جلسة 56
56
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
كنا في هذا البحث وهي قاعدة الالتفات في نظام الاستعمال اللفظي في القران في ظل منهج امومة ولاية اهل البيت للمحكمات وامومة المحكمات في تفسير القران.
ومر بنا ان في روايات اهل البيت بيان قواعد متعددة في الالتفات يعني نفس الالتفات له اليات عديدة كثيرة جدا وليست اليته منحصرة بآلية واحدة ونمط واحد ونوع واحد انواع عديدة.
هسا ما نريد نواصل البحث النظري دعونا نذكر بعض الامثلة هذا اليوم تكون اكثر لمسا وتحسسا:
مثلا من باب المثال اذكر هذه اللفتة مثلا في سورة الاحزاب اية التطهير (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
طبعا هذا المقطع من الاية المدون في المصحف الشريف هو مقطع من الاية يعني الاية هكذا خطاب لنساء النبي:
(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
تمام الاية هذه فبعض ذيل الاية فيها ماذا؟ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)...
الان لاحظ الالتفات هذا الالتفات إذا لم نتيقظ له ونتنبه له يعني سوف نخفق في اصطياد مراد الاية ونبتعد عنه كل البعد وهذا ما يؤكد اهل البيت عليه عليهم السلام كمات في قول الامام الصادق عليه السلام ومن لم يعرف من كتاب الله وكذ وكذا فيكون ليس بعالم من القران ولا هو من اهله ومتى ما ادعى مدع معرفته بهذه الاقسام فهو كذا كذا ...
المقصود انهم يؤكدون ان احد القواعد المهمة الاولية الضرورية لمعرفة القران الكريم هذه قضية عدم الانخداع بتخدير وحدة السياق...
وحدة السياق هذه مخدر خطير من المخدرات المحرمة للمفسر والتي لا ينجو منها مفسر هذه من المخدرات المزروعة التي انتشر والحال ان في روايات اهل البيت ان هذا المائع المسكر مسكر خطير في المعرفة وحدة السياق...
لاحظ هنا في الاية الكريمة الخطاب طبعا علماء الامامية بحمد الله خاضوا وافادوا في هذه الاية الشريفة سنذكر ما ذكروا ولكن اللازم يصير تنبه في سائر الايات وسائر السور...
هنا صار محل بحث واخذ وشد ويقظة نتيجة الجدل والبحث العلمي حصلت يقظة جيدة والتفات إلى ما بينه اهل البيت عليهم السلام واشاروا إليه...
مثلا هنا لاحظ وقرن خطاب نون النسوة المؤنث تبرجن اتين اطعن كل الخطاب من المخاطب نون النسوة اما هنا ليذهب عنكم واضح ان المخاطب تغير هسا تغير ما حصل اما كلي أو جزئي تغير ...هذه نكتة مهمة.
بعد شوف الالتفات كيف يصير كذلك المخاطِب أو المخاطَب أو كليهما...
أيضاً لاحظ هنا دوما في الاية الشريفة بيوتكن بينما هنا انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت يعني بيت واحد هناك بيوت وهنا بيت هذا اختلاف العدسة القرانية الان اختلفت في اية واحدة صدرها في مجال وذيلها في مجال اخر..
أيضاً مفاد صدر الاية عدم عصمة ازواج النبي عن الخطا ولذلك يحذرهم ينبههم عن اخطاء مو اخطاء ترك اولى ترك مستحب أو ترك مكروه هذا الخطاب لبقية الانبياء موجود لكن من باب ترك الاولى
لكن هنا معاصي معاصي يعني معاصي اصطلاحية لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى هذا التبرج خوب هذا ليس الخروج في خضم الرجال وما شابه ذلك هذا ليس هو مكروه أو ترك اولى هذا معصية
لذلك الاية فيها تحذير من المعاصي كما ان الايات السابقة هي هكذا من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين
فالايات السابقة اذن صدر هذه الاية الواحدة فيها تهديد وتقريع وانذار وارهاب ومفادها الالتزامي انه لا عصمة في زوجات النبي إلاّ بالتقوى لستن كاحد النساء مشروط ان اتقيتن اما لا سمح الله ان لم تتقن فانتن كاحد من النساء الباقيات يعني لا ميزة اصلا للزوجية التي تؤخذ شرفها من النبي صلى الله عليه واله وسلم...
