33/05/01
تحمیل
الموضوع: الاخفات في الأخيرتين
كنا في المسألة الرابعة وهي لزوم الاخفات في الاخيرتين سواء قرأ الحمد أو قرأ التسبيحات وتقدم الاستدلال على الاخفات بصحيح زرارة
الاستدلال الثاني صحيحة سالم أبي خديجة وقلنا ان درجات الظهور مختلفة والبعض لايقبل الظهور الاّ اذا كان صريحا أو نص أو الظهور المتوسط فان البعض يرى ان أدنى درجات الظهور ليس بحجة
في الفلسفات الغربية الحديثة بما ان هذه القراءات ليست صريحة فلا قيمة لها فهم يبتغون ان يكون كل شيئ واضحا جدا والاّ فلا يعتبرونه وجملة من الاخباريين لايعتدون بالظن أبدا فاما العلم واليقين والاّ فلا
نعم كل الدين لايمكن ان يكون ظن فلابد من ان تكون النقطة المركزية في الدين والعقائد من اليقينيات فنرى ان صاحب المدارك لايعمل بالخبر الحسن ولا الخبر الموثق الاّ الصحيح الأعلائي وكذا في الدلالة كذلك
فالمقصود اذا كانت معرفة الدين في العقائد أوالاخلاق أو في القوانين العقلية اذا كانت كلها من الظن أو الظن الضعيف فهذه كارثة ولايمكن الركون اليه أما اذا كانت بداية الامر في العقائد والفروع والقواعد المهمة تنطلق من البديهيات ثم قليلا تكون مخلوطة بداهة ببداهة الى ان يصير نظري ثم يتوغل بالنظري فهذا لابأ س به وهذا لايختص بالعلوم الدينية بل في كل العلوم ففي الفيزياء وعلم الهندسة وعلم الكيمياء وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم السياسة كذلك لذا يقول القران الكريم تلك الرسل فضلنا بعضها على بعض فالكل درجات معينة شديدة وخفيفة والمدى متناهي
فاذاً تسائل السفسطائيين أو طبيعة الانسان من ان كل أحكام الدين لابد ان تكون بديهية ولكن هذا ليس بتام فان قدرتنا على الإدراك لايمكن ان تكون بديهية تامة فان لاتنقضوا اليقين بالشك أصل معناه هو ان لاتجعلوا بداية يقينكم شكاً وشككم يقينا
الثانية: للاستدلال على لزوم الإخفات في الركعة الثالثة والرابعة سواء في التسبيحات أو الحمد في ابواب القراءة في الصلاة الباب 51 الحديث 4 صحيحة سالم أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال اذا كنت امام قوم فعليك ان تقرأ في الركعتين الاولتين وعلى الذين خلفك ان يقولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر وهم قيام فاذا كان في الركعتين الأخيرتين فعلى الذين خلفك ان يقرأوا فاتحة الكتاب وعلى الامام ان يسبح مثلما يسبح القوم في الركعتين - الاولتين- الأخيرتين في كتب الصدوق الاولتين أي كما ان المأموم قرأ التسبيح في الاولتين إخفاتا فإن الإمام يقرأ التسبيح في الأخيرتين إخفاتا فهذه الرواية ظاهرة بشكل منتظم في الاخفات
أما نسخة الأخيرتين فيمكن تأويلها أيضا - فان بعض نسخ الوسائل فيها الأخيرتين من المفيد جدا بل لابد من ان ينظر الانسان حين الاستظهار كما اوصى به الاكابر الى الاحتمالات فالمراد من الاخيرتين ان الركعتين الاخيرتين متعلقة بالامام لا بالمأموم فعلى الامام ان يسبح في الركعتين الاخيرتين مثلما يسبح القوم في الركعتين الاولتين فعلى كل التقادير ان التشبيه لن يختلف نعم الذي يختلف هو المتعلق والتشبيه هو تشبيه بالكيفية
الثالثة: في أبواب صلاة الجماعة الباب31 الحديث 14صحيحة علي بن يقطين في حديث قال سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الركعتين اللتين يصمت فيهما الامام أيقرأ فيهما بالحمد وهو امام يقتدى به فان كان المراد من الركعتين هي الاولى والثانية فان هذه الصحيحة تخرج عن الاستشهاد اما اذا اريد الركعتين الثالثة والرابعة فتكون هذه الصحيحة شاهد على ان الركعة الثالثة والرابعة يصمت فيهما أي يخفت
والشاهد على ان المراد من الركعتين هما الثالثة والرابعة هو كون السؤال عن وظيفة الامام فلابد ان يكون في الركعتين الثالثة والرابعة أيقرأ فيهما أو يسبّح فوصفت الركعة الثالثة والرابعة في هذه الصحيحة بأنه يصمت فيهما، أما اذا اُرجع الضمير الى المأموم فلايتعين ان تكون الركعتين اللتين يصمت بهما الامام هما الاخيرتين بل يمكن ان يراد منهما الظهرين