«حواريّة الـزَّواج»
نحن مدعوون ـ قال أبي ـ لحضور حفلة عقد قران في دار جارنا أبي علي، وعلينا ان نتهيّأ في حدود الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة القادم لنشارك جارنا العزيز أفراحه بهذه المناسبة السّعيدة.
عقد قران مَن؟
ــ عقد قران ابنه علي.
ولكن عليّاً لا زال بعد في مقتبل شبابه فهو الاَن في العشرين من عمره ولم يحن بعد وقت زواجه!.
ــ في العشرين من عمره، وتقول لم يحن بعد وقت زواجه! اِنّه الاَن في عنفوان الشباب وفي اوج تفتّح قواه الجسديّة والعقليّة بما في ذلك طاقاته الجنسية.
أضاف أبي:
ولما كان ضغط الجنس فاعلاً ومحرّكاً في عمر كهذا، اذن يحسن بالشاب أن يتزوج في سن مبكرّة ليعصم نفسه من الوقوع في هاوية فعل محرّم، فالنفس أمّارة بالسّوء كما تقول الاَية الكريمة: (وما اُبَرىَُ نَفْسي اِنَّ النَفسَ لاَمّارَةٌ بالسّوءِ اِلاّ ما رَحمَ رَبّي اِنَّ رَبّي غَفورٌ رَحيم).
ــ وما أن سمعت بضغط الجنس حتى خجلت، ففي سنٍّ مثل سنّي يخجل أحدنا أن يتحدّث أو يسمع شيئاً عن الجنس رغم شوقه وحاجته لاَن يتحدَّث أو يسمع شيئاً ما عنه.
واِذ لاحظ أبي اِمارات الخجل بادية على وجهي سألني:
ــ أخجلت؟
نعم، فالحديث عن الجنس مُخجل.
ــ وعن ضغط الغريزة الجنسيّة مخجل هو الاَخر. أليس كذلك؟
نعم.
ــ ولكنها حاجة بايولوجية ـ حياتية ـ يشعر بها كل انسان سويٍّ مكتمل.. اِنها كالطعام والشراب وغيرهما من حاجات الجسد الاُخرى.
فكما أنّك تحت ضغط الحاجة الى الطعام تأكل.. وأنّك تحت ضغط الحاجة الى شرب الماء تشرب. فانّك تحت ضغط الحاجة الى الجنس تتزوّج.
ولكن عليّاً لا زال شابّاً؟
ــ أحياناً يجب الزواج على الاِنسان.
تقول أحياناً يجب الزواج.. تقصد يجب شرعاً؟
ــ نعم يجب الزواج شرعاً، اذا كان الاِنسان لا يستطيع تحت ضغط الحاجة أن يمنع نفسه من الوقوع في فعل محرم بسبب عدم زواجه.
ــ اذاً كان عليٌّ شجاعاً حين اتّخذ قراره بالتزويج وهو بعد في مقتبل عمره؟
ــ شجاعاً. نعم، وجريئاً ومبدئيّاً.. فمذ أحس بضغط الحاجة الجنسيّة ورأى انثيال المغريات أمامه أنّى توجه أو تلفَّت أو سار، أدرك بوعي الملتزم ومبدئيّته أن ثباته أصبح عرضةً للاِهتزاز وربّما السقوط.
فها هي ذي نفسه تلحُّ عليه وتجاذبه وتراوده، وها هو ذا يضعف أمامها ويتردّد وينهار.
وفي ظل ظرفٍ ضاغط كهذا ومقلق ومحرّض ومستفز وحرج اَثر عليٌّ أن يفاتح أباه برغبته في الزواج ليحرز نصف دينه عملاً بمنطوق قول النبي الاَكرم محمّد صلى الله عليه وآله: «مَن تزوّج فقد أحرز نصف دينه فليتّق الله في النصف الاَخر».