فلاحظ هنا صدر الاية اذن صدر الاية فيه انذار ومحاسبة ومشترط فيها الحذر من امكانية صدور الذنب وهلم جرا...بينما ذيل الاية انما يريد الله ليذهب عنكم فيها بيان الطهارة الذاتية والعصمة الذاتية كيف؟
لان في الاية هذا ذيل الاية ليس مفاد القران انما يريد الله ليذهبكم عن الرجس انما التعبير ماذا في القران؟
انما يريد الله ليذهب عنكم يذهب يعني الرجس لا يذهبكم وما الفرق بين يذهب الرجس وبين يذهبكم؟
الاذهاب يعني ابعاد التعليم القراني يبعد الرجس لا يبعدكم عن الرجس يعني انتم لستم مقبلين على الرجس كي يبعدكم عن الرجس الرجس يريد ان يقبل عليكم فيوقيكم ان يبعده عنكم وإلاّ انتم معدن الطهارة هذا الدفع ورفع يسمى مجمل...البيان المفصل هكذا:
الابعاد هنا الابعاد عن ان ياتي الرجس اليكم اذن لا فرق انتم وهؤلاء لا تبعدون والعياذ بالله عن الرجس بل تبعدون عن الطهارة...
لاحظ التعبير يذهب عنكم تقديم وتاخير هنا يذهب عنكم الرجس يفيد الحصر هنا يذهب الرجس عنكم والتقديم فيه حصر مثل تعبير الذي مر في سورة يوسف:
ليصرف عنه السوء يعني يصرف السوء عن يوسف لماذا لم يقل القران الكريم ليصرف يوسف عن السوء لو كان ليصرف يوسف عن السوء كان معناه والعياذ بالله يوسف مقبل على السوء استغفر الله والحال ان التعبير القراني لم يكن هكذا ليصرف السوء وهي زليخة يصرف زليخة عن يوسف لا انه يصرف يوسف عن زليخة يوسف ليس مقبل
قالت ما جزاء من فعل باهلك سوءا قال عن نفسي فشهد شاهد ان كان قميصه قد من دبر يعني يوسف ليس مقبل المقبل على السوء هي زليخة لذلك التعبير في القران ليصرف عنه السوء اشار القران بطهارة وعصمة يوسف والقران يزيد في عصمة يوسف ليس فقط في عصمته الذاتية في عصمته كحصانة وسياج وقائي لم تلبسك الجاهلية من مدلهمات ثيابها انت لست فيك جاهلية ولا مدلهمات ولم تنجسك بانجاسها معدن فطرة طاهرة أيضاً بمعنى العارض عم لا يعرض عليه عصمة وقائية في بعد اخر.
زين هذا اللحن لحن هذا المفاد وهو ان فيه عصمة اين وذاك المفاد اين انه انكار صدور الذنب الكبير من نساء النبي اين؟
هنا عدم امكانية صدور الذنب وعدم امكانية مجيء الذنب لهم عصمة من درجتين بينما هناك اين وهنا اين اختلاف في الحكم صار اختلاف في الاصل المفروض والمفروغ عنه...
هناك لسان انذار وفي رعد ورعب وتحذير بينما هنا لسان مديح وتفخيم وتبجيل...
ثم طبعا هذا اهل البيت هذا مما غفل عنه الكثير حتى للاسف في تفاسيرنا الخاصة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) إذا كان النبي اول اهل البيت هذا البيت أي بيت هو؟
الكثير يفسر بيت النبي اهل بيت النبي وهذا تفسير جدا خاطيء إذا كان بيت اهل النبي كيف يكون النبي من اهل بيت النبي والحال ان اول مصداق لاهل البيت في الاية الكريمة باتفاق المسلمين هو سيد الانبياء فكيف يكون اهل البيت هو النبي اهل بيت النبي هو النبي وتعال ابحث اهل بيت الرجل تدخل في زوجاته أو ما تدخل في زوجاته عبد الله بن عباس عام وخاص لماذا نذهب إلى عبد الله بن عباس والى زيد وعبيد
الحسن المجتبى يجيب عن هذا التساؤل سأله معاوية الرواية موجودة في الاحتجاج اذن إذا كان اهل البيت اولهم النبي فبيت من الذي اولهم النبي النبي له اهل فبيت من هذا الذي النبي اول اهله؟
وهذه نكتة ربما موجودة عند بعض المحققين هي نكتة موجودة في بيان الحسن المجتبى عليه السلام ولكن لم اقف عليها عند معظم المفسرين هسا على كل بعض المفسرين وقف عليها لا باس وإلاّ غالب التفسير جر وعر ان اهل البيت يصدق على اهل بيت الرجل أو لا وطبعا الكلام لا باس من عبد الله بن عباس انه كيف تكون الزوجة من اهل البيت كالرجل الحنون ويطلقها بعد عمر طويل فتعود اجنبية لا صلة لها بالرجل هذا كلام صحيح ولكن هل نحتاج إليه أو اهل البيت شيء اخر...
الامام الحسن المجتبى يقول في جوابه لمعاوية عندما سأله هذا السؤال أو جماعة معاوية في محضر معاوية يجيب الامام عليه السلام فيقول البيت المراد به المسجد النبوي واهله اول اهله سيد الانبياء والخمسة اصحاب الكساء سد الابواب إلاّ بابه حتى حمزة بن عبد المطلب سد بابه حتى العباس بن عبد المطلب سد بابه قال لم سددت ابوابنا وابقيت بابه قال لم افعله بأمري لا يحل ذلك إلاّ لي وله وذريتنا فأهل هذه العرصة التي هي روضة من رياض الجنة اول اهلها النبي وبقية اصحاب الكساء الخيبري أو النوري هذا خيبري الملكوت...
