34/03/23
تحمیل
الموضوع: الظهور النوعي والظهور الشخصي
كنّا في هذا الصدد وهو ان المدار في حجية الظهور هل هو على الظهور النوعي أو على الظهور الفردي
وكما مرّ من الشواهد الكثيرة على ان الظهور ليس طريقا شخصيا بحسب الاشخاص بل ان الظهور هو منظومة معينة وتتفاوت اكتشاف درجات هذه المنظومة حسب القدرات والاّ فان الظهور باب واسع كبير
وشاهد آخر فان عنوان الدلالة لها صلة أكيدة وحقيقة بمراتب التأويل والبطون في النص الديني وهما القران والسنة كما ان القران والسنة كل منهما اثبت بالادلة المتضافرة ان له سبعين بطن والمراد منه الكثرة وبلا شك ان الدلالة تكون طبقا للموازين الدلالية المقررة
غاية الأمر ان البشر اذا لم يقدر عليها فتكون الحجية اقتضائية وليست حجية تامة النصاب فلايمكننا ان نحبس أو نضيّق البحث بقدر عنوان الظهور
وقد ثبت في الشريعة ان الكتاب والسنة كل منهما له بطون وهذا يعني ان طبيعتهما فيهما الخفاء ولكن هذا الخفاء هو طبقا للموازين في الدلالة لا انها خارجة عن موازين الدلالة
ومن باب المثال ففي علم الرياضيات يعبر عن الطريق الذي يمكن الوصول به الى النتيحة الرياضية يعبر عنه بتعاقب الدلالة وترابطها فانه يقدر عليها من قدر ويجهلها من جهل وان هذا لايزلزل النظام المنظومي لهذا الطريق فهو طريق موجودة وثابت
ومثال آخر ففي الحديث النبوي المروي عند الفريقين حيث يقول سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم) رحم الله امرئ سمع مقالتي فوعاها - الى ان يقول - ورب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه فهو يعني وجود الترامي في الأفقهية وهذا واقع العلوم فلا تجد علما من العلوم الاّ ان تكون هذه الحالة موجودة فيه بمعنى التوسع والتطور والاتساع
فنظام الدلالة نظام مترامي لايقف عند حد وكل طبقة متصلة بما قبلها بعدة نوافذ وأبواب
ومن الأحاديث التي تصبّ في هذا الشاهد هو حديث ترويه خير من ألف حديث تدريه إنما أقدار الرجال بقدر رواياتهم ودراياتهم فليست الدراية وحدها وليست الرواية وحدها فان كثرة الرواية يعني التكثر في المواد وكثرة الدراية يعني كثرة العمق التحليلي
فالظهور أو الدلالة هو نظام معادلاتي وقواعدي غير متناهي غاية الأمر ان قدرة البشر محدودة
وسيتضح السبب في تقديم القدماء والمشهور العلاج الدلالي على العلاج بالترجيح في الصدور أو جهة الصدور حتى بات معروفا عند العلماء ان من له باع أكبر في الجمع الدلالي فهو ذو ثقافة وعارضة فقهية امتن ممن يتوسل بالترجيح في الصدور مع تعارض الروايات أو يتوسل باسقاط الروايات
أو انهم قالوا في الجمع الدلالي هو متقدم على العلاج في الصدور أو جهة الصدور كتقدم الدليل الاجتهادي على الأصل العملي
فالظهور هو ذو نظام كبير طبقا لموازين ومعادلات وطرق غير محدودة وهذا الأمر سيعبّد لنا مباحث كثيرة كما وقد تحصل لنا ان عالم الدلالة هو نظام مبني على نظام واسس لاتقف الى حدّ سواء قدر عليها من الشخص أو لم يقدر عليها أي جهلها من جهل
ثم ان البعض قال ان الدلالة خاصة بمن خوطب أما غير المخاطب فلا حجة بالنسبة له كما ان العض قال ان الظهور هو حجة لمن قصد افهامه كما ذهب اليه الميرزا القمي صاحب القوانين
والفرق بين من قصد افهامه ومن قصد خطابه فمثلا (اياك اعني وافهمي ياجارة) وهو يعني اني اخاطبك الاّ إنني لا اقصد افهامك
وقد مرّ ان المدلول والدلالة الاستعمالية كل منهما يمكن ان يتعدى عرضا وطولا كما ان المدلول التفهيمي يمكن ان يتعدى عرضيا وطوليا وكذا المفهوم الجدي يمكن ان يتعدى عرضيا وطوليا
المهم ان من قصد افهامه يمكن ان يراد منه المراد الجدي او المراد التفهيمي ومرّ بنا ان يكون المفهوم التفهيمي غير المفهوم الجدي وان تغاير المفهومين هو دليل تعددهما
أما الخطاب بحسب اللغة الآن فان الخطاب هو استعمالي فمثلا في الصلاة التخاطب مع الغير موجب لبطلانها أما إفهام الغير في الصلاة فهو غير مبطل فالافهام يختلف عن الخطابي
ولكن بحسب العلوم العقلية والذوقية فإن الدلالة الاستعمالية هي درجة من درجات الخطاب فانه يوجد خطاب قلبي وخطاب عقلي وخطاب نفساني وهناك تفهيم
فتوالي طبقات الدلالة يمكن ان تكون في مرحلة سابقة خطاب ومتوسطة تفهيم و لاحقة ونهائية جد