33/07/01
تحمیل
الموضوع: حجية العقل
وصل بنا الكلام الى زاوية اخرى من حجية العقل وهو الكلام مع الاخباريين
ومرّ ان حجية العقل لها عدة محتملات بالنسبة لاثبات الاخباريين الحجية لها أو نفيها بل غير الأخباريين
ونتعرض اجمالا لوجوه متعددة وكلها الى حد ما سديدة
وان احد الاقوال لحجية العقل هو ان العقل في البديهيات حجة اما في النظريلات فهو ضمني وقيمته ليست قيمة دليل شرعي بل قيمته قيمة دليل ضمني وهو يشكل قرينة ظنية فقد فليس بمثابة دليل برهاني قطعي
وهذا المبنى اجمالا التزم به صاحب الحداق وقد تبناه السيد الخوئي اجمالا وقد ذكره الميرزا محمد أمين الاسترابادي ومن المعاصرين من تلامذة العلامة الطباطبائي ولو بمثابة تصريح شفهي تبنوه جملة من المشائخ من كبار السن وان الفلسفة الغربية تقريبا تنحو هذا المنحنى من ان البحوث البديهية هي برهانية يقينة اما البحوث النظرية فكلما يتوغل في النطرية توغلا أكثر فهو قد يكون صورة قطع ويقين لكنه ظني
والسيد الخوئي (رحمه الله) في كتابه تفسير البيان استدل على هذا القول بسيرة تاريخية علمية في نفس علم الفلسفة فان نفس مدرسة المشاء قد خالفوها ونقضوها وكذا المدرسة الاشراقية وحتى الحكمة المتعالية فضلا عن الخلافات العريقة بين الاشراق والمشاء أو بينهما وبين الحكمة المتعالية أو بينهم وبين المتكلمين وهلم جرا
بل وأكثر من ذلك فان التسلسل الى مالا نهاية باطل باعتباره تعاقب للوجودات الى ماليس له نهاية وقد اقيمت عليه براهين في محلة ثبت ان تلك البراهين مع انها رياضية فان جملة من هذه البراهين فيها مصادرات ومخدوشة
ولو أراد الباحث المتتبع ان يجرد امثلة على ذلك لايمكنه ان يحصي كثرة البحوث وقوعا من تبدل المباني والآراء بل واختلاف حتى المعاصرين مما يدل على ان المباحث النظرية العقلية في الواقع صورتها صورة اليقين ولكن واقعها ليس هو اليقين بل هو الظن فكلما تبتعد عن البديهي سينتشر الخطأ أكثر وهذا حتى في علم الاصول وعلم الفقه وسنبيّن انها ليست عديمة الثمرة ولكنها ليست براهين
فليس كما قرّبه صاحب الفوائد المدنية وذكره عنه الشيخ الانصاري من ان المواد في علم المنطلق لاطريق للتثبت من كونها برهانية وان كان الشكل يمكن ضبطه وانضباطه بل الآن في البحوث الحديثة العلمية تبين ان نفس الصورة عندما تتعاقب ويتلاحق فيها البحث والاستدلال يدب فيها الخطأ فان الصورة عبارة عن تنظير ومعادلات وطبيعة المعادلات لو كثرت فان الخطأ يدب فيها
وطبعا هذه البحوث النظرية المتوغلة في النظرية هناك طرق بديهية لحلحلتها ولاكتشاف المجهول فيها ولكن ليس ذلك من نصيب كل أحد نعم للمعصوم (عليه السلام) ذلك أو من يرزقه الله تعالى حل المجهولات المتوغلة في ذلك الاّ ان قدرة البشر في الغالب عبارة عن ترامي استدلالات نظرية وغير بديهية متعددة وبكثرة فحينئذ الأدلة كلما ازدادت تراميا وتوغلت في المبحث النظري فانها تبتعد عن البديهة واليقين وتلقائيا تكون درجة التسليم والاذعان لامحالة ظنية ان كانت موضوعية وموزونة وان تجزّم بها المستدل بتجزّم اليقين والقطع
ويدعم هذا القول ان الانسان لدية قدرة ان يجزم حتى بالظن الضعيف بل بالاحتمال المساوي بل حتى بالاحتمال الضعيف فهو جزم ليس على الموازين وقد يتحقق من الانسان فانه جزم على الاحتمال والظن ولكن نزعة الانسان تجعله التسليم به من دون اليقين في المراتب وهذا هو أحد الاقوال وان تبنينا سداده ولكنه لايكشف تمام زوايا البحث في حجية العقل
ونقطة اضفناها الى هذا الاستدلال تتميما لهذا القول انه رغم ان الادلة المتوغلة في النظرية تزداد ضعفا وليس حجيتها حجية اليقين الاّ ان ذلك لايعني ان الدليل الظني العقلي عديم الثمرة
وبعبارة اخرى صناعية سنتبنى ان الدليل العقلي كالدليل الظني ذو مراتب فكما تقدم في بداية القطع ان اليقين ذو مراتب فهنا نقول ان الدليل العقلي وان كان ظنينا الاّ انه ذو مراتب