هذه الروضة ترعة من ترع الجنة وثواب العبادة فيها بهذه العظمة اهلها اولهم النبي صلى الله عليه واله وسلم فاهل هذا المسجد اوله النبي..
اذن البحث في واد اخر لاحظ اللفتة شلون التفات الكثير من المفسرين انسياقا حسبوا ان اهل البيت الضمير هنا ال عوض الضمير يعني بيته والضمير يعود على من؟ على النبي بينما لا... التفات هنا سياق الكلام لاخر... صحيح سابقا في الايات يا نساء النبي نساء النبي واهل البيت بوحدة السياق بيت النبي شوف وحدة السياق كيف هي مسكر مخدر في علم التفسير وخطر جدا...
وسبحان الله امثلة عديدة يذكرها اهل البيت ان هذه وحدة السياق كم هي معوقة وسادة عن سبيل فهم تفسير ايات القران الكريم..
هذا كمثال طبعا هذه الاية فيها المزيد من الغموض ويطهركم تطهيرا... هذا الاستدلال انه إذا كان اول اهل البيت فالنبي اهل لمن؟ فاذن مو المقصود هنا اهل بيت النبي حتى نقول الزوجات داخلة أم لا؟
البيت المراد به روضة مسجد النبي ورفعة نورية مقدسة خطيرة اول اهلها صاحبها ربما في بعض الروايات حتى البيت الحرام الان ما تحضرني بس التي تحضرني رواية اخرى فعلى أي تقدير هذه نكتة مهمة.
مثال اخر نذكره لذلك لاحظ هذا السياق قد فيه اية واحدة ذيلها في خطاب اخر غير صدرها والمخاطب مختلف والبحث مختلف وعدة تلوينات من هذا المثال من الالتفات وحدة السياق في الضمير وحدة السياق لحن المديح في الحكم وحدة السياق في الموضوع وحدة السياق في الاضافة هذه وحدات من عدة تفسيرات مخدر من وحدة السياق سببت لنا في تفسير هذه الاية الكريمة...
ومن ثم هذه الاية الكريمة قد تقع مصداق مما ذكره امير المؤمنين قراناها الرواية قد تكون بعض اية في سورة وبعض الاية الاخرى من الاية في سورة اخرى يعني هناك صلة تناغم شديد بين اية التطهير وايات المديح في سورة الدهر ...هذا مثال....
مثال اخر لا اقل اعنونه لكن نتممه في البحث القادم
مثال اخر ما هو؟ سورة الحشر وهذا مثال يفتح لنا باب ملفات عجيبة غريبة في تفسير الايات القرانية..
المثال الذي ذكره اهل البيت عليهم السلام لاحظ بعد ايات الفيء ان اية الفيء هي لله وللرسول صلى الله عليه واله وسلم ولقربى النبي صلى الله عليه واله وسلم...
بعد الايات القرانية تقول في سورة الحشر (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ...).
مو اغنياء المهاجرين فقراء المهاجرين اؤلئك هم الصادقون اما اغنياء المهاجرين هذا اول الكلام
اولا لنا وقفة نلتفت إليها بعد ذلك تقول الاية الكريمة:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...).
يعني قبل المهاجرين الان تبؤوا الدار يعني فسرها المفسرون من الفريقين بالمهاجرين من قريش والانصار من اهل المدينة بينما في بيانات اهل البيت شيء اخر
وهذا يا اخوان ليس فقط في سورة الحشر في سور عديدة كثيرة يخيل انها في اهل قريش الذين هاجروا أو في الانصار من اهل المدينة والحال انه مراد القران الكريم لا... ضابطة كلية اخرى...
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
هذه الايات التي يظن انها مديح لعموم الصحابة أو لكل الصحابة أو لبعض الصحابة أو لجماعة من الصحابة بينما الايات إذا دققنا في قضية الالتفات أم اسلوب القران لا يريد ما توهمه المفسرون من الفريقين اصلا في واد اخر وقرائن عديدة موجودة في البين...
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ...).
هسا اثارة خفيفة ثم نستعرض بقية الشواهد تبؤوا الدار لم يكن في الدار فتبؤوا الدار فاذا لم يكن في الدار فتبؤوا الدار فكيف تنطبق على اهل المدينة؟
ثم تبؤوا الايمان من قبلهم من قبل المهاجرين هم المفسرون حاروا قالوا الانصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين قبل بعضهم امنوا صحيح اما قبل المهاجرين لم يتبؤوا الايمان قبل المهاجرين فكيف يتصور بان هؤلاء تبؤوا الايمان قبلهم؟
فقالوا قيد من قبلهم فقط قيد لتبؤو الدار وليس قيد للايمان تبؤوا الايمان... وتتمة الكلام غدا...
وصلى الله على محمد واله الطاهرين....