الموضوع: حرمة السجود لغير الله تعالى

 كنّا في مسألة تقبيل العتبات الشريفة أو السجود كما يعبر عنه السيد اليزدي ما يفعله سواد الشيعة من صورة السجدة ومحط الكلام ان السجد لم يقصد انهم الذوات الأبدية فهنا لم يشرك ولم يكفر كما انه لم يقصدفي تعظيمه لهم ان يجعل لهم من التعظيم ماليس لهم فليس كل عبادة هي تأليه

 وتقدم ان التأليه ليس هو بمعنى الكفر والشرك فالتأليه هو فعل المخلوقات

 لذا أصر علماء الشيعة كالشيخ جعفر كاشف الغطاء في منهاج الرشاد والسيد محسن الأمين ان سجود الشيعة حتى لو كان محرما من حيث الآلية الاّ انه ليس فيه ريوبية وتأليه بالذات للأئمة (عليهم السلام) لذا لو سئل أي شخص من عوام الشيعة هل ان فعله باعتبار ان المعصومين (عليهم السلام) ذوات قائمة بالذات فانه يقول حاشى

 فمحط البحث عند العتبات الشريفة هو بحث حول الآلية فما هو الدليل على الحرمة؟

 ان الدليل على حرمة الآلية هو فقط وفقط في السجود بالجبهة وهذه الحرمة لم يأمر بها الله تعالى بل هو من اختصاصاته تعالى بها اما السجود بغير الجبهة كالخد أو الذقن وغير ذلك من الانحناء فان هذه الآليات لم ينهى عنها بل امر بها في مواطن خاصة وان كان بحث الأمر بها مغفول في تحديدها عند المتأخرين

 وان موضع البحث وهو السجود بالجبهة فهو أيضا له كيفيتين

 فتارة يضيف السجود تعظيما الى الله وان كان فيه اضافة الى المعصوم بأن يشكر الله على توفيقه لزيارة المعصوم أو يسجد لله توسلا بالمعصوم الى الله تعالى وقد وافق على هذا السيد اليزدي ومحشي العروة مع ان هذا الذي وافق عليه السيد اليزدي والمتأخرون فيه اضافة الى المعصوم

 وذلك فانه ساجد لله شكرا لكنه يسجد لله بما ان هذا المكان يتوجه به الى الله تعالى وقد ورد ان كل الدين هو اللهم صل على محمد وآل محمد لذا ورد في الروايات انه تهليل وتسبيح وتمجيد وتحميد وإنها أحد الأدلة الكاملة على كل الدين

 فمركز البحث هو ليس هناك تألية بالذات ولاربوية فآلية السجود إذا أضافها الى الله فهو توسل وتوجه بهم

 ولذا قال السيد اليزدي إلاّ أن يقصدوا به سجدة الشكر لتوفيق الله تعالى لهم لإدراك الزيارة وهذا هو اضافة لهم فإجمالا محل البحث فقط في الآلية وان الآلية على كل تقدير فيها اضافة فتارة الإضافة مباشرة ومستقيمة لهم ومن بعدهم لله وتارة يجعلها إضافة له تعالى متوسلا بهم ومتوجها بهم

 والأدلة على الحرمة في مورد البحث هو الايات والروايات

 منها: ماروي في الجعفريات وهو نفس الاشعثيات وهو من كتب الحديث المروية من الحوزة الحديثية الاثنا عشرية في مصر أيام الائمة (عليهم السلام) محمد بن محمد الأشعث الكوفي هاجر الى مصر وروى روايات عن احفاد موسى بن جعفر (عليه السلام) واحفاد الصادق (عليه السلام) أحاديث آبائهم عنهم وهي ألف حديث وقد نقل هذا الى حوزة الكوفة وان اسناد هذا الكتاب يرجع الى خاتمة المستدرك

 عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن ابائه عن علي بن أبيطالب (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا يقول ماسجدت به من جوارحك لله فلا تدعو مع الله احدا الاّ اذا امر الله ورواه الراوندي في نوادره باسناده الى موسى بن جعفر (عليه السلام) في مستدرك الوسائل أبواب السجود باب عدم السجود لغير الله الحديث الأول

 ومنها: في احتجاج النبي (صلى الله عليه واله) في أبواب السجود من الوسائل الباب 27 الحديث 3 في تفسير النبي (صلى الله عليه واله) سجود الملائكة لآدم أما علمتم ان من حق من يلزم تعظيمه وعبادته ان لايساوي عبيده ارئيتم ملكا أو عظيما اذا سويتموه بعبيده في حق التعظيم والخشوع والخضوع أيكون في ذلك وضع من حق الكبير وزيادة في حق الصغير؟ فقالوا نعم فقال يجب ان لايشرع والله عز وجل حيث أمر السجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته وهذا الاستدلال من سيد الانبياء (صلى الله عليه واله) هو استدلال عقلي لحرمة السجود

 ومنها: ورد مستفيضا في الزيارات لأن الصلاة والركوع والسجود لايكون الاّ لك لأنك انت الله لا اله الاّ أنت الاّ اذا امر الشارع وسيأتي ان الشارع قد أمر بالركوع والخضوع لأهل البيت (عليهم السلام)