33/05/24
تحمیل
الموضوع: الجهة الفقهية لقبح التجري
كنا في الجهة الفقهية لبحث التجري ومرت بنا تتمة الجهة الكلامية لبحث التجري من ان الصفات المكتسبة في الانسان أعظم محاسبة من الأفعال الفردية نتيجة انها أكثر اختيارا و أوسع فرصة للانسان بالنسبة الى تلك الصفات أو تلك الجوارج فلا محاسبة من دون اختيار
وقد وصل بنا المقام الى ان هناك جملة من الآيات والروايات دالة على المداينة على الفعل النفساني وان من رضي عمل قوم اشرك معهم فحالة الرضا هي حالة الاستيناس للفعل وهي حالة من الفعل النفساني الخفي جدا أو هو غائر في بواطن النفس
فهذا الفعل مع انه من أفعال النفس الباطنية الاّ انه من المسلمات عند الجميع المحاسبة عليه ولذا فان أحد مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المرتبة النفسانية
فهذا ليس تجري بالمعنى الأخص الذي نحن فيه ولكنه هو تجري بالمعنى الأعم فان الانسان يداين ويحاسب من رضي عمل قوم اشرك معهم وهذه قاعدة متواترة عند الفريقين وبالمعنى الأعم فهو تطاول على ساحة المولى
وموارد اخرى احكام تدل على الفعل النفساني وهو التجري بالمعنى الأعم لا الأخص كما في سورة النور ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنو لهم عذاب أليم فالمحبة لاشاعة الفاحشة فيها عذاب فانها فعل نفساني وهو من الدرجات الاولى في التجري
وفي سورة البقرة ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فالبحث فيها عام هنا
وكذا في سورة البقرة قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون فالموجود يحاول ان يكتمه
وكذا في سورة القصص تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين فنفس آرداة العلو في الأرض والفساد هي محل محاسبة
الروايات الدالة على المعنى الأخص
وهي في الباب 5 من أبواب مقدمات العبادات وكذا في الباب 6 منه وسنرى انها تجعل من النية مداينة خاصة
منها لاعمل الاّ بالنية فالنية محل مسائلة ومداينة
ومنها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لاقول الاّ بعمل ولاقول وعمل الاّ بنية ولاقول وعمل ونية الاّ باصابة السنة فالقول مكترث به مع العمل والقول والعمل يكترث به مع النية والاّ فهو هباء منثور
ومنها عن البرقي عن العلي بن الحسن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ان الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة فالجزاء الاخروي أكبر المدار فيه النية لا العمل فقط
وهذا في البحوث العقلية مبرهن عليه من ان النية وجودها أكثر وأقوى من المجردات غير العمل البدني المادي الحسي المتصرم جدا
ومنها انما لإمرئ مانوى و روايات هذا الباب تدل على ان المدار على النية وصورة حقيقة العمل بالنية
نية الانقياد
الرواية الاولى: صحيحة أبي بصير في الباب 6 الحديث 1 من نية الانقياد ان العبد المؤمن الفقير ليقول ياربي ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير فاذا علم الله ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الاجر مثلما يكتب له لو عمله ان الله واسع كريم والملاحظ ان الأعلام الذين يشكلون علىة حرمة التجري هم يقبلون ان كتابة الثواب على مطلق الانقياد
الرواية الثاني: سأل أبو بصير من الامام الصادق (عليه السلام) عن حد العبادة التي اذا فعلها فاعلها كان مؤديا؟ فقال حسن النية في الطاعة فالعمدة هي النية
الرواية الثالثة: معتبرة السكوني عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) نية المرأ خير من عمله
وللروايات تتمة فيها ان المحاسبة على النية عظيمة