33/11/22
تحمیل
الموضوع: حرمة السجود لغير الله تعالى
مسألة 24: يحرم السجود لغير الله تعالى فإنه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء والعظمة وسجدة الملائكة لم تكن لآدم بل كان قبلة لهم كما أن سجدة يعقوب وولده لم تكن ليوسف بل لله تعالى شكرا حيث رأوا ما أعطاه الله من الملك فما يفعله سواد الشيعة من صورة السجدة عند قبر أمير المؤمنين وغيره من الأئمة (عليهم السلام) مشكل إلاّ أن يقصدوا به سجدة الشكر لتوفيق الله تعالى لهم لإدراك الزيارة نعم لا يبعد جواز تقبيل العتبة الشريفة
لابد من التريث في هذه المسألة طويلا باعتبار انها مسألة مرتبطة بشعار المذهب ومرتبطة بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) وهي محل احتدام بيننا وبين الوهابية والسلفية
وان البحث في هذه المسألة متشابك بين الفقه والعقائد وقد يكون الباحث في العقائد من ناحية علم الكلام ليس له تلك القوة التي لابد منها وقد يكون الضعف من ناحية البحوث العقلية فان بحث المعارف ذو أبواب ومدارس
ولابد من الالتفات الى ان المشهور بين المتأخرين في هذا العصر الى يومنا هذا غير ماعليه مشهور طبقات علماء الامامية الى زمان الشهيد الأول في تشخيص هذه الظاهرة
فعبارة القدماء هي ان الانكباب على القبر وتعفير الخدين على تراب القبر والتزام القبر منكبا على القبر وتقبيله من سنن وآداب زيارة المعصومين (عليهم السلام) بل ولعلي الأكبر ولأبي الفضل العباس ولحمزة سيد الشهداء (سلام الله عليهم) فهذه منصوصة ومفتى بها
فالكليني في الكافي عندما يذكر زيارات الائمة (عليهم السلام) يذكر تعفير ووضع الخدين على تراب القبر
وكذا ابن قولوية ذكر في كامل الزيارات أكثر من خمسة عشر مسندا فذكر من آداب الزيارة الانكباب على القبر ويعفر خديه ويدعو اللهي عفرت خدّيّ بتراب وليّك توسلا به
وان من ضمن فتاوى الشيخ المفيد في كتاب المزار ان من آداب زيادة كل المعصومين (عليهم السلام) تعفير الخدين على تراب القبر
وان ابن قوليه استاذ الشيخ المفيد يفتي في كامل الزيارت ان تعفير الخدين والانكباب وتعفير كامل البدن من آداب زيارة المعصومين (عليهم السلام)
بل يفتي الأعلام انه كلما دخلت الحائر الحسيني وخرجت فضع خديك على تراب القبر
والشيخ الصدوق في الفقية وفي كتبه الاخرى افتى بها بلا تردد وكذا الشيخ الطوسي في أغلب كتبه افتى بها وكذا أبو الصلاح في الكافي والقاضي البراج في المهذب قد افتوا بان الانكباب على القبر وتعفير الخدين من آداب الزيارة
وعبارة ابن ادريس في السرائر ج1 ص 657 ولا أرى التعفير على قبر أحد ولا التقبيل لتراب القبر سوى قبور الائمة (عليهم السلام) لأن ذلك حكم شرعي يحتاج في استحبابه الى دليل شرعي ولن يجده طالبه ولولا اجماع طائفتنا على التقبيل والتعفير على قبور الائمة (عليهم السلام) عند زيارتهم لما جاز ذلك لما بيناه وتفصيل ما اجملناه من الزيارات وشرح اذكارها موجود في غير موضع من كتب السلف الجُلّة المشيخة رضي الله عنهم من طلبه وجده
وان الشهيد الأول في الذكرى ج2 ص 39 الطبعة الحديثة يحمل على الوهابية بأنهم حثالى يعيروننا مع اننا لدينا أدلة وروايات من النبي (صلى الله عليه واله) في ذلك
وأيضا الشهيد في الدروس ذكر آداب زيارة المشاهد وذكر في ضمنها وضع الخدين ويدعوا الله تعالى بحق صاحب هذا القبر فيقول ولا كراهية في تقبيل الضرائح بل هو سنة عندنا ولو كان هناك تقية فتركه اولى وأما تقبيل الاعتاب فلم نقف فيه على نص معتد به ولكن عليه الامامية ولو سجد الزائر كان أولى ونوى بالسجدة الشكر لله تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى من تقبيل تلك الاعتاب
الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان في ج 2 ص 141 أيضا ذكرها في مستحباب الزيارة
وكذا صاحب المدارك في مدارك الأحكام ج 2 ص 232 أيضا ذهب الى ذلك مع انه متشدد في الرواية ولا يعمل الاّ بالصحيح الاعلائي منها ولكنه قال لابأس بالعمل بهذه الرواية لصحتها ومطابقتها لمقتضى الأصل ويشير بذلك الى رواية التهذيب
أيضا ممن أفتى بهذا الشيخ البهائي في الحبل المتين ص 156 بمناسبة مبحث مكان المصلي
وقد بحث العلماء هذا المطلب في بحث كتاب الصلاة في مبحث مكان المصلي
وأيضا ممن يفتي بذلك المجلسي الأول في روضة المتقين ج 2 ص 115
وهكذا حفيد الشهيد الثاني ذهب الى ذلك و السيد زين العابدين العلوي والميرزا محمد باقر الخراساني صاحب كتاب الذخيره أيضا يفتي بالاستحباب
وهذه نبذة من كلمات الأعلام من المتقدمين الى متأخري المتأخرين فانهم اعتبروا هذه السُنّة من الآداب الشرعية
فكلام السيد اليزدي فما يفعله سواد الشيعة فهذا التعبير غير تام لأن هذا العمل هو عمل علماء المذهب وهو من شعار المذهب بل سيأتي ان القران الكريم يدعوا الى ذلك
وقد تحسس المعاصرون من هذه الظاهرة ولو صورةً والحال انها من الآداب والسنن الأكيدة للزيارة ومن التأدب الضروري لقبول الزيارة
ولابد من بيان صورة البحث:
هل هو في السجود اللغوي
أو هل هو في السجود الاصطلاحي الأخص الشرعي
أو ان محل البحث في مطلق السجود الشرعي
أو البحث في مطلق العبادة وصورة العبادة
وهل البحث في الحرمة من حيث الحرمة العملية أو فيها تكفير خفي أو جلي
فهنا شقوق من البحث لابد من التطرق اليها وسنرى ان الحق مع القدماء