أنت هنا: الرئيسية أمير المؤمنين سيرة مبيته (ع) في فراش النبي (ص)
 
 


مبيته (ع) في فراش النبي (ص)

البريد الإلكتروني طباعة

مبيت الامام علي (عليه السلام) في فراش النبي (ص)

أخبر جبرئيل (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بان الله عزّ وجل يأمره بالهجرة الى المدينة فدعا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخبره بذلك وقال له: أمرني الله عز وجل أن آمرك بالمبيت في فراشي لكي تخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت صانع؟ فقال: أوَ تسلمنّ بمبيتي يانبي الله؟ قال: نعم. فتبسم ضاحكاً وأهوى الى الارض ساجداً. بات علي (عليه السلام) تلك الليلة في فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) موطّناً نفسه على القتل، وجاءت رجال من قريش لتنفيذ المؤامرة، فلما أرادوا أن يضعوا اسيافهم فيه، وهم لا يشكّون أنه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ايقظوه فرأوه علياً فتركوه وتفرقوا في البحث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقبل ان يهاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اتصل بعلي (عليه السلام) وأمره ان يذهب الى مكة وينادي صارخاً: من كان له قِبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤد إليه أمانته. ثم قال له: انّهم لن يصلوا إليك من الآن ــ يا علي ــ بأمر تكرهه حتى تقدم عليّ، فأدِّ أمانتي على أعين الناس ظاهراً. وبعد ان استقر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة كتب الى علي بن ابي طالب (عليه السلام) كتاباً أمره فيه بالمسير إليه. خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من مكة بركب الفواطم متجهاً نحو المدينة ومعه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، فلحقه جماعة متلثمين من قريش فعرفهم وقال لهم: إني منطلق الى ابن عمي، فمن سرّه أن أفري لحمه وأُهريق دمه فليتبعني أو فليدنُ مني، ثم سار وفي كل مكان ينزل كان يذكر الله مع الفواطم قياما وقعوداً وعلى جنوبهم فلما وصلوا المدينة نزل قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكراً أو انثى بعضكم من بعض) آل عمران: 195 فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الآية عليهم، فالذكر هو علي (عليه السلام)، والأنثى (الفواطم)، ثم قال لعلي (عليه السلام) يا علي أنت أول هذه الامة ايماناً بالله ورسوله وأولهم هجرة الى الله ورسوله وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبك ــ والذي نفسه بيده ــ إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للأيمان، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر.