34/03/01
تحمیل
الموضوع: حجية الظواهر
كان الكلام في تحديد الظهور للحجية من بين الأقوال المختلفة
فمرّ ان تحديد الظهور في جملة من الأقوال وجملة من التفاصيل وكنا في مبحث تحديد الظهور النوعي في مقابل الظهور الشخصي
ومرّ ان الشريف المرتضى يذهب الى ان هناك مراتب للظهور جليّة ومراتب خفية وان يقينة وقطعية الأدلة في سطح الظهور لاتنافي كونها موصوفة بشيئ من الخفاء بسبب الشبهات والتلبيسات أو الإثارات
وأيضا مرّ ان مراد من قال ان الظهور هو الظهور الشخصي أي الوثوق الشخصي فما هو تفسيره لشخصية الظهور ومرّ ان هذا الترديد من الوثوق شخصي أو نوعي هذا ليس فقط يمكن تصوره في الظهور بل بعينه يثار في الصدور وخبر الواحد وفي امارات لفظية اخرى
فقد يطرح هذا التسائل وهو اذا كان الوثوق شخصيا وليس نوعيا بحسب مدار العقلاء فكيف يدعى ان السيرة العقلائية قائمة على الوثوق الشخصي سواء في صدور الخبر أو في ظهور الألفاظ والحال ان العقلاء دائما تقنيناتهم منضبطة بحسب النوع لابحسب الامور الشخصية فهذا التسائل يثار
وقلنا ان هذا الترديد يجري حتى في الامارات في علم الرجال فالقرائن التي اعتمدها مشهور رجاليين القدماء قد استشكل عليها السيد الخوئي ومتأخري الاعصار باعتبارها ليست موضوعية ولانوعية فلايمكن الاعتماد عليها
فالترديد بين النوعي والشخصي والوثوق له اسماء مختلفة في الامارات فكيف يمكن بيانه وتبيانه
وبيانه اننا نعتمد عى كلا المطلبين وبشكل اجمالي نقول صحيح ان العقلاء لايعتمدون على العناصر الشخصية والذاتية المزاجية الاّ ان العقلاء لديهم في الضابطة النوعية ضابطتين
الضابطة النوعية المعروفة مثل خبر الثقة أو الظهور النوعي أو الامارة المستقلة في الاعتبار أي لديهم أمارات مستقلة ومنضبطة في الاعتبار فبمفردها تعتبر اعتبارا استقلاليا وهذه يعبر عنها بالقرينة أو الامارة المستقلة في علم الرجال وتسمى نوعية عند العقلاء
وهناك قرائن أو امارات عند العقلاء معتبرة لكنها ليست معتبره بنحو مستقل بل معتبرة بنحو غير مستقل ولها درجة في الإعتبار وهذا البحث وهو بحث الحجج الإنضمامية عند القدماء له بيان وافر كبير بينما عند المعاصرين كأنما تم الغائه تماما ولم يحسب له حساب
لذا فان الإشكال الرئيسي والصناعي والبنيوي على مباني السيد الخوئي وتلاميذه في الرجال هو انهم اسقطوا كل الحجج الانضمامية في علم الرجال برمتها والحال ان هذا ضياع لمباني ومعطيات ومستندات رجالية عظيمة
وقد تشبت السيد الخوئي في علم الرجال بدعوى كل ان النجاشي حسية ومتواترة وهذه الدعوى هي دعوى الأخباريين بالنسبة للكتب الأربعة لكن دعوى السيد الخوئي في علم الرجال أي في كل الكتب الرجالية سيما النجاشي فهي أقوال حسية متواترة
وقد فنّدنا هذه الدعوى في علم الرجال فليست هي أخبار حسيّة وليس مصدرها التواتر لو فرض انها في بعض الموارد من الحس فلا مفرّ للسيد الخوئي وتلاميذه ومن يدعي التحقيق في علم الرجال فلا مفر له من اعتماد الحجج الإنضمامية أي لامفر له من اعتماد الاجتهاد والتحقيق في علم الرجال ولم يختص السيد الخوئي بذلك بل هذا رأى الشيخ عبد الله المامقاني وهو أيضا رأي التستري
ثم ان الحجج التي تنضم الى بعضها البعض فيتصاعد احتمالها بسبب كمها وكيفها لا تسمى حججا نوعية لانه ليس لكل واحدة منها اعتماد العقلاء عليها بل لأجل مجموعها والانضمام
وكذا الكلام في الخبر الصحيح والمتواتر ففي الخبر المتواتر لايعتمد على الخبر الصحيح وغير الصحيح والموثق وغير الموثق بل يعتمد على جملة من العناصر الإنضماميّة كماً وكيفاً ولو كانت أخبارا ضعيفة
والملاحظ ان الخبر الضعيف ليس هو مكذوب بل لم تحرز فيه شرائط الحجية وعدم إحراز شرائط الحجية شيء وكونه مكذوب شيء آخر
فالخبر الضعيف الذي لم تحرز فيه شرائط الحجية فهو قابل لان يضم اليه خبر اخر وثالث ورابع وهكذا مما يوجب تشكّل التواتر فاما ان نلاحظ الجانب الكمي أو ان نلاحظ الجانب الكيفي أو كليهما أو يشكّل المستفيظ باقسامه وان لم يتشكل التواتر ولا الإستفاضة فانه يتشكل من مجموعة هذه القرائن المنضمة يتشكل خبر موثوق بصدوره
فللعقلاء منهجان منهج وضوابط فردية مستقلة ومنهج وضوابط مجموعية تعتمد على الجانب العام الكمي والكيفي وهو ضريب احتمالات سواء في الظهور أو في خبر الواحد أو في علم الرجال في القرائن
لذا سيأتي في حجية الخبر الواحد ان حجية الخبر الثقة صحيح وكذا حجية الخبر الموثوق به صحيح أيضا فايهما حصل فهو صحيح
وكذا الكلام في الظهور حيث اننا نتبنى ان الظهور المستقل النوعي حجة والظهور الموثوق به أيضاً حجة