قال ذلك أبي وأضاف معقِّباً:
الزواج عمل محبوب لله عزّ وجل، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وَمِنْ اَياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِنْ أنفُسِكُم أزواجاً لِتَسكنوا اِليْها وَجَعَلَ بَيْنكُم مَوَدّةٌ وَرحمَة). وقال تعالى في موضع اَخر من كتابه الكريم: (هو الذي خَلَقَكم مِنْ نفسٍ واحِدَةٍ وَجعلَ مِنْها زَوْجَها ليسكنَ اِليها).
وروى الاِمام الباقر عليه السلام عن جدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: «ما بُني بناء في الاِسلام أحبُّ الى الله عزّ وجل من التزويج» وقال صلى الله عليه وآله: «تَزوّجوا وزوِّجوا».
ونقلت لنا كتب الحديث عن الاِمام علي بن ابي طالب عليه السلام انّه قال: «تزوّجوا فاِن التزويج سُنّة رسول الله صلى الله عليه وآله فانّه كان يقول: من كان يحب أن يتبع سنّتي فاِن سنّتي التزويج».
وعن الاِمام أبي عبدالله عليه السلام انّه قال: «من أخلاق الاَنبياء حبُّ النساء» وعنه عليه السلام: «ركعتان يصليهما المتزوّج افضل من سبعين ركعة يصليها أعزب».
وحكي انّه روى عن أبيه الاِمام الباقر عليه السلام انّه قال: «ما اُحبَ أن لي الدنيا وما فيها وأنّي بت ليلة وليست لي زوجة».
وروي عن الاِمام الكاظم عليه السلام انّه قال: «ثلاثة يستظّلون بظلّ عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل اِلاّ ظله: رجل زوّج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سرّاً».
وهناك غير هذه الاَحاديث ما يشير الى اِستحباب الزواج وكراهيّة العزوبيّة للرجل والمرأة.
تقول للرجل والمرأة؟! المرأة!!!
ــ نعم كراهيّة العزوبة للرجل المرأة معاً، فهناك من الاَحاديث ما يدعو المرأة الى الزواج ويحثُّ عليه..
فقد روي عن الاِمام أبي عبدالله عليه السلام انّه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله النساء أن يتبتَّلن ويعطِّلن أنفسهن من الاَزواج».
بل اكثر من ذلك فهناك من الاَحاديث ما يدعو الى تعجيل زواج البنت وعدم تأخيرها، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله: «من بركة المرأة سرعة تزويجها».
التبكير بالزواج حسن. هذا جيد، ولكن تكاليف الزواج باهضة يا أبي، فمن أين يأتي الشاب بكل هذه الاَموال ليتزوّج والزواج يريد ويريد.
الاِسلام يدعو الى تخفيف مؤنة التزويج وتقليل تكاليفه.
تقليل تكاليف الزواج؟
ــ نعم يدعو الاِسلام الى تقليل تكاليف الزواج.
والمهور الغالية تلك التي يشكو منها الكثيرون؟
ــ يستحب تقليل المهر ويكره تكثيره.
ماذا تقول؟! أيكره تكثير المهر؟!
ــ نعم يكره تكثير المهر ويستحب تقليله فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله انّه قال: «أفضل نساء اُمّتي اصبحهنَّ وجهاً وأقلّهن مهراً».
وروي عن الاِمام الباقر عليه السلام انّه قال: « تذاكروا الشؤم عند أبي فقال: فأمّا شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقم رحمها».
وقد ورد في الاحاديث الشريفة كذلك: «من بركة المرأة قلّة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها».
قال ذلك أبي ثمّ أطرق قليلاً كمن تذكّر شيئاً ذا بال وأضاف معزّزاً حديثه قائلاً:
زوَّج رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته الصّدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي سيدة نساء العالمين زوَّجها من امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام على مهر قليل.. على «درع حطيمية».
قال الاِمام الصادق عليه السلام: «زوّج رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام على درع حطيمية».
