الموضوع:المواسعة والمضايقة في قضاء الفرائض اليومية
كنا في مسألة المواسعة والمضايقة في قضاء الفرائض اليومية وانتهينا في البحث الآن الى الروايات:
صحيحة يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل ينام عن الغداة حتى تبزغ الشمس، أيصلي حين يستيقظ، أو ينتظر حتى تنبسط الشمس؟ فقال: يصلي حين يستيقظ قلت: يوتر أو يصلي الركعتين؟ قال: بل يبدأ بالفريضة [1] من باب فورية قضاء الفوائت اليومية
موثقة سماعة بن مهران قال: سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس؟ قال: يصليها حين يذكرها، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ثم صليها حين استيقظ، ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى [2] فبمجرد الالتفات لابد ان يبادر
وان قضية رقود رسول الله (صلى الله عليه واله) عن الصلاة رواها العامة وهي مروية باسانيد متعددة فهي ليست مروية بطريق واحد ومن الطريق الأخبار الصحيحة
ولكن جواب هذه الروايات هو اما ان تكون هذه الروايات مشتملة على هذا المقطع تقية ومدارة للعامة، واما ان يفسر هذا المقطع بتفسير آخر وهو كالروايات التي تقول بسهو النبي (صلى لله عليه واله)، فتوجيه المطلب بشكل ثان وهو ان العلماء ذكروا في توجيه ذلك ان النبي (صلى الله عليه واله) قد جاراهم على ذلك ليعلمهم الأمر الصحيح والعلاج
ونذكر لكم هذه الحادثة التي يشرحها الامام الرضا (عليه السلام) وهي حادثة تزويج النبي (صلى الله عليه واله) من زينب بنت ابي جحش، فان النبي (صلى الله عليه واله) كان يمر على زيد بن حارثه وهو ربيب رسول الله(صلى الله عليه واله) وشديد الطاعة للنبي (صلى الله عليه واله) فمرّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ووقعت عينه على زينب فغض الطرف (صلى الله عليه واله) وقال سبحان النور وسبحان خالق النور فتوهمت زينب ان رسول الله (صلى الله عليه واله) يرغب في الزواج منها فقالت لزوجها زيد فاراد زيد ان يطلقها لأجل ان يتزوجها النبي (صلى الله عليه واله) فنهاه النبي (صلى الله عليه واله) عن ان يطلق زوجته
وفي توضيح ماذكر يشرح الامام الرضا (عليه السلام) ذلك حيث يقول (عليه السلام) كان قصد ومراد النبي (صلى الله عليه واله) من قوله سبحان النور يعني اُنزه الباري ان تكون الملائكة له بنات، لذا لايمكن الائتمان على رسول الله (صلى الله عليه واله) عن طريق غير أهل البيت (عليهم السلام) وغير المعصوم (عليه السلام) فان المعصوم عن الخطأ الآن فقط وفقط هو الامام الثاني عشر (عجل الله فرجه) وهذا مبحث عظيم لابد من الالتفات اليه
فلايبعد ان يكون فعل توهم منه المسلمون ان رسول الله (صلى الله عليه واله) صدر منه القضاء او صدر منه خلل في الصلاة وانه (صلى الله عليه واله) قد تماشى معهم لأجل تعليمهم وهذا أمر ممكن فهو (صلى الله عليه واله) يجاريهم على فهمهم
لذا فهذه الموارد يمكن توجيهها بهذه التوجيه وهو انهم قد توهموا ذلك وقد جاراهم صوريا وماشاهم النبي (صلى الله عليه واله) بأنكم لو توهمتم فالعلاج هكذا، وهذا موجود في الأنبياء والرسول فهم يجارون الطرف الآخر لبيان العلاج
وبعد اتضاح ذلك فليس ببعيد ان يكون هذا المقطع هو توهم من المسلمين وممن كان مع رسول الله (صلى الله عليه واله) ولم يدفع وهمهم بل تصدى الى العلاج والخلل في نفسه، وهذا شبيه فلسفة ذكر ترك الاولى في القران الكريم والسبب في ذلك كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لأجل ان لايؤلهوا الأنبياء، وهذا من امتحان المعرفة الذي يوجب تنزيل المقام من مرحلة الى مرحلة وهو امتحان شرس جدا وهذا توجيه لهذا المقطع وأمثاله

---