38/03/12
تحمیل
الأستاذ السيد علي السبزواري
بحث الفقه
38/03/12
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع:- شرائط الوضوء.
كان الكلام في العجب وابطاله للعمل ، وقلنا ان العجب تارة يحصل اثناء العمل واخرى بعد العمل ، واما حصوله قبل العمل فليس له وجه معقول ، والمشهور بين الفقهاء ان العجب مطلقا لا يوجب بطلان العمل ولا يضر بصحة العمل وانما يوجب حبط الاجر وعدم القبول بالنسبة الى الثواب ، واما وجوب الاعادة او القضاء فلا ، واستدل على ذلك بان حرمة العجب توجب البطلان ــ سواء أكانت حرمته نفسيه او غيرية ــ يحتاج الى دليل والاصل عدم الحرمة عند الشك في ثبوتها ، ولكن ذكرنا ان المحقق الهمداني (قدس سره) نقل عن بعض معاصرية انه قال ان العجب المتأخر يوجب بطلان العمل وكذا العجب في اثناء العمل ، وتمسك بظاهر الاخبار.
واما العجب المقارن فقد نقل صاحب الجواهر (قدس سره) عن بعض مشايخه ايضا قال بان العجب المقارن يوجب بطلان العمل ولكن صاحب الجواهر استدرك وقال ان ظاهر الاصحاب على خلافه.
واما الروايات التي ادعي دلالتها على الحرمة.
منها:- رواية علي ابن سويد عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربه، فيمن على الله عزوجل، ولله عليه فيه المنّ)[1] .
واشكل على هذه الرواية بضعف السند ، ولكن هذا بناء على اشتراك علي ابن سويد وهو مردد بين الثقة وغير الثقة الا ان القرينة تدل على ان علي ابن سويد السائي الذي يروي عن عمر ابن حلال الذي هو من اصحاب الامام الرضا 0عليه السلام) وهو ثقة فالرواية من حيث السند يمكن الاعتماد عليها ، الا انها من حيث الدلالة لا تدل على بطلان العمل فان الامام انما يبين ان العجب يصل الى هذه الدرجات لا بطلان العمل.
ومنها:- في الخصال وهي صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: قال إبليس: إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب)[2] .
فهذه الرواية وان كانت من حيث السند صحيحة ولكنها من حيث الدلالة واضحة فان قوله (لا ابالي) يدل على ان العمل صدر منه صحيحا وانما لا ثواب على فعله.
ومنها:- أبي عبيدة، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): قال الله تعالى: إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيجتهد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له، وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه زارىء عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه، حتى يظن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرب إلي)[3] .
فهذه الرواية لا دلالة فيها على بطلان العبادة ، بل تدل على حبط الثواب الذي هو الهلاك.