جلسة 39
39
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كان الكلام في منهج امومة المحكمات في تفسير القران ومنهج امومة ولاية اهل البيت لتفسير القران امومة تعلو امومة وكنا في النظام الاستعمال اللفظي في القاعدة الاولى من هذا النظام أو النظام الاول من هذا النظام وهي قاعدة اعتماد اسلوب الاستعمال اللفظي في القران على التعريض اكثر من اعتماده على التصريح
اكثر المقصود ليس كما مر بنا توضيحه ان في الايات ليس فيها تصريح لا... أو جل الايات ليس فيها تصريح لا... فيها تصريح إلاّ ان المعاني المودعة في القران هي في جانب التعريض بمساحة لا متناهية اكثر واكبر من الموجودة في التصريح لا انه ليس هناك تصريح تصريح موجود ولكن مساحة الحقائق والمعاني الموجودة في التصريح اقل قليل بالقياس والاضافة إلى المعاني الموجودة في باب التعريض أو التلميح أو المعاريض أو الدلالات الخفية اكثيرة التي يشار إليها.
وكنا في هذا الصدد ان ترامي دلالات الالفاظ إلى طبقات ومراحل من الدلالة هذا لا يخرج الدلالة والمداليل المتعاقبة المترامية المتلاحقة لا يخرجها عن الظهور.
والتفتنا إلى ان عملية النقد الادبي في اللغة العربية أو في كل لغات العالم عملية تمثيل اللغة العربية النقد الادبي والنقاد ومباريات النقاد قديما وحديثا ادل دليل على ان ما يتوصل إليه الناقد الادبي من خفايا المعاني تعتبر هي من ظهورات الحجة ويتسابق فيها الادباء والنقاد في الادب اللغوي والعربي
منذ قديم الايام قبل الاسلام كما هو الحال في سوق عكاظ وقضية القصائد المعلقة العشر المعروفة التي انتخبت انها من اجزل الادب العربي فمما يدلل على ان الكلام اذن له قدرة وطاقة في الدلالة تترامى لا تخرجه عن نظام قواعد علوم الادب والعلوم الادبية واللغوية سواء قواعد علم النحو أو علم الصرف أو علم البلاغة أو علم الاشتقاق أو علم اللغة إلى ما شاء الله علوم اللغة كثيرة.
ترامي هذه الدلالات اذن بتعاطي نفس اهل اللغة واهل أي لغة من لغات العالم يدل على ماذا على ان في امكانية الفاظ الكلام يدل على حلقات من المعاني وطبقات لا تخرج عن موازين قواعد علوم اللغة.
بل اكثر من ذلك نلاحظ الان في عملية النقد الادبي يحاولون ان يقرأوا شخصية المتكلم في العلوم الانسانية يحاولون من خلال المتكلم يقراون نفسيته اخلاقه رواية المرء مخبوء تحت طي لسانه من يتكلم يفهم مثلا درجة عقله مخبوء اصلا هذا اعجاز في الحديث النبوي يعني تريد ان تكشف كل ملفاته من خلال طي اللسان يعني مخبوء تحت اللسان هو مطوي في لسانه
القران الكريم يشير إلى هذا المطلب (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ)
يعني لحن القول يفهم من عنده ملفات كل الشخص عندما يتكلم اذن هذه عملية استظهار منضبطة صحيحة أم هي تهجس؟ لا هي صحيحة... ولكنها وفق قواعد وشروط وموازين وليست عبط أو هلوسة أو استذواق لا...
الان كثير من علوم النفس تبتني مباحثها وقواعدها على نبرة كلام المتكلم الالفاظ التي ينتخبها في الكلام وسيلة حديثه كذا كذا إلى ما شاء الله...
البعض ربما يستشكل في هذا الاستظهار انما على اية حال نحن في صدد امعان ووغول اكثر في مبحث التعريض والتلويح أي الدلالات الخفية لانها هذه كما مر بنا هذه القاعدة ان تمت معناه افق البحث التفسيري لا يقف عند حد.
وهذه ميزة مهمة في منهج امومة المحكمات أو امومة ولاية اهل البيت للمحكمات وامومة المحكمات لبقية ايات وسور القران الكريم ميزة مهمة ان في التفاسير الاخرى كالتفسير الموضوعي أو تفسير اسباب النزول أو تفسير القران بالقران أو التفسير التجزيئي هذا يفترض في تلك المناهج غالبا انه المعنى يصل إلى حد يقف عنده في تفسير القران الكريم.
بينما على وفق منهج امومة ولاية اهل البيت والمحكمات في تفسير القران لا يقف الامر في تفسير القران إلى حد...
احد اعلام النجف الاشرف من الماضين رحمة الله عليهم يقول حضرنا عند احد الاعلام الفقهاء الاخرين في درس الاصول أو درس تفسير خاص مذكورة ...
