الموضوع: حجية الظواهر

 كان الكلام في حجية الظهور ومرّ ان أصل الاستدلال في حجية الظهور هو أمر مفروغ منه في علم الاصول وانما الكلام في دائرة حجية الظهور

 ومرّ أيضا ان من الأبحاث المهمة جدا في حجية الظهور هو تقسيمات الظهور وهل ان المدار في حجية الظهور على الظهور النوعي أو على الظهور الشخصي

 ومرّ بنا ان المراد من الظهور الشخصي ليس كما يتوهم هو الظهور الشخصي الخاص بشخص خاص وإنما المراد بالظهور الشخصي هو الظهور الذي لاينضبط بقواعد كلية وإنما بانظمام واجتماع قرائن خاصة

 وكما تقدم فان هذا البحث ينسحب على كل الامارات من ان حجية الامارات نوعية أو حجية الامارات شخصية وقلنا ان المراد بالحجية الشخصية في الامارات أو الوثوق الشخصي هو اما حجية خبر الثقة وهو الوثوق النوعي أو حجية الخبر الموثوق به وهو الوثوق الشخصي

 فالمراد به ليس الخروج عن الضابطة النوعية عند العقلاء وإنما الضوابط النوعية عند العقلاء تارة ضابطة موحدة مطردة تسمى ظن نوعي كخبر الثقة والظهور الذي هو على طبق الموازين النحوية والبلاغية وعلوم الأدب وتارة الامارة والظن ليس بمنضبط تحت اطار وقالب واحد بل من اجتماع جملة من القرائن تنظم لبعضها فتشكل اطمئنان نوعي عند العقلاء بتوسط تصاعد الاحتمال الكمي والكيفي

 وان باب الاطمئنان هو باب الحجج الاطمئنانية فان الاطمئنان متولد من لفيف خليط من الامارات والظنون وليس متولدا من ميزان موحد منضبط لكن بالدقة ليس متولدا من معطيات ومواد موحدة لكنه موحدا من جهة الهيئة أو من جهىة الكيف

 فالاطمئنان كما مرّ في تنبيهات القطع لايقبل عقلائيا ولايصحح بأن يتولد من أي منشأ كان بل لابد أن تكون مناشئ الاطمئنان أن يقرّ بها العقلاء كمّا وكيفا كما في حجية اليقين فذكرنا ان القطع ليس حجيته ذاتية خلافا للمشهور بل ان حجية القطع تنشأ من المنشأ الذي يتولد منه القطع فاذا كان منشأه يولد اليقين فثمة يكون القطع حجة وان صفة الحجية للمنشأ وليس للقطع نفسه

 ومرّ ان المنشأ لو كان حاصلا لدى الانسان ولم يتولد عنده جزم فان الانسان يُحج بذلك المنشا فالمدار ليس على حصول الجزم وعدمه بل المدار على حصول المنشأ وعدمه فان المناشئ منضبطة عند العقلاء سواء في القطع واليقين أو في الاطمئنان

 فالظهور الشخصي او الوثوق الشخصي بصدور الخبر او القرائن الخاصة في علم الرجال فهذه الموارد الخاصة للظنون الشخصي لايراد منها شخصنة هذه الظنون بل المراد من كونها شخصية بلحاظ مورد خاص أي ان ائتلاف هذه المعطيات يجتمع في هذا المورد بنحو غير اجتماعه بمورد ثاني وفي مورد ثالث باجتماع ثالث وهكذا غاية الأمر لابد من اجتماع هذه المعطيات وصعودها كما وكيفا الى تزداد درجة الاحتمال

 ومرّ بنا في بحث الاطمئنان ان بعض الأعلام قالوا ان باب الاطمنان هو باب يولد اعتبار للظنون بنحو مستمر ومتجدد فقد تكون ظنون حاصلة في العصر الحديث لافي زمان الشارع

 وبعبارة اخرى شبيه لهذه العبارة وهي ان كل ظن من الظنون لم يقف الاصولي والباحث على اعتباره يمكنه ان يحصل على اعتباره من باب الاطمينان مالم يمنع الشارع عنه بالخصوص

 وان السيد الخوئي لايرى حجية الشهرة ولايراها جابرة وان الاجماع ليس بحجة وقول اللغوي ليس بحجة وكثير من الاصولييون يناقشون في حجية واعتبار الكثير من الظنون لكن تراهم يقولون الاّ اذا تولد منه الاطمينان فمثلا يقول السيد الخوئي ان الاجماع ليس بحجة الاّ اذا تولد منه الاطمئنان وهذا الاطمئنان يعني الحجية الانضمامية وليست الحجية المستقلة فتنضم الى ظنون وامارات اخرى توجب تولد الاطمئنان أو الظن الشخصي والاطمئنان يعني الحجية الانضمامية

 وكذا اليقن فقد يكون حاصلا من دليل منضبط وقد يكون اليقين حاصلا من مجموعة دلائل وشواهد وامارات متصاعدة بدرجة أكبر من الاطمئنان العرفي وهذا المسار للحجية هو على خط موازي ومحاذي للأدلة الخاصة المعتبرة للظنون الخاصة فالبديل عن الأدلة الخاصة للظنون بدلا من ان يكون الإنسداد يكون الاطمئنان

 وهذا المنهج يمارسه كل الفقهاء حتى من لايؤمن بالأدلة العامة على اعتبار الظنون ويقتصرون على الأدلة الخاصة فحتى اولئك ارتكازا يبنون على حجية الاطمنئان

 وبتعبير فحول الفقهاء ان الفقه لايمكن ان تتم جميع مسائله بالظنون الخاصة أي الدليل الخاص بل بالظنون العامة وهي التي دليل اعتبارها ليس الانسداد بل هناك بديل للانسداد وهي الظنون الشخصية والاطمئنانية وهي الظنون العامة باعتبار ان دليلها عام

 ومعروف عند فحول الفقهاء ان أكثر الفقه لايمكن ان يتم بأدلة الظنون الخاصة لكن الظنون العامة موجودة أي تتراكم الظنون فوق بعضها البعض