31/05/05
تحمیل
81
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...
وصل بنا الكلام في قواعد واصول التفسير إلى قاعدة جديدة في النظام الاستعمالي اللفظي في التفسير على وفق منهجية امومة المحكمات وامومة الولاية والمحكمات لتفسير القران الكريم.
هذه القاعدة قاعدة الجري والتطبيق هذه القاعدة في الاصل هي وردت بنحو مستفيض في كلام اهل البيت عليهم السلام نقرأ القاعدة في جملة من الروايات كما وردت بعد ذلك نستعرض الروايات الواردة ان شاء الله نذكر الاقوال المختلفة في تفسير هذه القاعدة مثلا صاحب الوسائل رحمة الله تعالى عليه جمع هذه الروايات في ابواب كيفية القضاء في الوسائل في الباب المرتبط باستنباط الاحكام من الظواهر القرانية هناك على اية حال ذكر صاحب الوسائل جملة من هذه الروايات وهناك رواية اساسية في هذا المجال رواية عن تفسير الامام العسكري عليه السلام وأيضاً رواية عن الائمة السابقين الصادق وبقية الائمة عليهم السلام:
ما من القران اية إلاّ ولها ظهر وبطن قال ظهره أو ظهر الاية ظهر كلام القران تنزيله مورد نزوله وبطنه تاويله هو السائل يسأل الامام الباقر عليه السلام عن هذه الرواية شنو معنى: انه ما من القران اية إلاّ ولها ظهر وبطن قال ظهره تنزيله وبطنه تاويله ومنه ما قد مضى ومنه ما لم يكن فيجيبه الامام نعم انه ان ما من اية إلاّ ولها ظهر وبطن ما معنى هذه الاية فيجيب عليه السلام ظهره تنزيله يعني مورد النزول هو الظهر وبطنه تاويله ومنه ما قد مضى ومنه ما لم يكن يجري ومنه ما لم يكن
هنا يبين الامام الباقر هذه القاعدة يجري كما تجري الشمس والقمر كلما جاء تاويل شيء يكون على الاموات كما يكون على الاحياء أي ان القران يجري كما تجري الشمس والقمر والليل والنهار يتجدد ولا يبلو ويندثر ويطمس بل القران الكريم يجري أي يتجدد ويجري كما يجري الليل والنهار كما يجري الشمس والقمر قاعدة الجري كلما جاء تاويل شيء يكون على الاموات كما يكون على الاحياء قال الله (وما يعلم تاويله إلاّ الله والراسخون في العلم) نحن نعلمه...
وفي رواية اخرى: للقران تاويل يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر فاذا جاء تاويل شيء منه وقع فمنه ما قد جاء ومنه ما لم يجيء اذن دوما في حالة تجدد القران الكريم في حالة جريان ليس في حالة وقوف جري وتجدد كالملوان لا يبليان كل شيء ولا يبليان هما يتجددان...
للقران تاويل يجري كما يجري الليل والنهار أو كما تجري الشمس القمر فاذا جاء تاويل شيء منه وقع فمنه ما قد جاء ومنه ما لم يجيء ان القران حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار كما تجري الشمس والقمر ويجري على اخرنا كما يجري على اولنا هذه سنلاحظها ان شاء الله يجري على اخرنا كما يجري على اولنا صلتها بقاعدة الجري...
مثلا في الاية الكريمة (انما انت منذر ولكل قوم هاد ) هي في علي نزلت يعني المنذر النبي صلى الله عليه واله وسلم والهادي علي عليه السلام ولكن تجري في بقية الائمة كما جرت في علي ان القران حي لا يموت والاية حية لا تموت فلو كانت الاية إذا نزلت في الاقوام ماتوا ماتت الاية لو كانت منحصرة في مورد النزول ماتت الاية والعياذ بالله ماتت الاية يعني مات القران ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين.
نلاحظ اذن هذه وروايات عديدة مستفيضة كثيرة تؤكد على ان احد دعائم حياة القران الكريم ما هو؟ هي هذه قاعدة الجري .
قاعدة الجري قاعدة اساسية بنيوية في بيانات اهل البيت لحياة القران الكريم لمجد القران الكريم لشمولية القران الكريم لتجدد تغطية القران الكريم على اية حال لكل حقب حياة البشر ومراحل حياة البشر واطراف حياة البشر..
فاذن اصل هذه القاعدة ودلالتها ايا ما كان في هذا الجانب هنا في هذه القاعدة يشير الامام عليه السلام إلى مدرك هذه القاعدة دليل هذه القاعدة الكريمة هو ما يشير إليه القران ان للقران تاويل القران يشير ان له تاويل كما ان القران الكريم يشير ان له تنزيل: (تنزيل من رب العالمين ) تنزيل وتنزيل وانزال هذا التعبير موجود في القران الكريم (انا انزلناه...) وهلم جرا (ما تنزلت..)
