34/06/24
تحمیل
الموضوع : دلالة اية النبأ
كان الكلام في دلالة اية النبأ في والتعرض لجواب الاشكال الثاني لان الاية مشتملة على تعليل الاية (ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
[1]
هذا التعليل يمنع من حجية خبر العادل بنحو العموم فيمانع من تكون المفهوم فمر الجوابين ان الجهالة بمعنى السفاهة وليس بمعنى عدم العلم وإذا كان بمعنى السفاهة فلا يشمل التعليل فيتكون المفهوم بالجملة او الجواب الثاني (فتبينوا) أي تبينوا العلم والواضح عند العقلاء ان التبيين على درجات والمراد به الاطمئنان المتاخم للعلم الجواب الثاني ليس جواب كما يقولون انما هو تبدل هيكل كامل ان كلا الجوابين يعتمدان على وجود السيرة العقلائية على العمل بخبر العادل وهذه الحجية بتوسط اية (النبأ) بهذين التقريبيين تكون دليل امضائي وليس دليل تأسيسي باعتبار معتمده على ان خبر العادل عند العقلاء علم متاخم للعلم اليقيني
نقطه اخرى اذا كان البناء على الحجية العقلائية خبر الثقة حتى تتم الدلالة بالآية ان الحجية العقلائية لا تختص بحجية خبر العادل بل شامله بحجية خبر العادل باللهجة وليس من الضرورة ان يكون عادل في بقية اعضائه وهذا سيأتي بحثه في الاية ان الاية في الفسق والعدل في كل شئ او الفسق والعدل في اللسان وهذا تقريب لعموم دلالة الاية الشيخ الطوسي يستظهر ان المراد من اية النبأ ليس الفسق والعدل بكل الاعضاء والإعمال انما الفسق والعدل بحسب الاقوال واللسان فبناءا على هذا يشمل خبر الثقة وخبر العدل تلقائيا لان اصل الاية بصدد التحرز عن فسق اللسان لا فسق بقية الأعضاء التي لا تؤثر على فسق اللسان
الجواب الثاني : الذي يبين ان (فتبينوا) أي تعلموا علم عقلائي وبناءا على ذالك تكون الاية من ادلة حجية الاطمئنان ومر في تنبيهات القطع او اليقين انه اذا بني على حجية الاطمئنان يكون هذا باب واسع لتجدد امارات وحجج ليس من الضرورة تكون معاصره لعصر النص حتى امارات وحجج مستجدة إلا ان يمنع دليل خصوصي عنها وألا باب الاطمئنان كالمصنع يتولد منه في كل زمان وكل اوان امارات موضوعيه خاصة بنفسها
بهذا التقريب في منطوق الاية نكون قد دخلنا ببركة اية النبأ على قاعدة كبيرة في الامارات قاعدة حجية الاطمئنان نعم البعض افرط في تقريب الاية فبنى انها على مطلق السكون ومر بنا اما العلم اعم من التصور والتصديق ولو خص العلم بالتصديق التصديق ايضا اعم ليس كل احتمال فيه تصديق وليس كل ظن فيه تصديق انما بعض موارد الاحتمال المرجوح او المساوي او الراجح بعض موارده يبني عليه العقلاء ويسكن اليه لقرينه ما
وهذا هو تفسير الايمان ولو بدرجة الاحتمال (ان الذين يرجون لقاء ربهم) فيه تصديق وفيه سكون لهذا الاحتمال لكلمة يرجون فيه احتمال بدرجة الاحتمال المساوي او الراجح او المرجوح المقصود ليس كل احتمال فيه سكون انما معناه جزم وإذعان و يوجد تقريب اخر للآية بان يقال (فتبينوا)يعني ليبين لكم والبيان مطلق الاطمئنان الظني وهذا وسط بين اطمئنان متاخم للعلم وبين مطلق الاطمئنان لان مطلق الاطمئنان يشمل