ووصف الاِمام ابو جعفر عليه السلام فيما روي عنه فراش الصّدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقال: «كان فراش فاطمة اِهاب كبش يلقيانه ويفرشانه وينامان عليه».
قلت لاَبي:
ومشكلة عدم وجود مورد مادّي مضمون عند الشاب ليقوِّم اُسرة بعد زواجه. أو فلنقل خوف الحاجة بعد الزّواج؟ خوف الفقر؟ خوف أن لا يجد ما يقوِّم مصرف اُسرة؟
قال أبي: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وَأنْكحوا الاَيامى مِنكُم والصالحين من عبادِكُم واِمائِكم اِن يكونوا فقراءَ يُغْنِهم الله مِن فَضلِهِ والله واسعٌ عليم).
ويعقب الاِمام الصادق عليه السلام على هذه الاَية فيما روي عنه فيقول: «مَن ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله، يقول سبحانه (اِن يكونا فُقَراءَ يُغنِهم الله مِن فَضلِهِ).
قلتُ: هناك مشكلة يطرحها بعض الوجهاء والاَثرياء وذوي المكانة المرموقة في المجتمع.
ملخصها: أنّه لا يزوّج ابنته اِلاّ لرجل يراه هو بحساباته الخاصة لائقاً بها وحين لا يقدم من يعتبره هو مناسباً لها ـ رغم كثرة من يتقدّم لخطبتها ـ تبقى البنت بلا زواج.
ــ قال أبي: دعني انقل لك نظرة الاِسلام للزوج اللائق المناسب من خلال رسالة وردت للاِمام الباقر عليه السلام وجواب الاِمام عليها فقد روي انّه كتب علي بن اسباط الى الاِمام الباقر عليه السلام في أمر بناته وأنّه لا يجد أحداً مثله فكتب اليه الاِمام عليه السلام مجيباً:
«فهمت ما ذكرت في امر بناتك وانّك لا تجد أحداً مثلك فلا تنظر في ذلك رحمك الله.
فاِن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوّجوه اِلاّ تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير».
تركني أبي عند هذه النقطة غارقاً في تأمّلاتي، ومستعرضاً بنقد جارح عادات وتقاليد اجتماعية ضارّة نشأت خلال تراكمات زمنيّة سيّئة، فترسّخت ضاربة أطنابها في مجتمعاتنا.
فالاِسلام يدعو الى تخفيف تكاليف الزواج، والتقاليد تخالفه.
والاِسلام يدعو الى تقليل المهور، والتقاليد تخالفه.
والاِسلام يقول: تزوّجوا ولا تخشوا الفقر، ونحن نخالفه.
والاِسلام يضع في اعتباره الخُلق والدين مقياساً للزوج اللائق المناسب، والمجتمع يضع مقاييس اُخرى، ربّما في مقدمتها الثروة والوجاهة والطبقة الاجماعية.
وما أن قاربت الساعة الخامسة حتى توجّهنا أنا وأبي الى حيث بيت جارنا أبي علي وحفلة العقد.
وسأصف لكم حفلة عقد قران علي كما شاهدتها.
صالة الاستقبال مكتظة بالمدعوّين المهنّئين، الملابس الاَنيقة المترفة تملاَ عينيك أنى تلفَّت. فرح مكتوم يكحل أعين الجالسين، الاَضواء ترفرف في سماء الصالة المشعة بالبياض، المزدانة بالنور، بينما راحت باقات من ورد أبيض، واُخرى من ورد بنفسجي تتفتح توّاً أو تكاد، تتمايل مثقلة بحملها أو متثاقلة فتضفي على جو الصّالة نكهة براءة ذات سحر سرّي غامض.
العريس علي يجلس في صدر الصالة، قرب باب داخلي مغلق، ويجلس الى جواره سيد مهيب الطلعة، تبدو عليه سيماء الصلاح والوقار والطيبة، ويطغى على تقاطيع وجهه بهاء رزين.
