السابق الصفحة الرئيسية التالي |
الرقم : 24/102 التاريخ : 24/ ذي الحجة /1424 بسم الله الرحمن الرحيم اسئلة مجلة " ديرشبيجل " الألمانية الموجهة إلى سماحة السيد السيستاني دام ظله . 1- هل تمت عملية اسقاط نظام صدام حسين بالشكل المنشود ؟ ج : لم يكن المنشود تغيير النظام الاستبدادي عن طريق الغزو والاحتلال بما استتبع ذلك من مآسٍ كثيرة ، ومنها انهيار مقومات الدولة العراقية وانعدام الأمن والاستقرار وتفاقم الجرائم وتلف الكثير من الممتلكات العامة حرقاً ونهباً وتدميراً وغير ذلك . 2- إنكم يا سماحة السيد تحبذون إجراء انتخابات عامة قبل نهاية شهر حزيران في حين يعمل المحتلون على اطالة فترة بقائهم ويدعون إلى تشكيل مجلس انتقالي غير منتخب من الشعب ينقل السلطة فيما بعد لحكومة منتخبة في مستقبل غير معروف ، ما رأيكم في هذه الخطط ؟ ج : ان الانتخابات هي الطريقة المثلى لتمكين الشعب العراقي من تشكيل حكومة ترعى مصالحه ، وفي بلد مثل العراق متنوع الاعراق والطوائف لا يمكن تجاوز المحاصصات العرقية والطائفية في أية تشكيلة حكومية إلاّ بالرجوع إلى صناديق الاقتراع . ولكن إذا لم يكن يتيسّر إجراء الانتخابات في المدة المتبقية إلى نهاية حزيران – وليس السبب وراء ذلك إلاّ مماطلة سلطة الاحتلال وتسويفها المستمر في اتخاذ الخطوات اللازمة لاعداد الانتخابات طوال الاشهر السابقة – فانه لابدّ من التأكيد على أمرين : 1- ضرورة الاسراع في الاعداد لاجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة ، والمطلوب تقديم ضمانات واضحة – كقرار من مجلس الامن الدولي – بذلك ليطمئن الشعب العراقي بأن الانتخابات سوف لن تعرقل مرة أخرى لذرائع مشابهة للتي تطرح اليوم . 2- ضرورة تحديد صلاحيات الهيئة غير المنتخبة التي تسلم لها السلطة في الثلاثين من حزيران ، وعدم تمكينها من اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بالسياسات المستقبلية للبلد في المجالات المختلفة ، بل ترك ذلك للحكومة المنبثقة من المجلس المنتخب من قبل الشعب مباشرة . 3- ماذا تتوقعون من دور للامم المتحدة في المرحلة القادمة ؟ ج : ان المرجعية الدينية قد سبق لها ان طالبت – في رسالة التعزية التي بعثت بها إلى السيد كوفي عنان بوفاة السيد دي ميلو – بأن تلعب الامم المتحدة دوراً مركزياً في عملية نقل السيادة ، وكانت المرجعية وراء مطالبة مجلس الحكم من الامين العام للامم المتحدة ارسال فريق من خبراء المنظمة الدولية لدراسة الآلية المثلى التي ينبغي اعتمادها في ذلك بعد ان استبعدت سلطة الاحتلال ومجلس الحكم – في اتفاقية 15 تشرين الثاني – أي دور للامم المتحدة في هذا المجال . وان المرجعية ترى ان الامم المتحدة التي أقرت الاحتلال ووفّرت له الغطاء الدولي تتحمل مسؤولية كبيرة امام الشعب العراقي ، وهي مطالبة بأداء دور فعّال في مساعدة العراقيين في الخروج من محنتهم والاشراف التام على العملية السياسية إلى حين الوصول إلى الوضع الدائم . 4- هناك من يلوح ببروز حرب عرقية او طائفية في العراق ، هل لديكم مخاوف هل هذا وارد في نظركم ؟ ج : ان القوى السياسية والاجتماعية العراقية ومعظم الشعب العراقي على وعي تام بمخاطر الانسياق وراء النعرات العرقية والطائفية ، ونحمد الله تبارك وتعالى انه لم تقع من الحوادث المؤسفة المسبّبة عن ذلك في طوال الاشهر الماضية إلاّ النزر اليسير ، وقد تعاون الجميع على تطويقها والحدّ من نتائجها السلبية . 