33/04/27
تحمیل
الموضوع: درجات العلم والحجية
إذا مر بنا في مراتب العلم والحجية ان طبقات الانكشاف ودرجاته ينطرد مع درجات الحجية وان الحجية لها مراتب ونظام مراتب
وفي الحقيقة ان هذا من أهم البحوث وأصعبها ان يلتفت الى مراتب حجية درجات العلم حيث انها ليست على درجة واحدة فحتى العلم الوحياني هو ذو درجات فالوحي الذي يحصل لسيد الانبياء (صلى الله عليه واله) غير الوحي الذي حصل لاولي العزم ومن ثم فوحيه (صلى الله عليه واله) مهيمن على وحيهم في حين انهم يصدّق بعضهم بعضا لكن مع ذلك هذا الوفاق في التصديق لانفرق بين أحد من رسله لايستلزم انه في مستوى واحد فوحيه محكم بالنسبه الى وحيهم وهذا في شأن الوحي فما بالك في العلوم الاخرى غير الوحي فمثلا في احدى السور القرانية ذمت استناد اليهود الى الحس في مقابل المعجزة التي هي علم وحياني وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا أي بالحس
فان مدى الحس محدود بالنسبة الى المعجزة التي هي علم وحياني فهناك طبقات من العلم اليقيني الحصولي أو العياني أو العلم الوحياني وغالب عموم الناس لايميّزون بين بحث طبقات الحجج
وهذا شبيه اشكال الشيخ الانصاري (قده) على المتقدمين من ان اكثرهم يجعلون الاصل العملي في رتبة الدليل الاجتهادي مع انه هناك مراتب فمراتب الأدلة ترجع في الحقيقة الى أصل حجية الحجة لأن كل حجة في مرتبتها حجة والاّ بلحاظ مافوقها فهي تابع لحجية حجة فوقانية
فالكيل بكيل وآحد بالقول ان القطع أو اليقين حجة أو ماشابه ذلك غير صحيح فلابد من الالتفات الى وجود تلك المراتب وذلك النظام وكثير من الشبهات العقائدية والفقهية سببه عدم الالتفات الى مراتب الحجية وهذا أمر بالغ الأهمية والحساسية
فنقطتان مهمتان فيما تقدم: الاولى ان الحجية ليست لنفس القطع، والثانية ان للحجية مراتب ولابد من الالتفات اليها
ومرّت بنا من النقاط انه بحسب مراتب الإنكشاف تختلف حجية العلم فتارة يكون الانكشاف بلحاظ مادونه علّة للحجية وبلحاط مافوقه يكون مقتضي وكذا اليقين له مراتب، فهذه الامور مهمة لابد من الالتفات اليها
النقطة الأخيرة سيأتي في أحد جهات القطع اللاحقة النسبة بين عالم التكوين وعالم الإدراك العقلي ثم عالم الاعتبار العقلائي ثم عالم الاعتبار الشرعي أي أربعة مراحل
العقل العملي والعقل النظري المشهور من مدارس الفلاسفة قبل ابن سينا انهما قوتان وليست قوة واحدة وهو المطابق لبيان الوحي بينما ابن سينا عنده اضطراب في كلامه فاكثر كلامه يميل الى ان العقل العملي عين العقل النظري تأثرا بمسلك الأشعرية والفرق في المدركات وهذا الذي قرأناه في منطق المظفر وفي اصول الفقه والخواجه نصير الدين الطوسي أو الكمباني أو الطباطبائي وهلم جراً وهذا خطأ فاحش من هؤلاء الأعلام فلا أقل من ذكر الأقوال وذلك بسبب تغرير نمط واسلوب ابن سينا حيث تعهد باستعراض مباني المشاء الاّ ماصرح بذلك في حين انه في موارد عديدة استعرض متبيناته التي يخالف بها المشاء من دون ان يشير الى ان هذا خلاف منه مع المشاء وهذا قد غرّ الكثير من بعده وحسبوها انها من مباني المشّاء فتبنوها بينما هي متبنّياة ابن سيناء وهذا يدل على ان طبيعة البشر فيهم جنبة التقليد أكثر من جنبة التحقيق والتدقيق لذا أخذوها من بعده بصورة ارسال المسلمات كما شرحنا ذلك مفصلا في العقل العملي
بينما الصحيح ان العقل العملي والعقل النظري قوّتان بحسب بيانات الوحي العقلية والبرهانية من ان العقل العملي فوق العقل النظري و العقل النظري هو قوة من القوى الخادمة للعقل العملي
وخاصية العقل النظري انه يدرك الحقائق بالوجود والعدم والاثبات والنفي وماقيل من ابن سينا ان العقل النظري ليس من شانه ان يدرك ماينبغي فهذا ليس بتام فان العقل النظري يدرك كل شيئ
فكل من العقل العملي والعقل النظري يدرك كل الواقعيات والفرق بين هاتين القوتين هي ان قوة ادراك العقل النظري هو الوجود والعدم والعمل هو المدح والذم والحسن والقبح
فالعقل العملي ينجذب الى الكمال وينفر من النقص فهو بداية العلم العياني في النفس ونهاية العلم الحصولي في النفس، والعقل العملي محموله العلم العياني وموضوعه قد يكون صورة وهو العلم الحصولي وهو واقع هذه المحمولات
والمراد بالعمل في العقل العملي هو الحقيقة ففي زيارة الامام الحسين (عليه السلام) اللهم اجعل حقيقة ما أقول في قلبي وشريعته في بدني عمل البدن فالعقل العملي هو الحقيقة القلبية وقال الامام الصادق (عليه السلام) الايمان عمل كله أي العمل في القلب يكون حقيقة
فالعلم يهتف بالعمل أي ايجاد الحقيقة الجوهرية في القلب أو الحالة العرضية في القلب أو هيئة في القلب فلابد من تحقق الايجاد ومن مراتبه النازلة هو العمل البدني ودائما العمل هعو الايجاد ولكن تارة الايجاد متصرم وتارة الايجاد ثابت
فطبيعة العقل العملي محموله عمل أي ايجاد وحقيقة فهو يأنس الى المعروف والى الحسن بقلبه ففي الحقيقة العقل العملي والنظري عبارة عن لاقطتان أودعهما الله في الانسان لكن العقل العملي يلتقط الحقائق بلغة واقع النفرة والانجذاب اما النظري فيلتقط بالوجود ولا وجود فانه لايسبح في متن الحقيقة بينما العملي فهو يلج في ذات الحقيقة والواقع
وهذا تمام الكلام في التفرقة
يقع البحث في التجري حسب تسلسل صاحب الكفاية