35/07/14
تحمیل
الموضوع:مقولة السيد البروجردي في الكتب
الأربعة
كنّا في طوائف الروايات وقبل الخوض فيها استعرضنا ظاهرة روائية حديثية من الكتب الروائية الاخرى غير الكتب الأربعة من القرن الرابع الى القرن الثامن أو التاسع فنلاحظ ان هناك نقل لروايات من الاصول الأربعمائة أو الكتب الحديثية التي هي مصدر الكتب الأربعة، فنشاهد في هذا النقل الإرسال بمعنى ان الناقل لم يذكر سنده ففي بصائر الدرجات قد ينقل عن أصل من الاصول الأربعمائة ولم يذكر سنده ومن باب المثال مستطرفات ابن ادريس أو كتاب ابن طاووس وغيرها
هنا نذكر مقولتين في البين لعلاج هذه الظاهرة: فمقولة تدعي ان الكتب الأربعة هي المصدر وغيرها لايعتد به وقد تنقل هذه المقولة عن السيد البروجردي فجملة من تلاميذ السيد البروجردي ينقولون هذه المقولة عنه وكأنهم يبنون عليها وهي ان الرواية التي يجدونها في غير الكتب الأربعة هي محل تأمل عندهم، ومفاد هذه المقولة هو حصر صحة الكتب بالكتب الأربعة ولايخفى ان صحة الكتاب تختلف عن صحة الطريق
وان الصحة التي يؤكد عليها الكليني في ديباجة الكافي والصدوق في ديباجة الفقيه والطوسي في ديباجة الاستبصار والتهذيب وكذا ابن قولويه في يباجة كامل الزيارات والقمي في ديباجة التفسير فإن مرادهم صحة الكتاب وليس مرادهم صحة الطرق وقد اشتبه هذا الأمر على خريت الفن الميرزا النوري بخصوص الكافي والميرزا النائيني والسيد الخوئي بالنسبة لكامل الزيارات وتفسير القمي والحال ان المراد من الصحة التي تذكر في ديباجة ومقدمة هذه الكتب هي صحة الكتاب وليس صحة الطرق
وهذه المقولة من السيد البروجردي من ان الكتب الأربعة هي المعول عليها دون غيرها من الكتب حيث التزم بهذه المقولة جملة من تلاميذ السيد البروجردي فهذه المقولة على فرض متانتها معناها ان السيد البروجردي يريد ان يحصر الصحة فقط في الكتب الأربعة، أما كتاب علي بن جعفر ومحاسن البرقي وبقية كتب الصدوق وبقية كتب الطوسي وبقية كتب الراوندي أو تفسير القمي فحتى لو ترى فيها طريق صحيح فهذا ليس كافيا في حجية الخبر لأن هذه الكتب حسب هذه الدعوى صحتها ليست بدرجة صحة الكتب الأربعة
وبكلمة مختصرة فان الاطمئنان بصحة الكتاب توجب الوثوق بأن الاسانيد والطرق المذكورة فيه ليست مزورة فقد ترى في كتاب معين طريق ناصع الاسماء وناصع الاعتبار فلا فائدة فيه مع احتمال كون الناسخ مشتبه أو لعل هذه النسخة من هذا الكتاب الحديثي لم تكن مأمونة من العبث ومعه فلا تفيد صحة الطريق شيئا وذلك لأن أساس وجود الطريق يتولد من صحة الكتاب، وهذا المبحث طويل وصعب
فهذه المقولة المنسوبة الى السيد البروجردي ممنوعة ومدفوعة حيث اننا نشاهد اعتماد طبقات علماء الامامية على غير الكتب الأربعة مقدم على اعتمادهم على الكتب الأربعة ونريد بذلك ان نبيّن منع وزيف دعوى حصر الصحة عند علماء الامامية بالكتب الأربعة
فان واقع الحال هو ان طبقات علماء الامامية من القرن الرابع الى القرن الثامن ان لم يقدم على الكتب الأربعة فليس دون مستوى الكتب الأربعة بل ان اعتمادهم على غير الكتب الأربعة أكثر لأنها هي مصادر الكتب الأربعة والشاهد على ذلك هو الرجوع الى كتب الفقهاء من القرن الرابع الى التاسع فنرى ان نقلهم عن المصادر غير الكتب الأربعة أكثر من نقلهم من الكتب الأربعة، والغريب من البعض القول بأن مصادر الكتب الأربعة لم يطلع عليها غير أصحاب الكتب الأربعة
وهناك من تلاميذ السيد البروجردي من اذا رأى رواية صحية السند في غير الكتب الأربعة فلا يفتي على ضوئها بل يحتاط في الفتوى ويدعي ان هذا هو مبنى السيد البروجردي، وهذا المبنى خطير
وهذا التوهم نشأ في الحواضر العلمية للامامية من القرن العاشر الى قرننا الخامس عشر حيث بدأ التركز على الكتب الأربعة أكثر من غيرها من كتب الحديث الى درجة محورية الكتب الأربعة مما سبب قلّة الاعتناء بالاصول الروائية الاخرى الى درجة الضياع والفقدان بالنسبة لبعض هذه الاصول الروائية
