جلسة 53
53
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في صدد بحث النظام الاستعمالي في هذا المنهج التفسيري لامومة ولاية اهل البيت والمحكمات لتفسير القران الكريم.
في النظام الاول لقواعد واصول هذا المنهج النظام الاستعمالي وكنا في بحث التعريض طبعا التعريض أو دلالة التاويل أو الدلالات الخفية باب واسع وطويل الذيل ومكثنا فيه الشيء الكثير ولم ننجز منه إلاّ الامر القليل ولكن على اية حال ما لا يدرك كله لا يترك كله..
في عبارة للزمخشري صاحب تفسير الكشاف وهو من يتابع الدلالات الخفية في تراكيب استعمالات القران الكريم في كل مجمل تفسيره يقول تاكيدا على هذا المنهج منهج دلالات التعريض أو التاويل أو الدلالات الخفية يقول واسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء بالغة من اللطف والخفاء حدا تدق عنك خطك العالي يعني يحتاج إلى تركيز وتزل عن تبصره
ويقول اخر في هذا الباب يقول الخفاء يتوقف الانتقال من يعني الدلالة الظاهرة على تامل واعمال روية وليس الخفاء لكثرة الوسائط والانتقالات وان كانت الوسائط طبعا موجبة منبقة انما التامل...
على أية حال فباب التعريض باب واسع ومر بنا ان ما انجزه علماء اللغة العربية واللغوية وعلماء البلاغة وعلماء اصول الفقه ومباحث الالفاظ حتى وعلماء المنطق اتجاه المباحث اللفظية ما انزل ليس إلاّ الشيء القليل ويكفينا في ذلك قوله تعالى الرحمن خلق الانسان علمه البيان
علمه البيان يعني ماذا؟ يعني ان البيان من المعاجز أو النعم العظيمة الالهية التي يردفها الله في سياق من الله عزوجل على الانسان باصل خلقته يردفها في سياق منة عظيمة اخرى وهي تعليم القران الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان
اذن البيان فنونه ودلالاته ابدا إذا اردنا للمنهج التفسيري ان نبنيه ونقومه على اساس محدودة بما انزل من البيانات هذا سوف يكون اماتة لعلم التفسير تفسير القران الكريم
فهذه قاعدة مهمة اكيدة اولى وهي اولى القواعد التي يبين اساسها امير المؤمنين في الحديث الذي قراناه مرارا ونصه حديث الاحتجاج قوله عليه السلام لان الانبياء قبله قبل خاتم الانبياء بعثوا بالتصريح لا بالتعريض بينما سيد الانبياء بعث بالتعريض لا بالتصريح
فهذه القاعدة الاولى التي لم نستوف تمام الكلام فيها ولكن لا مفر من مغادرتها إلى قاعدة جديدة اخرى من قواعد نظام الاستعمال اللفظي النظام الاستعمالي لالفاظ القران الكريم...
القاعدة اللاحقة الاخرى هي ماذا؟
هي قاعدة الالتفات: الالتفات لغة ما هو؟ الالتفات في اللغة يعني في علم البلاغة وفي علم البديع ان يشتمل الكلام الواحد على توجيه الخطاب إلى طرف هسا اما المخاطِب أو المخاطَب الكلام عبارة عن خطاب فيه مخاطِب متكلم وفيه مخاطَب سامع الذي يتوجه إليه الكلام..
الالتفات عبارة عن تبديل الخطاب اما بتبديل المخاطَب دون المخاطِب المتكلم أو بتبديل المخاطٍب دون المخاطَب أو لا بتبديلهما معا، وهذا فن بديع وعجيب وعظيم ويمارس في تراكيب القران الكريم كثيرا ما مو كثيرا ما في اكثر الموارد حسب بيان امير المؤمنين عليه السلام
في رواية تفسير النعماني ابن ابي زينب صاحب كتاب الغيبة تلميذ الكليني وهو من نفس مدينة النعمانية في الكوت هذا الرجل من الاعلام العظام الكبار في الغيبة الصغرى ومن جهابذة وتلامذة الكليني عنده كتاب تفسير ضاع للاسف إلاّ جزء يسير من هذا الكتاب التفسير العظيم وهو الجزء الذي حافظ عليه السيد المرتضى وينسب الان للسيد المرتضى وهو في الحقيقة رواية من السيد المرتضى لكتاب تفسير النعماني معروف برواية تفسير النعماني أو رسالة المحكم والمتشابه للشريف المرتضى هي نفسها الجزء اليسير الذي يرويه...
