35/03/05
تحمیل
الموضوع:تكليف الكفّار بالفروع
کان الکلام فی تکلیف الکفار بالفروع ومن الأدلة على تکلیف الکفار بالفروع ما مرّ بنا من ان مقتضى الاقرار والتسليم بالشهادتين أو الشهادات الثلاث للإيمان مقتضاها ليس هو التسليم والإقرار باصول الدين فقط فان أشهد ان محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله) يعني انني التزم بكل ما ارسل به (صلى الله عليه واله) وهو صادق في ذلك فهو في الحقيقة التزام بركة الدين كله لاسيما الأهم منه فالأهم
ففي الحقيقة اذا كان الكفار مكلفون بالتشهد بالشهادتين فهو مطالبون بكل ما ارسل به النبي (صلى الله عليه واله) غاية الأمر هو الاجمال والتفصيل وليس معناه ان التشهد بالشهادتين هو الاقرار بالنبوة فقط لعدم التفكيك كما تقدم بين الدين وبين الاقرار بالشهادتين ومن أعظم مافي الدين هو الاقرار بامامة أهل البيت (عليهم السلام) وهو الولاية للنبي ولأهل بيته (عليهم السلام) وهذا هو الامر الذي بعث به النبي (صلى الله عليه واله)
فالصحيح ان التسليم بان الكافر ملزم بالشهادات الثلاث هو عبارة عن التسليم بان الكافر ملزم بكل الفروع وبكل الدين لأن الشهادة عبارة عن الدين بقالب مجمل، وهذا وجه آخر بتكليف الكفار بالفروع وهو وجه متين جدا
أيضا وجه آخر وهو ذكر الآيات الكثيرة في مؤاخذة الكفار على الفروع كالمؤاخذة على الاصول ،كقوله تعالى ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين [1] فان التكذيب بيوم الدين هو كفر فيخاطبون بالصلاة
وقد حاول البعض تأويل هذه الآية بأن التكذيب ليس هو التكذيب الاعتقادي أو الانشائي بل ان هذا التكذيب هو تكذيب عملي فان الكفار لم يكونوا يراعون الخوف من المعاد فهو بمنزلة التكذيب العملي، ولكن هذا التكذيب وان كان صحيحا الاّ ان مفاد الآية ليس منحصرا به
وقال تعالى و ويل للمشركين الذي لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون [2] فعندهم اشراك بالتوحيد وعندهم كفر بالمعاد ومع ذلك فانهم يخاطبون عن الزكاة
أيضا قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [3] يعني ان الكفّار يحاسبون على ذرة ذرة من عمل هو وليس الحساب على الاعتقاد فقط بل يحاسبون على الصغيرة أيضا فالحساب دقيق
فالالتفات الى الايات يظهر ان الايات كثيرة معاتبة الى خصوص الكفار على كثير من القبائح والمنكر كقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله [4] فهو خطاب لليهود والنصارى وهو عام لجميع الأبواب مما يفهم منه ان المسؤلية طبقا لما مرّ من وجوه سابقة بكون الملاك عام ونافع
لذا قالوا ان سر التعبير في آية الغدير اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي [5]فلماذا عبر عن النعمة بالاتمام وعن الولاية بالاكمال ففي الدين قال الله تعالى أكملت وفي النعمة قالأتممت فيقال لغة في الماهية العقلية ان الاكمل هو خروج الشيء من طور نوعي الى طور نوعي آخر فهذا ليس من الإتمام بل يعبر عنه بالإكمال فإنه خروج الشيء من حقيقة الى حقيقة اخرى، فدور الولاية في الدين توجب ان يكون الدين من طور ونوع الى نوع آخر هو أعظم من الأول
وأما التعبير في النعمة با أتممت فلأن النعمة تعني الفوائد الوضعية في دار الدنيا فإن من يجتنب عن الفواحش في دار الدنيا فإنّ الله يكثر ذريتهم ويوصل اليهم الرزق لأن الملكات الدنيوية وحتى البرزخية هي ملاكات بنحو الاجزاء فلابد من تحصيل النتائج على هذا المقدار النسبي، فالملاكات عامة وهذا شاهد عليه فهو لايختص ببشر دون بشر بل يشمل الجميع، فالفروع ملاكاتها عامة لكل البشر وان الكفار مكلفون بالفروع
ثم نأتي الى االوجه الاخر لتكليف الكفار بالفروع هو مايلاحظ في سور قرانية عديدة من دعوات كثيرة من الانبياء اقوامهم من الكفار كصالح وهود ونوح ولوط وشعيب ففي حين يدعوهم الى الايمان بالله فانهم يدعوهم الى ايفاء الكيل والميزان وعدم الفساد في الأرض حيث قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك ان نترك مايعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا مانشاء انك لأنت الحليم الرشيد [6]فكما يخاطبهم باصول الإعتقادات يناديهم بالفروع، فهذه جملة من الوجوه دالة على تكليف الكفار بالفروع
ووجه آخر وهو ان الاسلام شرط في صحة الاسلام وقبولها اما لو قيل ان الاسلام شرط في الوجوب والتكليف فلازمه ان الكفر عذر كالحيض والزوال ولايمكن لأحد الالتزام بذاك
ووجه آخر لتكليف الكفار بالفروع نفس مفاد حديث الجب الاسلام يجب ماقبله فان قاعدة الجب فلو لم يكن الكافر عليه تبعات ماسبق فلا معنى للجب وهذا مايوجب الدلالة على ان الكافر مؤاخذ سابقا وحين كفره فهو مؤاخذ وملاحق بالفروع