فحضروا في تفسير اية عنده عشرة ايام عشرين يوم ثلاثين يوم كل يوم ياتي بوجه اخر للاية بحيث هذا الوجه الاخر منطبق مع موازين اللغة وقواعد البيان لتفسير الاية حتى انهم تعجبوا
هذا التفسير ذاك التفسير عشر وجوه عشرين وجه لاية واحدة وكلها صحيحة كيف يصير؟ كيف يتحمل الكلام لمعاني عديدة متباينة متخالفة بموازين واحدة؟
هذا الذي نريد ان نؤكد عليه انه في تفسير منهج امومة المحكمات ما دمت تستبق قواعد العلوم اللغوية والموازين في الاستظهار بلغ ما بلغ من استكثار وتعداد المعاني كلها تكون حجة هذه نتيجة خطيرة جدا...
مثلا حتى الرواية سواء في التفسير في علوم القران أو الرواية في فقه الفروع إذا احتملت مفاد الرواية وجوه متعددة غير متناقضة وكلها بالتالي ظهور الكلام ومدلول الكلام يوصل إليها على موازين لا على هلوسة لا على تهجسات لا على تخرصات دعوى بلا دليل لا.. هذه ترجع إلى صاحبها إلاّ المعصوم هذا بحث اخر...
اما يدعي ان معنى الرواية كذا معنى الاية كذا والشاهد؟
الشاهد لا يحتاج الشاهد في بطن الشاعر شنو في بطن الشاعر؟ في بطن القلب هذه المشاعر القلبية قد تكون شيطانية هلوسية لا...الكلام مع وجود شواهد استنباطية موزونة...
لاحظ كيف الوحي نور عظيم ربط بماذا؟ نزل بماذا؟ بالالفاظ كانما شيء ذو مقام رفيع منيع استنزل بحبال الالفاظ.
اذن لابد ان يوصل إلى كل ما هو غيبي بتوسط هذا الحبل ذاك عبر عنه ماذا؟ اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حبل الله الممدود
اذن لابد من المسك والاستمساك بهذا الحبل عقدة عقدة مرحلة مرحلة لا ان تصل لا انك تريد ان تطير إلى الملكوت عبر ماذا؟ عبر لا حد ...
إذا اردت ان تطير إلى الملكوت عبر جناحيك يوشك بالانسان ان يتهوى إلى هوي سحيق لابد ان يرتفع عبر من؟ عبر الحبل تارة معصوم يرشدك إلى هذا المعنى بها ونعمت لكن لو تتعلم من المعصوم منشا هذه التاويلات تكون اكثر غورا علميا ممن؟
لو فقهتها من المعصوم من دون ان تعرف منشاها ولذلك الباقر عليه السلام يؤكد على تلميذه زرارة يا زرارة إذا سألتني عن مسالة مضمون الرواية واجبتك فاسالني اين هو هذا الجواب يعني موضعه من كتاب الله اني ارشدك إلى ذلك
المقصود ان هذا الباب عندما ينفتح انه يمكن ...الان لاحظوا حتى التحقيقات الجنائية حتى التحريات الامنية من خلال الحان مداليل خفية للكلام يستطيعون ان يستجوبوا ويستنطقوا ويستخرجوا اعترافات ملفات من شخص من دون ان يقصدها.
البعض يستشكل في هذا المنهج منهج الدلالات الخفية والتعريض والتلويح ربما المتكلم لم يكن ملتفتا فكيف يكون هذا المبنى حجة في كلامه سبعين بطن وسبعين وجه اما بالنسبة للباري تعالى منزه عن ذلك لكن بالنسبة إلى احاد الناس كيف ان من كلام واحد يدلي به المتكلم يستخرج امور وامور وامور تستخرج في صغره كيف كان في كبره كيف كان كله كلام واحد أو بعض الكلمات أو المقالات التي ترصد على المتكلم يستخرج منه ملفات إلى ما شاء الله معناه لم يقصدها وليكن لم يقصدها تفصيلا لكن من قال انه لم يقصدها اجمالا ارتكازا؟ وهل الكلام في ظهوره وحجته يعتمد على قصد المتكلم تفصيلا أو يكفي في ذلك قصده الاجمالي وان لم يلتفت تفصيلا.
هذا مبحث مهم ليس في علم التفسير فحسب يا اخوان حتى في علم الفقه كثير ربما من الفقهاء يردون استنتاجات لمفاد روايات مع وجود شواهد مع وجود دلالات بناءا منهم على أي مبنى ؟ على انه لا بد من قصد المتكلم تفصيلا في المعصوم وفي خلفاء الله وفي اصفياء الله وفي كلام الله هذا الامر طبعا لا مجال له لان علم الله لا يتناهى ولا يتطرق في شان الباري الجهل ولا فيمن استخلفه الباري خلفاء على البشر حيث يزودهم بالعلم اللدني هذا امر اخر الكلام في موارد اخرى يحصرون ويضيقون حجية الظهور بماذا؟
هناك مسلك لا اقول مسلك الاكثر لكن مسلك البعض تحصر حجية الظهور بماذا؟ بما لو قصد المتكلم تفصيلا والحال انه لا... هناك نظرية اخرى وهي نظرية صحيحة ومعتمدة ومتينة وقويمة:
ان الارتكاز الاجمالي كافي قصد الارتكاز الاجمالي كافي معنى انه الارتكاز الاجمالي كافي يعني انه مركوز في خلده هذا الامر وان لم يلتفت إليه ويتامله ويتدبره مليا شبيه عندما يستنطق متهم أو ما شابه ذلك أو متنازع خصمين في كلامه يقول كلامك يستزم كيف كيف؟ يقول دفعت إليه دينا يعني يعترف انه استدان ولما يعترف انه استدان يعترف ان الحاجة التي وقع عليها الدين موجودة واذا يعترف ان الحاجة التي وقع عليها الدين موجودة يعترف انها قد اوجدها مثلا سبب معين ويعترف ان السبب المعين اوجدها يعترف بان سبب ذلك السبب أيضاً اوجدها....