هذا الجزء الذي رواه السيد الشريف المرتضى باسم رسالة المحكم والمتشابه من تفسير النعماني هي في الحقيقة رواية مطولة لقواعد واصول التفسير يبينها امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وواقعا هذه الرسالة أو هذه الرواية متضمنة لاصول جمة مهمة لقواعد التفسير
هذا غير رواية الاحتجاج التي بيناها فيها بحث التعريض التي يبين امير المؤمنين عليه السلام اس اساس قويم عميد عمدة من اعمدة قواعد التفسير منهج امومة المحكمات وامومة ولاية اهل البيت عليهم السلام لتفسير القران هذه رواية اخرى لامير المؤمنين عليه السلام يبين فيها اساس اخر قاعدة اخرى قاعدة ماذا؟
قاعدة الالتفات... في هذه الرواية التي سنقراها لاحقا ان شاء الله يبين امير المؤمنين عليه السلام ان سبب كبير لاخفاق البشر والمفسرين في تفسير القران الكريم انهم غافلون عن قاعدة الالتفات حتى انه عليه السلام يقول لربما الاية الواحدة صدرها في شخص أو جماعة ووسطها في جماعة اخرين أو شخص اخر وذيلها في شخص أو جماعة ثالثة ويحسبها القاريء انها في شخص واحد وجماعة واحدة
وما اكثر ذلك - حسب بيان الرواية - وما اكثر ذلك في ايات القران الكريم اذن الالتفات ما هو ؟
الالتفات عبارة إذا اردنا ان نشرح الالتفات بعبارة عصرية راهنة كانما الميكروفون القراني إذا صورنا ان القران عبارة عن ندوة حوارية الميكروفون تارة يعطيه القران الكريم لمتكلم ثم يعطيه لمتكلم ثاني وثالث في اية واحدة هذا إذا كان التغيير في من؟ في المتكلم في المخاطِب أي صاحب الكلام صاحب الخطاب...
الميكروفون القراني يتبدل في أية واحدة انت تحسبها بان المتكلم واحد والحال ان المتكلمين عدة كل قطعة قطعة من الاية الكلام بشكل رتيب ترتيبي بديع عربي لا يختل من توازن الكلام لكن انت تحسبه ان المتكلم والمخاطب واحد والحال انه عدة...
حتى ان في بعض الايات المفسرين انتبهوا إلى ان المتكلم واحد لكن استعصى عليهم احراز من المتكلم من صاحب الميكروفون الان؟
شبيه في الندوات العلمية عندما يتكلم المتكلم في الميكروفون به يقولون له اول شيء عرف نفسك حتى يميز الحضور المشاهد أو السامع يميز ان هذا الكلام لمَ التمييز مهم اصلا انت تتلقى الخطاب باي معنى؟
وفي موارد عديدة من الالتفات لا... المخاطب هو مختلف تارة يوجه العدسة القرانية إلى جماعة ثم في نفس الاية العدسة القرانية توجه لجماعة أو لطرف اخر ثم في ذيل الاية توجه العدسة القرانية إلى طرف ثالث أو الخطاب وما اكثر ذلك في القران الكريم وما اكثره بحيث كثير من الاعاقات والاخفاقات في تفسير الايات للقران الكريم يشتبه فيها المفسرون نتيجة عدم التفاتهم إلى قاعدة الالتفات اللغوي..
الان والالتفات شعب متشعب ومتوسع دائرته ومترامية إلى افرع وطرق وسبل غريبة بالنسبة الينا وقدرة ممارستها انما يكون لرب الكلام رب الكلام عندما يمارسه بممارسة سلمية تعجز قدرة البشر عن السيطرة أو التركيز والاحاطة بهذه القدرة الانسانية
احد ابعاد الاعجاز البلاغي في القران هي القدرة الفنية في القران على ممارسة هذه الفنون بدرجة لا يصل إلى ادراكها البشر فضلا عن ممارستها فاتوا بسورة من مثله بل فاتوا باية من مثله...
لذلك لاحظوا كثير من بيانات اهل البيت عليهم السلام الواردة في تفسير الايات جملة من العلماء والمفسرين بين الفريقين حتى من علماء الامامية يحسبونها انها تاويلات خفية باطنية باطنة كذا كذا ... والحال لا... ان هذه البيانات من اهل البيت عليهم السلام معالجة لنفس ظاهر القران
ظاهر القران في جملة من الموارد يتعصى يستعصي على المفسرين التدقيق فيه لاحظ هذا المثال اتي بامثلة ما شاء الله في ابواب متعددة:
ووجدك ضالا فهدى زين هذا نوع من الالتفات غير الذي بينته لكم هو قسم من الالتفات فريد ووجدك ضالا فهدى ضمير ضالا يقولون اسم الفاعل ضال اسم فاعل صفة مشبهة اسم فاعل ما شئت فعبر والمشتق في اللغة بمنزلة جملة فعلية صحيح أم لا؟ في علوم البلاغة وعلوم النحو وهذا مقرر فهذه الجملة الفعلية ضالا يعني ضلل فاعل ضالا من هو؟
احنا ينسبق عندنا ضالا اعوذ بالله انه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والحال اولا لاحظ دقق ان هذه اللفظة المفردة ليست مفردة ضالا هي جملة حسب التحليل النحوي الموجود في علم كلام النحو وعلوم اللغة العربية وعلم البلاغة هذا المثال جملة فعلية بس تقول كلمة ضالا هي جملة فعلية ضل فلان عن شيء...