کان الکلام فی تکلیف الکفار بالفروع ومن الأدلة على تکلیف الکفار بالفروع ما مرّ بنا من ان مقتضى الاقرار والتسليم بالشهادتين أو الشهادات الثلاث للإيمان مقتضاها ليس هو التسليم والإقرار باصول الدين فقط فان أشهد ان محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله) يعني انني التزم بكل ما ارسل به (صلى الله عليه واله) وهو صادق في ذلك فهو في الحقيقة التزام بركة الدين كله لاسيما الأهم منه فالأهم
ففي الحقيقة اذا كان الكفار مكلفون بالتشهد بالشهادتين فهو مطالبون بكل ما ارسل به النبي (صلى الله عليه واله) غاية الأمر هو الاجمال والتفصيل وليس معناه ان التشهد بالشهادتين هو الاقرار بالنبوة فقط لعدم التفكيك كما تقدم بين الدين وبين الاقرار بالشهادتين ومن أعظم مافي الدين هو الاقرار بامامة أهل البيت (عليهم السلام) وهو الولاية للنبي ولأهل بيته (عليهم السلام) وهذا هو الامر الذي بعث به النبي (صلى الله عليه واله)
فالصحيح ان التسليم بان الكافر ملزم بالشهادات الثلاث هو عبارة عن التسليم بان الكافر ملزم بكل الفروع وبكل الدين لأن الشهادة عبارة عن الدين بقالب مجمل، وهذا وجه آخر بتكليف الكفار بالفروع وهو وجه متين جدا
أيضا وجه آخر وهو ذكر الآيات الكثيرة في مؤاخذة الكفار على الفروع كالمؤاخذة على الاصول ،كقوله تعالى ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين [1] فان التكذيب بيوم الدين هو كفر فيخاطبون بالصلاة
وقد حاول البعض تأويل هذه الآية بأن التكذيب ليس هو التكذيب الاعتقادي أو الانشائي بل ان هذا التكذيب هو تكذيب عملي فان الكفار لم يكونوا يراعون الخوف من المعاد فهو بمنزلة التكذيب العملي، ولكن هذا التكذيب وان كان صحيحا الاّ ان مفاد الآية ليس منحصرا به
وقال تعالى و ويل للمشركين الذي لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون [2] فعندهم اشراك بالتوحيد وعندهم كفر بالمعاد ومع ذلك فانهم يخاطبون عن الزكاة
أيضا قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [3] يعني ان الكفّار يحاسبون على ذرة ذرة من عمل هو وليس الحساب على الاعتقاد فقط بل يحاسبون على الصغيرة أيضا فالحساب دقيق
فالالتفات الى الايات يظهر ان الايات كثيرة معاتبة الى خصوص الكفار على كثير من القبائح والمنكر كقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله [4] فهو خطاب لليهود والنصارى وهو عام لجميع الأبواب مما يفهم منه ان المسؤلية طبقا لما مرّ من وجوه سابقة بكون الملاك عام ونافع
لذا قالوا ان سر التعبير في آية الغدير اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي [5]فلماذا عبر عن النعمة بالاتمام وعن الولاية بالاكمال ففي الدين قال الله تعالى أكملت وفي النعمة قالأتممت فيقال لغة في الماهية العقلية ان الاكمل هو خروج الشيء من طور نوعي الى طور نوعي آخر فهذا ليس من الإتمام بل يعبر عنه بالإكمال فإنه خروج الشيء من حقيقة الى حقيقة اخرى، فدور الولاية في الدين توجب ان يكون الدين من طور ونوع الى نوع آخر هو أعظم من الأول
وأما التعبير في النعمة با أتممت فلأن النعمة تعني الفوائد الوضعية في دار الدنيا فإن من يجتنب عن الفواحش في دار الدنيا فإنّ الله يكثر ذريتهم ويوصل اليهم الرزق لأن الملكات الدنيوية وحتى البرزخية هي ملاكات بنحو الاجزاء فلابد من تحصيل النتائج على هذا المقدار النسبي، فالملاكات عامة وهذا شاهد عليه فهو لايختص ببشر دون بشر بل يشمل الجميع، فالفروع ملاكاتها عامة لكل البشر وان الكفار مكلفون بالفروع
ثم نأتي الى االوجه الاخر لتكليف الكفار بالفروع هو مايلاحظ في سور قرانية عديدة من دعوات كثيرة من الانبياء اقوامهم من الكفار كصالح وهود ونوح ولوط وشعيب ففي حين يدعوهم الى الايمان بالله فانهم يدعوهم الى ايفاء الكيل والميزان وعدم الفساد في الأرض حيث قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك ان نترك مايعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا مانشاء انك لأنت الحليم الرشيد [6]فكما يخاطبهم باصول الإعتقادات يناديهم بالفروع، فهذه جملة من الوجوه دالة على تكليف الكفار بالفروع
ووجه آخر وهو ان الاسلام شرط في صحة الاسلام وقبولها اما لو قيل ان الاسلام شرط في الوجوب والتكليف فلازمه ان الكفر عذر كالحيض والزوال ولايمكن لأحد الالتزام بذاك
ووجه آخر لتكليف الكفار بالفروع نفس مفاد حديث الجب الاسلام يجب ماقبله فان قاعدة الجب فلو لم يكن الكافر عليه تبعات ماسبق فلا معنى للجب وهذا مايوجب الدلالة على ان الكافر مؤاخذ سابقا وحين كفره فهو مؤاخذ وملاحق بالفروع