5- هناك من يخشى ان يؤدي الانتخابات إلى اقامة حكومة طائفية في العراق ، هل هذا وارد في نظركم ؟ ج : كلاّ ، فان الاغلبية العددية لو تحققت لطائفة ما فهي لا تؤدي إلى بروز اغلبية سياسية لهم ، فان من المتوقع ان يكون في كل طائفة اتجاهات سياسية مختلفة . 6- ما هي الأسس التي يجب ان يقوم عليها عراق المستقبل ؟ ج : مبدأ الشورى والتعددية والتداول السلمي للسلطة في جنب مبدأ العدالة والمساواة بين أبناء البلد في الحقوق والواجبات ، وحيث ان اغلبية الشعب العراقي من المسلمين فمن المؤكد انهم سيختارون نظاماً يحترم ثوابت الشريعة الاسلامية مع حماية حقوق الاقليات الدينية . 7- هناك من يتخوف من إقامة حكم ديني يحرم الاقليات من بعض حقوقها في ضوء تصريحات متطرفة من قبل البعض ، والاعتداءات على حياة وممتلكات عراقيين من طوائف مختلفة دون ما مبرر ، فهل هناك ما يبرر تلك المخاوف أم سيبقى كل شيء كما هو الآن بالنسبة للمسيحيين والطوائف الأخرى ؟ ج : ان القوى السياسية والاجتماعية الرئيسية في العراق لا تدعو إلى قيام حكومة دينية ، بل إلى قيام نظام يحترم الثوابت الدينية للعراقيين ويعتمد مبدأ التعددية والعدالة والمساواة كما مرّ ، وقد سبق للمرجعية الدينية ان اوضحت انها ليست معنيّة بتصدي الحوزة العلمية لممارسة العمل السياسي وانها ترتأي لعلماء الدين ان ينأوا بأنفسهم عن تسلّم المناصب الحكومية . وأما ما يقع احياناً من بعض الاعتداءات على غير المسلمين فهو أمر مرفوض تماماً وسيتم القضاء عليها بعد تمكين قوات الشرطة والمحاكم من أداء مهامها بصورة كاملة . 8- مَن وراء عمليات القتل والتخريب التي يذهب ضحيتها الابرياء من العراقيين ؟ ج : لا يتوفر لدينا معلومات دقيقة عمن يقومون باعمال العنف التي تستهدف العراقيين من مدنيين ورجال شرطة وجيش وغيرهم ، ولكن من المؤكد ان هؤلاء لا يريدون الأمن والاستقرار بهذا البلد ويساهمون في اطالة امد الاحتلال والاضرار بمصلحة الشعب العراقي ، ومن المهم جداً تضافر الجهود على ضبط الحدود والتحكم بالوافدين إلى العراق والتزام دول الجوار وغيرها عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية بأي شكل من الاشكال . 9- الأكراد يطالبون بنظام فيدرالي مبني على أسس قومية وجغرافية ، فما ترون في ذلك ؟ ج : ان أصل الفدرالية ونوعها المناسب للعراق مما يجب ان يقرّره الشعب العراقي عبر ممثليه المنتخبين لمجلس كتابة الدستور ، فعلى الجميع التريث وعدم البت في الأمر إلى ذلك الحين . ومن المؤكد ان ممثلي الشعب الكردي العزيز في مجلس كتابة الدستور سيتوصلون مع سائر اخوانهم العراقيين إلى صيغة مثلى تحفظ وحدة العراق كما تحفظ حقوق جميع اعراقه وقومياته . 10- كثر الجدل فيما يتعلق بحقوق النساء في العراق ، فهل تجدون مانعاً من مشاركة المرأة العراقية في العملية السياسية وتسلمها للمناصب المختلفة كعضوية البرلمان والوزارة وغير ذلك ؟ ج : لا مانع من ذلك مع توفر الشروط والمؤهلات القانونية ، ومن المؤمّل ان يكون للمرأة العراقية دور كبير في تطور العراق ورقيّه ورفعته . 24/ ذي الحجة /1424 ختم مكتب السيد السيستاني / النجف الأشرف
|