسائي وقد عاصر الامام الرضا (عليه السلام) فكيف تكون قراءاتهم عن النبي (صلى الله عليه واله) فعليه ليست هي روايات قرانية ولا أخبار آحاد بل هي اجتهادات وتفسيرات من القرّاء، وفرق بين ان تكون القراءات اجتهادات أو تفسيرات قرانية وبين ان تكون روايات
فحقيقة القرائة القرانية عند السيد الخوئي هي ان هذه القراءات هي تفسيرات للقران الكريم وليست قراءات قرانية، وهذه نكتة مهمة ولها ثمرات عديدة
وان كلام السيد الخوئي يقرب من رأي الشيخ المفيد ورأي الشيخ جعفر كاشف الغطاء (رحمهم الله)
فالروايات الواردة في لفظ التنزيل لهذه الاية هكذا يقول الشيخ المفيد وكاشف الغطاء اي ان المعنى المراد من تنزيلها هو هذا، غاية الأمر روايات أهل البيت (عليهم السلام) هو تفسير من المعصوم بينما القراءات هي تفسير البشر
الثانية: ان العامة ادعوا ان هناك رواية نبوية تقول ان القران نزل على سبعة احرف
والشيخ الصدوق (قده) من طريق بعض العلويين عن الائمة (عليهم السلام) روى هذه الرواية والرواية ليست من طرقنا محضا، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) أتاني آتي من الله فقال ان الله يأمرك ان تقرأ القران على حرف واحد فقلت يارب وسّع على امتي فقال ان الله يأمرك ان تقرأ القران على حرف واحد فقلت يارب وسّع على امتي فقال ان الله يأمرك ان تقرأ القران على سبعة احرف
وفي هذه الرواية وجوه من الخدشة
أولاً: لو سُلم ان هذه الرواية صادرة عن النبي (صلى الله عليه واله) وليست ملفقة، فانه قد يقول الامام المعصوم قال النبي كذا وهو يعلم ان هذا الأمر هو أمر ملفق ولانصيب له من الصحة وذلك لشدة التقية
ويهوّن الأمر لو كانت هناك قرينة على كون الأمر قد صدر للتقية، ولكن لو لم تكن هناك قرينة واضحة على التقية فهو من الامور المشكلة التي قد تلتبس حتى على بعض الأعلام
فهذه الرواية لو كانت صحيحة فكيف يمكن ان يراد من الحديث النبوي هذه القراءات السبع مع ان القراءات اكثر من السبع
ثانيا: ان هذه القراءات لم تحدد بالسبع الاّ في القرن الثالث او الرابع فكيف يمكن التحديد بالسبع لاحقاً
ثالثا: وكما تقدم في النقطة الاولى فان هذه القراءات ليست روايات قرآنية آحاد فضلاً عن ان تكون متواترة بل هي اجتهادات وتفاسير قرآنية
رابعا: هناك رواية صحيحة تصرح ان هذه الرواية ملفقة على النبي (صلى الله عليه واله) وهي صحيحة الفضيل