الصالة الفخمة ضاجة بالصمت، بينما راح السيد المهيب الوقور يقرع جدار الصمت بصوته القوي الرصين، وهو يخاطب العروس من وراء الباب المغلق، بعد أن قرأ بعض الاَيات القراَنية الكريمة والاَحاديث الشريفة قائلاً: أترضين يا فاطمة، بأن أكون وكيلك، على أن ازوّجك من الشاب علي بن محمد بمهر قدره «500» درهم نقداً، فاِن رضيت بذلك فقولي أنت وكيلي.
فأجابت العروس بصوت خفيض، حيي لا يكاد يُسمع، قائلة: أنت وكيلي.
وما أن قالت جملة «أنت وكيلي» وقبل السيد وكالتها حتى علت «الهلاهل» ـ الزغاريد ـ وسط الدار، كأجراس متّصلة، تتقاطع أحياناً، وتنفرد احياناً اخرى.
وعلت الابتسامة الوجوه، وتوجّه ذلك السيد الرزين الوقور صوب الشاب علي قائلاً له: زوّجتك موكّلتي فاطمة بنت أحمد على مهر قدره «خمسمائة» درهم نقداً فأجاب العريس علي مباشرة من دون فصل: قلت التزويج.
ولماذا هذا المهر القليل يا أبتي؟
ــ انّه مهر السّنّة وقد سن النبي صلى الله عليه وآله مهور المؤمنات من اُمّته خمسمائة درهم من الفضة في ذلك الوقت وهو زهيد كما ترى.
قلت لاَبي: وهل يحق للعروس فاطمة أن تزوِّج نفسها من دون توسّط هذا «السيد العاقد».
قال: نعم يحق للزوجين اجراء العقد بنفسيهما دون توسّط أحد، ويحق لاَحدهما أو كليهما توكيل من ينوب عنهما في اجراء العقد ويرجّح أن يتطابق الايجاب والقبول.
كيف؟
ــ اذا قالت الزوجة مثلاً: «زوَّجتك نفسي»، يقول الزوج مباشرةً من دون فصل «قبلت التزويج» ولا يقول «قبلت النكاح».
هذا اذا كان الزواج زواجاً دائميّاً.
وهل هناك زواج غير دائم؟
ــ نعم هناك زواج مؤقّت تتعين فيه المدّة والمهر، وتتحدّد المدّة بيوم مثلاً أو شهر أو سنة أو ما شاكل ذلك مما لا يزيد على عمر احدهما عادة ويحقّ للزوجين فيه تماماً ـ كما في الزواج الدائم ـ مباشرة العقد بنفسيهما أو توكيل من ينوب عنهما فيه، فلو باشر الزوجان العقد غير الدائم بنفسيهما فقالت المرأة للرجل مثلاً: «زوّجتك نفسي مدّة سنة بمائة دينار» قال الرجل مباشرة من دون فصل «قبلت التزويج» صحّ العقد.
واذا تمّ ذلك؟
ــ اذا تم ذلك، فستصبح المرأة زوجة، تحل لزوجها مدّة العقد، من دون توارث بينهما، ولا يجب على الزوج الاِنفاق عليها، ولا المبيت عندها.
فاذا انتهت المدّة المتّفق عليها، حرمت عليه، بينما تحل المرأة في العقد الدائم لزوجها مدى الحياة ما لم يطلِّقها.
هذا ولعقد الزواج شروط:
وما هي؟
ــ انّها، قال أبي:
1ـ الايجاب والقبول اللفظيّان فلا يكفي تراضي الزوجين واتّفاقهما على الزواج، سواء في ذلك في الزواج الدائم وغير الدائم كما لا تكفي الكتابة من دون لفظ. وقد مرّت عليك صيغة العقد فيما مضى.
