الموضوع: الطمئنينة في الركوع بمقدار الذكر

 كنا قد انتهينا الى الطائفة الرابعة وبقي شيئ منها

 الرواية الرابعة: صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له أدنى مايجزئ المريض من التسبيح في الركوع والسجود؟ قال تسبيحة واحدة هنا يمكن ان تحمل التسبيحة الواحدة على التسبيحة التامة الكبيرة ولكن الظاهر ان المراد من التسبيحة الواحدة هي التسبيحة الصغيرة

 وقد استعمل في روايات المقام التسبيحة في التسبيحة الصغيرة كما تقدم في جملة من روايات المقام لاسيما وان الاشارة الى التسبيحة الكبيرة كما تقدم اما ان تكون مقيدة بالتامة او مقيدة بتنزيله (عليه السلام) بالتسبيحة الكبيرة

 فظهور الصحيحة في التسبيحة الصغيرة الواحدة كما عليه جمع من المتقدمين غير بعيد للمريض والمعذور

 الرواية الخامسة: معتبرة ابي حمزة البطائني الملعون لكن الراوي عنه عبد الله بن الفضل النوفلي الهاشمي الثقة فلابد ان يكون قد رواها ايام استقامته للقطيعة الشديدة له من قبل الامامية بعد انحرافه قال سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الرجل المستعجل ما الذي يجزئه فيالنافلة قال ثلاث تسبيحات في القراءة وتسبيحة في الركوع وتسبيحة في السجود فهنا أيضا يظهر من التسبيحة هي التسبيحة الصغيرة وهذه الرواية واردة في المستعجل المتنفل

 فظاهرها إجزاء التسبيحة الواحدة للمستعجل

 هذا تمام الكلام في طوائف الروايات التي مرت بنا وقد تحثل ان الذكر الواجب في الركوع مطلق وغير مختص بالتسبيح بل يشمل التسبيح أو التكبير او التهليل او أيّ ثناء وتمجيد آخر

 فمن حيث المادة اذاً ذكر الركوع والسجود هو مطلق الذكر وعليه جملة من أعلام المعاصرين وكذا الشيخ الطوسي ومن حيث الكم لابد أن يكون بقدر أدنى شيئ أي بمقدار سبحان الله ثلاثا

 ومن حيث التسبيحات فاما ان يختار التسبيحة الكبيرة سبحان ربي الأعلى وبحمده او ان يقول سبحان الله ثلاث مرلات

 وقد قال الأعلام ان سبحان ربي العظيم وبحمده فيها ثلاث تسبيحات باعتبار ان (سبحان ربي) انشاء تسبيح و (العظيم) توصيف في صورة الخبر ولكنه انشاء (وبحمده) أيضا انشاء تنزيل وعليه فاكثر الاعلام قال انه ثلاث تسبيحات وماذكروه من تحليل الوصف بأنه انشاء هو إقرار منهم ان فتاوى المشهور عند السلام على النبي هو سلام على الائمة الاثني عشر من أل طه ويس فافتوا بهذا لأن عليه نص صحيح فالسلام على الائمة واصفهم بالامامة أي أشهد بأنهم الائمة من الله تعالى وهو انشاء

 وموطن آخر أفتى به المشهور وهو استحباب دعاء التوجه بعد التكبيرة الأولى من الصلاة اثناء التكبيرات السبع فتقول بعد تكبيرة الاحرام الاولى أثناء التكبيرات السبع (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما على ملة ابراهيم ودين محمد وهدي علي) أي الهادي وهو من أسماء نفس الامامة

 وموطن ثالث في القنوت في الصلاة وقد أفتى به الصدوق والشيخ المفيد تبعا لنص وارد صحيح السند ان تذكر الائمة في القنوت بوصف الامامة

 وموطن رابع افتى به المشهور في خطبتي صلاة الجمعة وهي شرط الصلاة وهو ان تذكر اسماء الائمة والاقرار بامامتهم

 وموطن خامس افتى به العلامة الحلي وجماعة ان تذكر الائمة في أي موطن من مواطن الصلاة وقد افتى به في كتابه منتهى المطلب استنادا لرواية صحيحة

 وتعبير عن الامام الرضا (عليه السلام) ان نفس تعبير (اللهم صلي على محمد وال محمد) هو إقرار بامامة أهل البيت (عليهم السلام) وللامام الرضا (عليه السلام) بيان مفصل في رواية في عيون أخبار الرضا يبينها الامام للمأموم ولعلماء السنة وهي ان (اللهم صلي على محمد وال محمد) هو إقرار بكل العقائد الحقة كربوبية الله ونبوة النبي وامامة الائمة وبكل شيئ وفعلا كذلك فانها مندمجة وبشكل رمزي

 فالشهادة الثالثة موجودة في التشهد الاّ انها بشكل مبطن كي لايحذفها أعداء آل محمد (صلى الله عليه واله) وامكان هذا يظهر من كلام نفس الأعلام حيث صرحوا بذلك في التسبيحة الكبيرة واذا امكن فيها فيمكن ان يكون في غيرها أيضاً

 قال الماتن وان كان الأقوى كفاية مطلق الذكر من التسبيح أو التحميد أو التهليل أو التكبير بل وغيرها بشرط ان يكون بقدر الثلاث الصغريات فأيّ ذكر لله تعالى مجزي في الركوع والسجود وتقدم انه هو الصحيح وعليه اكثر المتأخرين ومتأخري المتأخرين بشرط ان يكون بقدر ثلاث صغريات فيجزئ ان يقول الحمد لله ثلاثا أو الله أكبر أو نحو ذلك أنه ثلاثة اذكار في ثلاثة جمل

 الثالث: الطمأنينة فيه بمقدر الذكر الواجب بل الاحوط ذلك بمقدار الذكر المندوب أيضا اذا جاء به بقصد الخصوصية أي بقصد الأمر الخاص الندبي في ذكر الركوع