37/07/19
تحمیل
الموضوع:- مبحث الضد.
هذا ويمكن للشيخ النائيني(قده) أن يجيب ويقول:- إنا افترض بأنّ الضدّين لا ثالث لهما مثل الحركة والسكون ، وأفترض أن المقتضي للحركة يساوي تماماً لمقتضي السكون ، وأنت ماذا قلت أيها المشكل ؟ إنك قلت هذا مستحيلٌ أن يتحقق ، وأنا أقول:- صحيحٌ أنه مستحيلٌ أن يتحقق ولكن ألا يمكن أن نفترض ذلك فإنّ فرض المحال ليس بمحال ، فلو فرضنا وجود مقتضيين متساويين لضدّين لا ثالث لهما فإذا كانت هذه الفرضية ممكنة فحينئذٍ يثبت مطلوبنا.
وإن شئت قلت:- إنّ الشرطية تصدق حتى إذا كان كلا الطرفين أو أحدهما كاذباً ، وهنا توجد عندنا شرطية تقول ( إذا كان هناك مقتضيان متساويان في الدرجة لضدّين لا ثالث لهما فحينئذٍ لا يكون المانع من وجود الضدّ هو الضدّ الآخر وإنما المقتضي المساوي ) وهذه القضية الشرطية صادقة وإن لم يكن المقدّم أو الجزء الأوّل صادق ، من قبيل ﴿ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ﴾ فهذه صادقة ، فهنا أيضاً صادقة ، فلو كان هناك - كما قلنا - مقتضيان متساويان بالشكل المذكور كان المانع من وجود الضدّ ليس وجود الضدّ الآخر لفرض عدم وجوده بل هو المقتضي المساوي وهذه قضية شرطية صادقة ، فإذن هذا الاشكال لا يرد عليه.
نعم الاشكال الذي يرد عليه:- هو أنّ الشيخ قال:- إنه في صورة المساوات بين المقتضيين لا يوجد أحد الضدّين فيكون المانع من وجود الضدّ هو المقتضي المساوي.
ونحن نقول:- هذا صحيحٌ إذا كان المقتضيان متساويين.
ثم أكمل وقال:- وأما إذا كان أحدهما أقوى بأن كان مقتضي البياض أقوى ووجد البياض فالمانع إذن من السواد هو المقتضي الأقوى للبياض وليس نفس البياض.
ونحن نقول:- بل لعلّه هنا يكون البياض هو المانع .
إذن في صورة وجود أحد الضدين - كما لو كان المقتضي لأحدهما أقوى فإنه سوف يوجد أحد الضدّين وهو البياض - هنا نلتزم بأنّ المانع هو نفس وجود البياض وليس المانع من وجود السواد هو المقتضي الأقوى للبياض ، وأمّا إذا لم يوجد شيء من الضدّين - يعني كان المقتضيان متساويين - فالمانع هنا هو المقتضي المساوي ، فنفرّق بين الصورتين هكذا فإنه ما المانع من ذلك.
إذن لابد وأن تبرز شيئاً وأنت لم تبرزه فإذن دليلك هذا لا يكفي.