لاحظ كم اسناد موجود في هذه الجملة الضلال وفاعل الضلال وطرف اخر يضل عنه وطرف ثالث أو رابع يضل إليه وهلم جرا...
تعال فكر في هذه المعادلة من هو الضال ومن هو الذي ضل عنه ومن الذي ضل اليه انت إذا اردت بحسب وحدة السياق هكذا يشتبه الامر عليك وعلى القارئين للقران الكريم..
فلو سال المامون العباس علي بن موسى الرضا عليه السلام ان ووجدك ضالا فهدى كيف ان النبي كان ضال؟
قال له الامام الرضا ووجدك ضالا عند قومك فهداهم اليك زين تعال فكر في هذه المسالة الامام الرضا الان في صدد معالجة ظاهر القران لا في صدد معالجة تاويل القران بينما انت لاحظ المفسرين من الاولين والاخرين من علماء المسلمين من الفريقين لم يهتدوا إلى فطنة هذه العبارة هذه بحث الالتفات...
بحث الالتفات يعني ماذا؟ من المخاطِب من المخاطَب من اطراف الخطاب؟ هذه الصفة تفسير مفرد ومفردة معينة مثلا من هم اطرافها الضلال عند من؟ الصق برسول الله بس الصق بحسب الواقع أو في زعم قومه قريش المشركة انذاك والضلال هم وجدك ضالا عند قومك بل الضالين هم عنك ضالا
اكو في باب اللغة العربية الصفة يقال عنها في علم النحو وعلم البلاغة الصفة بحال المتعلق هذه الصفة بحال المتعلق تعال لاحظها دوما احنا ينسبق الينا في ذهننا ماذا؟ أي صفة تورد في اية من ايات القران الكريم ان الصفة للشيء بلحاظ حال نفسه والحال ان علماء اللغة العربية وعلماء النحو وعلماء البلاغة اقروا بان هذا الباب واسع الصفة بحال المتعلق
الصفة بحال المتعلق فيها التفات لانه توجه الميكروفون أو العدسة إلى من؟ وفي نفس الوقت جملة واحدة توجهها شوف في مفردة واحدة يحصل الالتفات بعد مو في مفردة لفظية واحدة بقوة جملة فيها عملية التفات لا ان جملة لفظية مصرح بها فضلا عن الاية التي فيها جمل ما اصعبه هذا البحث.
ووجدك ضالا عند قومك هم ضلوا عنك فيقال ضالا كثير من الصفات التي نسبت إلى الانبياء في القران وحسبها الجاهلون بانها وقيعة من القران في الانبياء والعياذ بالله أو اغواء من القران في الانبياء والحال هي صفات بحال المتعلق.
زين هذه صفة للشيء بحال متعلقه يعني بحال شيء يتعلق به ليس بحال نفسه هذا باب ما اوسعه في الالتفات دع عنك ابواب الالتفات
في نفس هذا الخضم ابين مثال اخر مثال هو في نفسه مستقل سياتي البحث فيه مفصلا لكن ابينه بشكل الان مستقل وهو ماذا؟:
يبين امير المؤمنين عليه السلام ان ربما الاية الواحدة اسباب نزولها مختلف هذا بحث اسباب النزول قاعدة ستاتي مستقلة ان شاء الله لكن فقط اريد ان ابين هذا المطلب وهو ماذا؟
اية واحدة صدرها صدر النزول في شيء وسطها صدر النزول في شيء اخر ذيلها صدر النزول في شيء اخر ويحسب المفسر حيث لا يحيط باسباب النزول ان الاية كلها في صدد نزول واحد ومورد واحد ويريد يفسرها بمفاد وحداني واحد..
الان نحن لسنا في بحث اسباب النزول هو بحث مفصل القاعدة ستاتينا مفصلا ان شاء الله الان فقط وفقط اريد اذكر مثالا لبحث الالتفات...
بحث الالتفات يعني ماذا؟ يعني ذا المورد المخاطَب به شخص نزلت فيه الوسط نزلت في شخص اخر الذيل نزلت في شخص اخر والمفسرون من الفريقين يحسبون بان الاية نازلة في شخص في حين ان الاية تجمع بين مدح وذم اكبس وارفع واصعد وانزل كيف يصير في اية واحدة؟ حينئذ يستصعب ويتعقد المفاد لديهم وللبحث صلة...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين...