أنت هنا: الرئيسية أمير المؤمنين سيرة إجباره (ع) على بيعة ابي بكر
 
 


إجباره (ع) على بيعة ابي بكر

البريد الإلكتروني طباعة

إجبار الامام علي (عليه السلام) على بيعة ابي بكر

بعد أن هجم القوم على الدار وتكاثروا على عليّ (عليه السلام)، وضغطوا الزهراء (سلام الله عليها) بين الباب والجدار فكسروا ضلعاً من جنبها وأسقطوا جنيناً من بطنها، انطلقوا بعلي (عليه السلام). قال صاحب رسول الله، سلمان: …وأدخل علي (عليه السلام) ملبباً [ مسكوه من ردائه مما أحاط بالعنق ] يعتلوه عتلاً إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا مني، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني. فانتهره عمر بن الخطاب!! وقال له: بايع. فقال (عليه السلام): وإن لم أفعل؟ قال: إذاً نقتلك ذلاً وصغاراً. قال (عليه السلام): إذن تقتلون عبدالله وأخا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فقال أبوبكر: أما عبدالله فنعم، وأما أخو رسوله فلا نقرّ لك به. فقال (عليه السلام): أتجحدون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آخى بين نفسه وبيني؟ فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات. ثم أقبل عليّ (عليه السلام) عليهم، وقال: يا معاشر المهاجرين والانصار: أنشدكم بالله، أسمعتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه. وفي غزوة تبوك: يا علي! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوّة؟ قال: ولم يدع شيئاً قاله فيه (عليه السلام) علانية للعامة إلا ذكره. فقالوا: اللهم نعم. فعندئذٍ خاف أبوبكر أن ينصروه ويمنعوه، فبادرهم، فقال: كل ما قلته قد سمعناه بآذننا ووعته قلوبنا، ولكن سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول بعد هذا: إنّا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الاخرة على الدنيا، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة. فقال علي (عليه السلام): أما أحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شهد هذا معك؟ فقال عمر: صدق خليفة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قد سمعنا هذا منه كما قال!! وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: صدق، قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فقال عليّ (عليه السلام): لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي قد تعاقدتم عليها في الكعبة: إن قتل الله محمداً أو أماته أن تزووا ـ تنحّوا ـ هذا الامر عنا أهل البيت. فقال أبوبكر: وما علمك بذلك؟ أطلعناك عليها؟ فقال علي (عليه السلام): يا زبير ويا سلمان وأنت يا مقداد أذكركم بالله وبالاسلام، أسمعتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول ذلك لي: إن فلاناً وفلاناً ـ حتى عدّ هؤلاء الخمسة ـ قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟. قالوا: اللهم نعم، قد سمعنا يقول ذلك لك، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم، وإن لم تجد اعواناً فبايعهم واصبر واحقن دمك. فقال علي (عليه السلام): أما والله لو أن أولئك الاربعين رجلاً الذين بايعوني، وفوا لي، لجاهدتكم في الله والله حق جهاده، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة. ثم أشار إلى قبررسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: «يابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء». ثم مدّوا يده وهو يقبضها، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر، وقالوا: بايع، بايع، وصيح في المسجد: بايع، بايع أبوالحسن!!! أقول: فهل هذه بيعة؟!! وعلى ماذا بايع؟؟ وماذا قال في بيعته؟؟ ثم قيل للزبير: بايع الآن، فأبى، فوثب عليه عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في أناس، فانتزعوا سيفه من يده، فضربوا به الارض حتى كسر. فقال الزبير ـ وعمر على صدره ـ : يا ابن صهّاك ـ صهّاك: أمة حبشية ـ أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت ـ أي لعدلت ـ عني، ثم بايع. قال سلمان: ثم أخذوني فوجؤوا عنقي ـ داسوا عنقي بأرجلهم ـ وفتلوا ـ أي لوو ـ يدي، فبايعت مكرها، ثم بايع أبوذر والمقداد مكرهين، وما من الأمّة أحد بايع مكرها غير عليّ وهؤلاء الاربعة.