كنّا في طوائف الروايات وقبل الخوض فيها استعرضنا ظاهرة روائية حديثية من الكتب الروائية الاخرى غير الكتب الأربعة من القرن الرابع الى القرن الثامن أو التاسع فنلاحظ ان هناك نقل لروايات من الاصول الأربعمائة أو الكتب الحديثية التي هي مصدر الكتب الأربعة، فنشاهد في هذا النقل الإرسال بمعنى ان الناقل لم يذكر سنده ففي بصائر الدرجات قد ينقل عن أصل من الاصول الأربعمائة ولم يذكر سنده ومن باب المثال مستطرفات ابن ادريس أو كتاب ابن طاووس وغيرها
هنا نذكر مقولتين في البين لعلاج هذه الظاهرة: فمقولة تدعي ان الكتب الأربعة هي المصدر وغيرها لايعتد به وقد تنقل هذه المقولة عن السيد البروجردي فجملة من تلاميذ السيد البروجردي ينقولون هذه المقولة عنه وكأنهم يبنون عليها وهي ان الرواية التي يجدونها في غير الكتب الأربعة هي محل تأمل عندهم، ومفاد هذه المقولة هو حصر صحة الكتب بالكتب الأربعة ولايخفى ان صحة الكتاب تختلف عن صحة الطريق
وان الصحة التي يؤكد عليها الكليني في ديباجة الكافي والصدوق في ديباجة الفقيه والطوسي في ديباجة الاستبصار والتهذيب وكذا ابن قولويه في يباجة كامل الزيارات والقمي في ديباجة التفسير فإن مرادهم صحة الكتاب وليس مرادهم صحة الطرق وقد اشتبه هذا الأمر على خريت الفن الميرزا النوري بخصوص الكافي والميرزا النائيني والسيد الخوئي بالنسبة لكامل الزيارات وتفسير القمي والحال ان المراد من الصحة التي تذكر في ديباجة ومقدمة هذه الكتب هي صحة الكتاب وليس صحة الطرق
وهذه المقولة من السيد البروجردي من ان الكتب الأربعة هي المعول عليها دون غيرها من الكتب حيث التزم بهذه المقولة جملة من تلاميذ السيد البروجردي فهذه المقولة على فرض متانتها معناها ان السيد البروجردي يريد ان يحصر الصحة فقط في الكتب الأربعة، أما كتاب علي بن جعفر ومحاسن البرقي وبقية كتب الصدوق وبقية كتب الطوسي وبقية كتب الراوندي أو تفسير القمي فحتى لو ترى فيها طريق صحيح فهذا ليس كافيا في حجية الخبر لأن هذه الكتب حسب هذه الدعوى صحتها ليست بدرجة صحة الكتب الأربعة
وبكلمة مختصرة فان الاطمئنان بصحة الكتاب توجب الوثوق بأن الاسانيد والطرق المذكورة فيه ليست مزورة فقد ترى في كتاب معين طريق ناصع الاسماء وناصع الاعتبار فلا فائدة فيه مع احتمال كون الناسخ مشتبه أو لعل هذه النسخة من هذا الكتاب الحديثي لم تكن مأمونة من العبث ومعه فلا تفيد صحة الطريق شيئا وذلك لأن أساس وجود الطريق يتولد من صحة الكتاب، وهذا المبحث طويل وصعب
فهذه المقولة المنسوبة الى السيد البروجردي ممنوعة ومدفوعة حيث اننا نشاهد اعتماد طبقات علماء الامامية على غير الكتب الأربعة مقدم على اعتمادهم على الكتب الأربعة ونريد بذلك ان نبيّن منع وزيف دعوى حصر الصحة عند علماء الامامية بالكتب الأربعة
فان واقع الحال هو ان طبقات علماء الامامية من القرن الرابع الى القرن الثامن ان لم يقدم على الكتب الأربعة فليس دون مستوى الكتب الأربعة بل ان اعتمادهم على غير الكتب الأربعة أكثر لأنها هي مصادر الكتب الأربعة والشاهد على ذلك هو الرجوع الى كتب الفقهاء من القرن الرابع الى التاسع فنرى ان نقلهم عن المصادر غير الكتب الأربعة أكثر من نقلهم من الكتب الأربعة، والغريب من البعض القول بأن مصادر الكتب الأربعة لم يطلع عليها غير أصحاب الكتب الأربعة
وهناك من تلاميذ السيد البروجردي من اذا رأى رواية صحية السند في غير الكتب الأربعة فلا يفتي على ضوئها بل يحتاط في الفتوى ويدعي ان هذا هو مبنى السيد البروجردي، وهذا المبنى خطير
وهذا التوهم نشأ في الحواضر العلمية للامامية من القرن العاشر الى قرننا الخامس عشر حيث بدأ التركز على الكتب الأربعة أكثر من غيرها من كتب الحديث الى درجة محورية الكتب الأربعة مما سبب قلّة الاعتناء بالاصول الروائية الاخرى الى درجة الضياع والفقدان بالنسبة لبعض هذه الاصول الروائية