2ـ قصد الاِنشاء في اجراء الصيغة. بمعنى أن يقصد الزوجان أو وكيلاهما تحقق الزواج، فتقصد الزوجة بقولها: «زوجتك نفسي» صيرورتها زوجة له، كما أن الزوج يقصد بقوله: «قبلت التزويج»، قبول زوجيّتها له وهكذا الوكيلان عن الزّوجين.
3ـ رضا الزّوجين واقعاً. فالمهم هو الموافقة القلبية من الزوج ومن الزوجة على الزواج.
أحياناً ترضى الزوجة وتتظاهر بعدم الرضا حياءً وخجلاً؟
ــ اذا حصل رضاها واقعاً فهو كافٍ، ولا يضرّ التظاهر بعدم الرّضا حينئذٍ والعكس بالعكس تماماً.
4ـ تعيين الزوج والزوجة بحيث يمتاز كل منهما عن الاَخرين، بالاسم أو بالوصف أوبالاشارة فلا يصح العقد اذا قال رجل لاَخر مثلاً: زوّجتك اِحدى بناتي ولم يحددها.
5 ـ [اجراء العقد باللغة العربيّة مع التمكّن منها].
وان لم يتمكّن منها؟
ــ يكفي غيرها من اللغات المفهمة للتزويج أو يوكِّل من يتمكّن منها فيجري الوكيل العقد باللغة العربية.
6 ـ [البلوغ] والعقل فيمن يجري العقد.
أضاف أبي:
اذا تمّت هذه الشروط صحّ العقد وحلّت الزّوجة على الزوج بعد العقد مباشرة.
مباشرة، حتى قبل أن يتمَّ الزفاف؟
ــ نعم، فبالعقد تحل الزوجة لزوجها.
ولكن قبل ذلك يجب أن تعلم أن صحة زواج المرأة البالغة الرشيدة البكر تتوقّف على اذن ابيها أو جدِّها لاَبيها [وان كانت مستقلّة في شؤون حياتها].
وغير البكر؟
ــ يحق لها أن تستقل في اتخاذ قرار زواجها بنفسها.
واذا تزوّج رجل امرأة على أنّها باكر، ثمّ ظهر له بعد الزواج أنّها ليست كذلك.
ــ يحق له فسخ العقد.
وان لم يفسخ؟
ــ عندئذٍ سينقص من قيمة مهرها بقدر نسبة التفاوت الحاصل بين مهر امرأة باكر واُخرى غيرها.
أيحق للرجل أن يتزوَّج أي امرأة يشاء؟
ــ نعم يحق له ذلك فيما عدا نساء يحرم عليه الزواج بهنّ.
ومن هذه النساء:
1 ـ اُمّه وجدّته وابيه.
2 ـ ابنته وبنات ابنه.
3 ـ اُخته وبناتها وبناتهنّ.
4 ـ بنات أخيه وبناتهن .
5 ـ عمّاته وخالاته .
6 ـ اُمّ زوجته وجدّاتها لاُمّها وأبيها ، وان لم يدخل بها .
7 ـ بنت زوجته المدخول بها .
8 ـ زوجة أبيه وجدّه .
9 ـ زوجة ابنه وحفيده .
10 ـ اُخت زوجته مادام متزوِّجاً اُختها ، حيث لا يجوز الجمع بين الاُختين .
ولو توفّيت زوجته مثلاً ، فهل يحق له أن يتزوّج اُختها؟
ــ نعم يحق له ذلك .
11 ـ اُمّه من الرضاعة وبنات مرضعته ولادة وغيرهنّ مما يحرمن عليه بالنسب حيث يحرم بالرضاع ما يحرم بالنّسب .
هذا ولا يجوز لاَبي الرضيع أن يتزوّج من بنات المرضعة النسبية [ ولا من بنات الرجل الذي شرب طفله من لبنه، السببيات منهنّ والرضاعيات ] علماً بأنّه ليس كل ارضاع يؤدّي الى تحريم بل لابدّ من توفّر شروط عدّة حتى يؤثر الرضاع اثره . من هذه الشروط :
أ ـ أن يكون الارتضاع من الثدي مباشرةً ، لا بالواسطة ، فلا أثر لحليب امرأة اِذا شربه الطفل بالرضّاعات الصناعية مثلاً .