اذن للقران تنزيل وللقران تاويل واضح في تعدد يعني اذن القران الكريم لا ينحصر في مورد النزول بل تعم موارد اخرى وتسمى بالتاويل ومن ثم اشير أيضاً في القران الكريم يوم ياتي تاويله يوم ياتي تاويله مما يدلل على ان للقران تاويلات تاويلات تمتد إلى يوم القيامة بعض موارد يوم ياتي تاويله اشير به إلى عالم يوم القيامة أو عالم الجنة والنار مما يدلل على ان القران له تطبيقات ليس فقط لا تنحصر بحقبة زمنية في عالم الدنيا بل لا تنحصر بعالم الدنيا تشمل حتى عالم الاخرة والبرزخ والجنة والنار كيف لا والقران الكريم في الحقيقة يعالج معرفة باكبر حقيقة بحقيقة اكبر من الدنيا والاخرة وما شابه ذلك الا وهي حقيقة التوحيد والرب الواحد الاحد الذي يحيط بكل العوالم شمولية القران اذن شمولية من هذا القبيل عظيمة.
اذن هذه القاعدة في الاصل هي قاعدة قرانية قاعدة الجري والتطبيق وهي وجه اخر لبحث التاويل والتنزيل يعني احد المفردات أو قل احد القواعد المنشعبة من التاويل والتنزيل أو الظهور والتاويل قاعدة الجري والتطبيق.
إذا تتذكرون نحن الان في القاعدة الخامسة بعد هذه القاعدة الخامسة لاحظوها أيضاً منشعبة من القاعدة الاولى والقاعدة الاولى التي مرت بنا ما هي؟
بحث الظهور والتاويل أو بحث الدلالة التعريضية أو الدلالات الخفية وتتذكرون ذيك القاعدة الاولى قلنا ليست هي قاعدة اوى هي في الواقع نظام ينشعب منه قواعد احد القواعد المنشعبة من تلك القاعدة الام الاصلية هي في الحقيقة قاعدة الجري والتطبيق.
ففي الحقيقة قاعدة الجري والتطبيق اجمالا الان بعدنا ما ندخل في التفاصيل قاعدة الجري والتطبيق قاعدة عبارة منشعبة من قاعدة الظهور والتاويل أو الدلالات الخفية منشعبة يعني لا نحصر بحث التاويل والظهور في قاعدة الجري والتطبيق احد شعب التاويل والظهور هو قاعدة الجري والتطبيق لذلك هذا التعبير الذي مر بنا الان ان قاعدة الجري والتطبيق احد وجوه الظهور والتاويل وليس هو كل شيء في الظهور والتاويل
اجمالا اذن تاريخ القاعدة كقاعدة مهمة تفسيرية في القران الكريم مستندها القراني اجمالا مستندها الروائي اجمالا تبين لنا هذا المطلب اهميتها وخطورتها اجمالا أيضاً تبين لنا الان قبل ان ندخل في التفاصيل انها حياة القران بهذه القاعدة وإلاّ اعوذ بالله جعل من القران كتابا معطلا واعظم شيء في القران انه كتاب حي من الحي إلى الحياة يعني يبدي حياة لدى الكائنات والمخلوقات من الحي الذي لا يموت بعث بهذا الكتاب الحي الذي لا يموت....
هذا البيان ان شاء الله في نظام قواعد واصول التفسير النظام المعنوي نظام عالم المعنى في القران الكريم سنبين ان اعظم مدار في حجية القران الكريم انه كتاب لا يعطل حي حيوي يتفاعل وياخذ ويعطي وبه ياخذ ويعطي الله عزوجل وبه يثيب ويعاقب كتاب حي القران الكريم.
يعني اعظم شيء في معنى حجية القران الكريم انه كتاب غير معطل يعني مفعل الان الميزان بين رب الارباب بين الرب تعالى وبين المخلوقين المربوبين الميزان مفعل القران طبعا لا نقصد القران فقط الثقلين كليهما لكن احد الثقلين هو القران وهذا معنى حجية المصحف الشريف أيضاً عدم تعطل حجية المصحف.
هذا بحث مهم سيعطينا بصيرة لابحاث عديدة في حجية القران وما شابه ذلك ونفي التحريف التحريف الذي فيه لغط تحريف دعاوى التحريف التي فيها لغط كبير على كل الميزان الطارد لهذه البحوث أو اميزان في معالجة لتلك البحوث ان القران حجة حية لا يعطل وهذا من ضروريات الدين وضروريات منهاج ائمة عترة النبي صلى الله عليه واله وسلم اعوذ بالله ان يقول قائل ان القران معطل أو المصحف معطل لا...
حجة حية لا تموت ولا على اية حال تنجمد أو تكون واقفة لا.. دوما تكون متجددة معطاءة هي الميزان هي الحبل الذي دوما لا بد لكل جيل ان ياخذ به حبل ممدود من السماء طرف منه بيد الناس أي ناس؟ كل جيل من البشر وحبل عند الله.
يعني الذي يقول بان القران معطل والعياذ بالله نعم هذا يخرج من ربقة الدين المصحف الشريف معطل هذا يخرج من ربقة الدين شوف لاحظ هذه القاعدة في نظام الاستعمال اللفظي في القران كيف يربطها اهل البيت بماذا؟ ببحث عالم المعنى في القران ببحث اعتبار القران الكريم وهو بحث ماذا؟ مرتبط بالحجية.