حتى لو حصل الاطمئنان والظن والسكون للاطمئنان المرجوح و بناءا على هذا لا يختص بخبر العادل بل يشمل خبر الثقة بل يشمل الخبر الحسن والخبر القوي لكن شمول الخبر الحسن والقوي بلحاظ صغروي وليس بلحاظ كبروي فلا يختص (فتبينوا) بخبر العادل ولا يختص بخبر الثقة بل يشمل كل ما يوجب الاطمئنان المتاخم للعلم يكون حجه والاطمئنان تولده ليس منحصر بالامارت الوحدانية بل يحصل من التركيب الانظمامي لظنون موزونة بتركيب موزون يتولد الاطمئنان المتاخم للعلم
اذن الاية سوف تكون على حجية كل الظنون بقالب الانضمام والتراكم الى ان تصل تركبها بدرجة الاطمئنان المتاخم للعلم وان لم يكن ظن منفرد بخصوصه وان لم يكن يقين اصطلاحي وهذا يفتح لنا باب واسع ان الظنون بالفقه مطلق الظنون غير المنهي عنه بقية الظنون التي لم يقم عليها دليل خاص ليست معتبره بمفردها لكن عندما تتراكم بمعادله رياضيه يزداد الطريق الحاصل منها يصل الى درجة الاطمئنان
اذن اية النبأ بمنطوقها اصبحت دليل على الحجج الانضمامية سواء في الفقه وسيأتي هذا البحث لأنه ليس خاص بفقه الفروع انما يشمل علم الرجال بالعلوم الشرعيه عدا ما اخذ فيها اليقين اما تفاصيل المعارف التي هي الفروع سيأتي الاصح المشهور يعمل بالظنون الموزونة المستنده على يقينيات لا انها منسبحه بشكل انفرادي لان بحالة انفرادها غير معتبرة اما اذا كان خزن وتجميع والاحتفاظ بهذه الظنون بظمظمت ظنون اخرا يتصاعد العمل الكمي والكيف لدرجة الاطمئنان المتاخم للعلم يكون من اعظم الطرق العقلائية بل سيأتي من كلمات الشيخ والقدماء ان الاطمئنان الحاصل من تراكم انضمامي اقوى عند العقلاء من الاطمئنان الحاصل من ظن معتبر انفرادي لأنه ناشئ من مناشئ موزونة ومعتبرة صحيح ان كل منشئ في نفسه غير معتبر في نفسه وليس له قوة اقتضاء لتفرده لكنه عندما ينظم يكون معتبر كم من الامور الصغيرة لا تقدر على شئ لوحدها اما اذا انضمت فتكون اشياء كثيرة ومعتبره
لذالك المتواتر حجيته اقوى حجيته من خبر الصحيح مع ان خبر المتواتر ربما ينشئ من اخبار هي في نفسها على انفرادها غير معتبره او هي دون الصحيح انما اخبار ثقة تستفيض تكون اقوى من الخبر الصحيح وهذا يمكن وهذا الوجه يفتح لنا باب وسيع في العلوم الدينيه ان الحجية الانضمامية التي بنا عليها الفقهاء تصل الى درجة الاطمئنان وبالطبع تدرس كل قرينه قرينة ولا تؤخذ اعتباطا ولا يكون شيء جزافي لذالك تلاحظ علماء الرجال في الرجال علماء الفقه بالفقه يناقشون قرائن هي بنفسها ليست معتبره ومنشأ النقاش فيها يريدون يوزنون درجتها بعد هذا التقريب والبيان للآية النبأ منطوقا تبين ان الاطمئنان المتاخم للعلم ولو نشأ من امارت انظماميه كل منها في نفسه غير معتبر لكن تصل من خلالهما الى درجة الاطمئنان والعلم ، يعتبر حينئذ
نقطه اخرى مهمة ايضا نستفيدها من هذا التقريب نفس خبر الفاسق الاية الكريمة لا تدعوا الى طرحه ونبذه وإسقاطه تماما وإنما تقول الاية (تبينوا) أي افحصوا ومحصوا وهذا الفحص والتمحيص له درجه من الحجية
[1] - سورة الحجرات اية 6