ب ـ عدم تجاوز عمر الرضيع سنتين، فلو رضع أو اكمل الرضاع بعد ذلك فلا أثر له .
ج ـ بلوغ الرضاع حدّاً « ينبت لحم الرّضيع ويشدّ عظمه » ، ومع الشك في حصول هذا الاَثر يُكتفى (برضاع يوم وليلة ) أو (بخمس عشرة رضعة ) واما مع القطع بعدم حصول الاَثر ( انبات اللحم وشدّ العظم) عند هذين التقديرين الزماني والكمي فيراعى الاحتياط حينئذٍ .
ويلاحظ في التقدير الزماني ـ اي اليوم والليلة ـ ان يكون ما يرتضعه الطفل من المرضعة ، هو غذاؤه الوحيد طيلة تلك الفترة بحيث يرتضع منها متى احتاج . فلو مُنع في بعض المدّة أو تناول طعاماً اَخر أو لبناً من مرضعة اُخرى لم يؤثر [ ويُعتبر ان يكون المرتضع في اول المدّة جائعاً ليرتضع كاملاً ويكون في اَخرها مرتوياً].
ويعتبر في التقدير الكمي ـ خمس عشرة رضعة ـ توالي الرضعات ، بان لا يفصل بينها رضاع من امرأة اُخرى وان تكون كل واحد منها رضعة كاملة بان يكون الرضيع جائعاً فيرتضع حتى يرتوي.
وهناك احكام خاصّة بالرضاع فصّلتها كتب الفقه، فراجعها اِن شئت .
لو تزوّج رجل وفق الضوابط المقرّرة في الشريعة الغرّاء؟
ــ حلت له زوجته كما قلت لك ، ووجب عليها تبعاً لذلك أن تمكّن زوجها من نفسها متى شاء فلا يحقّ لها منعه من الاتّصال الجنسي بها اِلاّ لعذر شرعي، كما يحرم على الزّوجة الدائمة أن تخرج من بيتها اِلاّ باِذن زوجها .
ومن الناحية الاُخرى يجب على الزّوج أن ينفق على زوجته الدائمة من الغذاء والمسكن والملبس ما يؤمّن لها المعيشة المناسبة لها بالقياس اليه.
كما لا يحقّ له ترك الاِتّصال الجنسي بها اكثر من أربعة أشهر اِن كانت شابّة اِلاّ برضاها، أو وجود عذر مسوغ له كالضرر والحرج.
واذا لم يبذل الزوج لزوجته نفقتها المستحقّة لها؟
ثبتت لنفقة ديناً في ذمّته، فاذا امتنع عن بذلها مع مطالبتها جاز لها أخذها من ماله دون اِذنه.
هذا وساُضيف فاُعدد لك بعض الاَحكام الهامّة على شكل نقاط محدّدة.
1 ـ يحرم النظر واللمس بتلذّذ جنسي من الرجل للمرأة، بل حتى للطفلة الصغيرة، ومن المرأة للرجل، بل حتى الطفل الصغير، باِستثناء الزوجة والزوج طبعاً، ومن الرجل للرجل حتى للصبي الصغير، ومن المرأة للمرأة حتى للصبيّة الصغيرة.
2 ـ يحرم النظر الى عورة شخص اَخر ذكراً كان أم اُنثى [وان كان صبيّاً مميّزا] عدا الزوج والزوجة طبعاً.
3 ـ يحرم على الرجل النظر الى بدن المرأة الاجنبية وشعرها ما عدا الوجه والكفّين من بدنها فانّه يجوز له النظر اليهما من غير تلذّذ جنسي، كما يحرم على المرأة النظر الى بدن الرجل الاجنبي في غير ما جرت السيرة على عدم الاِلتزام بستره كالرأس واليدين والقدمين فانّه يجوز نظرها الى هذه المواضع من بدنه بلا تلذّذ جنسي.
