38/03/14
تحمیل
الأستاذ السيد علي السبزواري
بحث الفقه
38/03/14
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع:- شرائط الوضوء.
كان الكلام في ان العجب مطلقا أي في اثناء العمل او بعد العمل هل يوجب بطلان العمل من حيث الامتثال او انه يوجب بطلان العمل من حيث الاستحقاق ونيل الثواب والجزاء فقط؟ اما العمل فلا يطب.
ذكرنا جملة من الروايات التي استفدنا منها ان العجب خلق من الاخلاق الذميمة ومهلك وامثال ذلك اما بطلان العمل فلا دلالة فيها على ذلك.
ومنها:- مرسلة سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: من دخله العجب هلك)[1] .
ولا اشكال ان هذه الرواية تبين ان العجب من المهلكات فقد يصل الامر الى المنة على الله والادلال على الله.
ومنها:- إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته، وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا؟! قال: فكيف بكاؤك؟ فقال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فإن ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدل ، إن المدل لا يصعد من عمله شيء)[2] .
ايضا الرواية تبين ان هذا العجب الذي حصل له لا يساوي من يعمل وهو خائف من الله ومن ذنوبه.
ومنها:- مرسلة أحمد بن أبي داود، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام ) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صديق، والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلً بعبادته، يدل بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، ويستغفر الله عز وجل مما صنع من الذنوب)[3] .
ومنها:- ما رواه أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ): عن ابن سنان، عن العلاء، عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: إن الله فوض الأمر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين، فلما رأى أن الأشياء قد انقادت له قال: من مثلي؟ فارسل الله إليه نويرة من النار، قلت: وما النويرة؟ قال: نار مثل الأنملة، فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخيل لذلك حتى وصلت إلى نفسه لما دخله العجب)[4] .
فهذه الرواية تبين انه لم ينفعه جميع ما عمل لما دخله العجب.
ومنها:- ما عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله أو علي بن الحسين (عليهما السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)[5] .
ومنها:- ما عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: الملوك حكام على الناس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك)[6] .
اذن هذه الروايات وغيرها كلها تشير الى الجانب الاخلاقي في العجب وتبين انه صفة من الصفاة المذمومة وانها توجب الهلاك باعتبار انها قد تؤدي الى الكفر بالله تعالى ولا نستفيد منها بطلان العمل.
والسيد الخوئي (رحمه الله) ناقش في اسانيد اغلب هذه الروايات ن ولكن اذا تمعنتم في مناقشاته كلها كانت في بداية درسه وقد رجع عن كثير منها ، مضافا الى قلنا في اسانيد اخبار تدل على الخلق ليس من دأب العلماء.
الا ان هناك رواية يمكن استفادة ما ذكر من بطلان العمل بالعجب ولابد من قراءة الرواية وسياتي ذلك ان شاء الله تعالى.