انظر حلقات متعاقبة متلاحقة عديدة في طي جملة واحدة لم يلتفت إليها المتكلم تفصيلا وليكن لكنها مركوزة في ارادته هذا يعبر عنه اجمال اجمال يعني كانما بشكل اندماجي نعم حجة العقلاء البشر في استنطاقهم من الكلمات إلى ما شاء الله ...
لاحظ الان الكلمات الماثورة في تاريخ اقوام البشر كل قومية كل شعوب البشر يحاولون ان يستنتجوا من الكلمات الماثورة التاريخية
اقتصاد تلك الحقبة كيف كان؟
النظام الاخلاقي في تلك الحقبة كيف كانت؟
الوضع القانوني في المجتمع في تلك الحقبة من القرون الغابرة كيف كانت؟
وسائل المعيشة كانت؟
البيئة الزراعية كيف كانت؟ يا الله علوم ...
انا اذكر احد البارعين في علم القانون استعرض بعض مقطع من تاريخ قريش قبل الاسلام كانت لديهم بنود قانونية يعني يحترم فيها كرامة الانسان اكثر ما يمارسه الحكام الان في الشرق الاوسط يعني لا اقل المراة لها حرمة لا تهتك لا يدخل عليها مثلا من هذا القبيل امور حتى في عهد الجاهلية
لاحظ هو من خلال مقطوعة تاريخية قراها بقراءة ماذا؟ قراها يعني استنطقها قانونيا استخرج بنود قانونية عديدة لاحظ مرتكزات هذه القراءة خاطئة؟ لا صحيحة ...
اللطيف هذه القراءة لهذه المقطوعة التاريخية ما كان يصل إليها ويستنتجها لولا مهارته في علم القانون لانه لاحظ لم يعتمد في قرائته على ماذا؟ على بنود لغوية فقط اعتمد على ماذا بعد؟
كيف تقحم العلم القانوني بعلوم اللغة وما الضير في ذلك؟ قرائن في الدلالة
لاحظ كيف ينفتح البحث الان لو شخص عنده عقلية علمية نسميها عقلية مخابراتية عقلية استراتيجية عندما يقرا القران الكريم يستنطق الوصايا الامنية في القران غير ما نحن نقراه نفسره
السبب في ذلك ماذا؟ ملتفت إلى بنود معينة في القران الكريم توصيات عجيبة
لاحظوا مثلا لقاء النبي موسى والخضر الخضر على كل نبيا كان أو صفيا من اصفياء الله كيف التقى به النبي موسى شارع لا... ضمن رمز علمي عطاء الله تعالى في نفس القران الكريم في سورة الكهف نص امني تلك الشفرة الامنية استطاع النبي موسى ان يلتقي بالخضر لماذا؟ لانه الخضر من رجال الغيب
الغيب يعني المجموعة الخفية لاولياء الله لا الدجالين كلامنا في المحقين لان الدجالون كثيرون الان مع المحقين كالخضر أيضاً كانت المدة مؤقتة محدودة بين الخضر والنبي موسى هذا فراق بيني ...
لاحظ البرنامج الامني الذي يراعيه الخضر ويشرحه لنا القران الكريم... ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد عن اليمين والشمال عتيد كذا كذا... انظر جانب البرنامج الامني في سجلات الباري تعالى محفوظة مراقبة طبقات المراقبين نظام وهلم جرا هذه كلها محسومة توثيق البيانات وكذا الاعمال هذه قراءة تفسيرية...
المقصود ان هذا الباب باب ان الكلام الظهور الواحد مقطوعة معينة هسا مقطوعة من كلام رب العزة الكلام المجيد أو حتى مقطوعة من كلام البشر كيف يمكن ان تستخرج منها علوم وحقائق وكلها منضوية ومندرجة تحت قواعد وموازين رصينة متينة معتمدة وليست وفق مصادرات ولا وفق تظنيات ولا وفق تخيلات ولا وفق تخرصات بل تعتمد فيها بديهيات قواعد اللغة وبديهيات العلم كيف ننفتح على بحر لا ينتهي وللحديث تتمة...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...