4 ـ يجوز للرجل النظر الى بدن مماثله من الرجال من دون تلذّذ جنسي، ويجوز للمرأة النظر الى بدن مماثلتها من النساء من دون تلذّذ جنسي، كما يجوز للرجل النظر الى بدن محارمه من النساء من دون تلذّذ جنسي، ويجوز للمرأة النظر الى بدن محارمها من الرجال من دون تلذّذ جنسي باِستثناء العورة من جميع ما ذكر طبعاً.
وعلى ذلك يجوز للرجل ان ينظر من دون تلذّذ جنسي الى بدن اُمّه واُخته وعمّته وخالته وبنت اخيه وبنت اُخته وجدّته.
وزوجة اخيه وبنت عمّه وبنت عمّته وبنت خاله وبنت خالته؟
ــ كلا.. كلا لا يجوز له النظر اليهنّ فانّهن اجنبيات عنه.
قال ذلك أبي وأضاف:
5 ـ يجب على المرأة ان تستر وتغطّي شعرها وجسدها عن كل من لا يجوز له النظر اليها من الرجال الاجانب [بل حتى عن الصبي المميّز اذا امكن ان يثير ذلك شهوته الجنسيّة] ويستثنى من ذلك الوجه والكفّان فانّه يجوز للمرأة ابدائها امام الرجال الاجانب اذا كانت لا تخاف الوقوع في الحرام ولم يكن الاِبداء بداعي ايقاع الرجل في النظر المحرّم واِلاّ حرم الاِبداء في الصورتين.
6 ـ يحق للرجل النظر من دون تلذّذ جنسي الى نساء الكفار والى النساء المتبرّجات المبتذلات اللاتي لا ينتهين عن كشف اجسادهن وشعورهن اذا نهين عن ذلك حيث لا ينفع معهن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7 ـ اذا اراد الرجل الزّواج من امرأة معيّنة واختيارها شريكة لحياته جاز له النظر الى محاسنها كوجهها وشعرها ورقبتها وكفّيها ومعاصمها وساقيها من دون تلذّذ جنسي طبعاً.
قبل اجراء العقد! يجوز له أن ينظر اليها حتى قبل اجراء العقد؟!
ــ نعم يحق له النظر اليها والتحدُّث معها قبل اجراء العقد بل قبل ان يتقدّم بطلب يدها حتى يرى بنفسه جمالها ثم يقرِّر بعد ذلك التقدّم لخطبتها.
8 ـ يحق للطبيب النظر الى جسد المرأة، ولمسه اذا توقّفت معالجتها على اللّمس والنظر. هذا اذا اضطرّت المرأة الى العلاج من مرضها وكان الطبيب الرجل ارفق بعلاجها من الطبيبة، واِلاّ فلتراجع الطبيبة ولا يحقّ لها مراجعة الطبيب.
9 ـ يحق للرجل المسلم أن يتزوّج المرأة الكتابية أقصد المسيحيّة واليهوديّة زواجاً مؤقّتاً.
ولكنها ليست مسلمة ولا مؤمنة فهي لا تعتقد بجواز وحليّة الزواج المؤقّت؟
ــ مع ذلك يجوز الزواج بها زواجاً مؤقّتاً، حتى لو كان دافعها الى الزواج المؤقّت المال وحده.
10 ـ لا يجوز للرجل أن يتزوّج باَكثر من أربع نساء زواجاً دائميّاً. وله الحق في تطليق نسائه متى شاء.
بالمناسبة لم تحدِّثني عن الطلاق.
ــ ساُحدِّثك عنه في حواريّتنا القادمة اِن شاء الله فقد ضاق بنا الوقت الاَن.
حسناً فاِلى الحواريّة القادمة اِن شاء الله، الى حواريّة الطلاق.