اذن هذه القاعدة غايتها ثمرتها تؤؤب تؤول إلى ماذا؟ إلى تفعيل حجية القران انه مصدر ومنبع ومخزن ومستند دوما يغرف منه يعني مرجعية القران مفعلة على الدوام وليست معطلة مجمدة ابدا والعياذ بالله بل حسب بيانات اهل البيت عليهم السلام ليس في القران من اية مجمدة والعياذ بالله كل اية مفعلة كل اية حية.
غاية الامر طبعا ليست فوضى الامر حيوية ايات القران الكريم لها مواقع من الاحداث البشرية من البيئات البشرية من الاطوار البشرية تاخذ مواقعها تباعا نظاما انتظاما ليس فقط انه يا سبحان الله يعني كل اية في الكتاب حية لا انه نقول بعض الايات كل الايات حاشا للقران الكريم ان تكون فيه اية مجمدة انصرمت انتهت لا... التطبيق انصرم وانتهى اما انه هذه الاية قالب ينطبق يعاود الانطباق والتطبيق والجري على موارد ومواقع اخرى.
لذلك يوهم ويخطيء ويتوهم من يظن ان تفسير اهل البيت للايات القرانية يسبب ان الايات القرانية هي فيمن مضى افرض من ائمة اهل البيت أو من اعدائهم بالتالي هي فيمن مضى ولا تصلح الان ان يستمسك بها لما ياتي يعني هكذا يعترض على التفسير الماثور الصادر عن اهل البيت عليهم السلام جملة للاسف من المفسرين ربما حتى الخاصة عنده هذا التوهم انه لو اخذنا بطابع الروايات في تفسير القران الكريم ربما ينأى بنفسه هو هذا المفسر أو المفسرون حتى من الخاصة فضلا عن ابناء الجمهور ينأى عن التفسير بالماثور عن اهل البيت يقول لانها لازم الجمود أو لازم التقيد بتلك الروايات في التفسير أو رعاية تلك الروايات في التفسير ان نعطل جملة من الايات والحال ان القران حي لا يموت هذا توهم خاطيء وسنعالج هذا البحث ان شاء الله في ضمن هذه القاعدة...
ابدا كيف ومن اسس هذه القاعدة هم اهل البيت عليهم السلام من اسس هذه القاعدة من ان القران كل اية اية فيه اعوذ بالله ان يكون فيه موتان في اية من كتاب الله الذي اسس مثل هذا المفهوم العظيم لحجية القران ولحياة القران ولتفعيل القران هم اهل البيت عليهم السلام فكيف يكون هذا المجموع التراث المروي عنهم في تفسير القران الكريم يؤدي إلى هذه النتيجة هذا الفهم متساهل أو فهم غير عميق في المراد الحقيقي من بيانات اهل البيت في تفسير القران الكريم.
ولذلك جملة من مفسري الخاصة على اية حال كما نشاهد لدى تفسير الجمهور عامة المذاهب الاسلامية الاخرى يفسر هذه القاعدة قاعدة الجري والتطبيق بتفسيرات اخرى مغايرة لما هو حقيقة هذه القاعدة اخذ بتفسيرات اخرى لهذه القاعدة مغايرة لما هو في حقيقة تفسير هذه القاعدة تحت ذريعة سبب ما هو؟
هو انه لابد ان نجعل من معنى القاعدة الجري والتطبيق انها بمعنى ان للقران للايات معاني كلية ....معاني كلية جيد وما ورد في الروايات ليس إلاّ تمثيل لنموذج تطبيقات ليس له دخالة في معنى الاية ما ورد في تفسير الماثور عن عترة النبي ليس إلاّ من قبيل نموذج تطبيقات ليس إلاّ...
اذن فسّر قاعدة الجري والتطبيق بماذا؟ بان للايات القرانية والسور معاني كلية والذي ورد في التفسير بالماثور لماذا لا يستند به؟ لانه نماذج تطبيقية امثلة تطبيقية لا صلة لها بالمعنى الكلي للاية فسّر قاعدة الجري والتطبيق بهذا يعني جري المعنى الكلي في ضمن سلسلة تطبيقات لا تنحصر وبالتالي ما ورد من تفسير ماثور عن اهل البيت عليهم السلام لا يمكن الالتزام به انه في صميم معنى الاية ليس صميمي يعني في الصميم وانما هو في هامش التطبيق هامشي زين هذه رؤية شوية خطيرة انما هو ماذا؟ هامشي زين فاذا كان هامشي اذن يقع التفسير بالماثور في هامش التفسير ولذا من ثمّ كثير من المفسرين حتى من الخاصة يجعل من التفسير بالماثور الروايات الواردة في ذيل ذنب التفسير من باب نموذج تطبيقي ربما تصاعدت اللهجة لدى البعض تمادى في معنى بعد اشد من هذا غدا نتعرض ان شاء الله إليه بالتفصيل في هذا البحث الخطير اكثر....
وصلى الله على محمد واله الطاهرين ...