34/02/11
تحمیل
الموضوع: الشهادة الثالثة في التّشهد
كنا في الوجوه التي يمكن الاستدلال بها على مشروعية رجحان الشهادة الثالثة في التشهد
والوجه الثالث الذي انتهينا اليه هو ان التشهد ليس كلاما آدميا وإنما التشهد ذكر وإقرار لله تعالى بما أخذ علينا من مواثيق عقائدية ودينية
فالتشهد في الحقيقة هو بنفسه عمل عبادي وطاعة مرتبطة بالفرائض الاعتقادية فهو في نفسه عبادة ذاتية اعتقادية لأن الله تعالى قد افترض علينا هذا الشيء قلبا
فلابد ان يكون الاقرار باللسان والقلب وهو عمل عبادي وطاعة فذاته عبادة طوعانية وأداء لفريضة اعتقادية
فالشهادة الثالثة في الحقيقة هي عمل عبادي طوعاني اعتقادي وهو امتثال لفريضة اعتقادية غاية الأمر هذا الباب توكيد وهو فريضة حدوثا وبقاء
وان الفرائض الاعتقادية لايعفى عنها الانسان أبدا بل في كل وقت مطالب بها وهو فرض مستمر فان توطيد هذا الامتثال واستمراه هو فريضة دينية كبرى وهذا باب واسع يطول الدخول فيه
ومن الشواهد الدالة على هذا الوجه الثالث
الشاهد الأول: ورد مستفيضا ان ذكرهم (عليهم السلام) من ذكر الله تعالى وقد ذكرنا جملة وآفرة من الروايات في كتاب الشهادة الثالثة المطبوع من مصادر وطرق معتبرة على ان ذكرهم (عليهم السلام) من ذكر الله
فان الاضافة بينهم وبين الله من كونهم خلفاء الله وحجج الله فان هذا الأمر بنفسه تلقائيا هو توجه الى الله وان المقصود النهائي من الزيارة هو اللهت عالى وهذا ماذكره الشيخ كاشف الغطاء
وهذه النكتة الصناعية وهي ان الاضافة فيهم الى الله توجب العبادية وقد تمسك بها جملة من أساطين فقهاء الشيعة في موارد عديدة
وحتى المشي اليهم هو عبادة لأنه مشيٌ الى الله تعالى والمشي الى الله عبادة وان المشي الى العبادة هو بنفسه عبادة
الشاهد الثاني: مامرّ من أن دعاء التوجه مشروع نصا وفتوى عند القدماء كلهم أجمعون بعد تكبيرة الإحرام مع انه مشتمل على الشهادة الثالثة
الشاهد الثالث: ان الصيغ المنصوصة للشهادة الثالثة قد ورد بها النص واتفق فيها في الفتوى وهي من موارد ذكر الشهادة الثالثة في الصلاة
وقد صرح بهذا الوجه صاحب الحدائق والمجلسي صاحب البحار والحر العاملي وأيضا صاحب المستند وجملة من متأخري العصر
الوجه الرابع لرجحان الشهادة الثالثة في التشهد: ماذهب اليه المشهور مطابقا الى مضمون الروايات الواردة في كيفية الصلاة على النبي واله (اللهم صل على محمد وال محمد) وكيفية التسليم
ومن أحد صيغها اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة والائمة الاطهار فهذه دالة تضمنا على استحباب الشهادة الثالثة كجزء في التشهد
كذلك ماسيأتي في التسليم انشاء الله ففي التسليم قد أفتى الأعلام بأن السلام على الائمة بعد سيد الأنبياء مستحب ينصوص ستأتي
ومرّ ان التسليم المستحب له حيثيتان حيثية جزء التشهد وحيثية التسليم الواجب فهذا التسليم المستحب وردت فيه نصوص وفتاوى باستحباب الشهادة الثالثة فيه
وذكرنا تقريب عن الرواية الواردة عن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ان أصل الصلاة على النبي واله الواجبة في التشهد هي بنفسها شهادة ثالثة فتكون الشهادة الثالثة بمنطق هذه الرواية واجبة في التشهد بهذه الصيغة وهي الصلاة على النبي واله (اللهم صل على محمد وآل محمد)
وفي الحقيقة الثالثة الشهادة الثالثة في التشهد هو ليس فقط الإقرار بالشهادة الثالثة بل هو اقرار بأعظم مقام راجع لأهل البيت (عليهم السلام) وهو ان رفعة وعظمة مقامهم هو ان مقامهم يتلون مقام النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
الوجه الخامس: صحيحة الحلبي في أبواب القنوت الباب 14 الحديث الأول ومروية في الفقيه في موضعين ج1 ص 317 طبعة قم المقدسة وأيضا في التهذيب ج 2 ص 131 ص 506 طبعة النجف الأشرف رواها في ثلاث مواضع ونص الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال اسمي الائمة في الصلاة؟ فقال اجملهم
وروى في الموضع الخامس في التهذيب بصيغة اخرى ان عبيد الله الحلبي سأل الصادق (عليه السلام) قال في قنوت الجمعة اللهم صل على محمد وعلى ائمة المؤمنين أو المسلمين اللهم اجعلني ممن خلقته لدينك وممن خلقت لجنتك، قال قلت اسمي الائمة؟ قال سمهم جملة فسواء بتلك الصيغة أو بهذه الصيغة فانه لاتنافي بينهما وان ذكرهم (عليهم السلام) فيه من الاعتقاد