قنبر بن حمدان ( رضوان الله عليه )
قنبر مولى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) اسم أبيه حمدان ، كنيته أبو همدان ، كان قنبر مجهولاً من حيث حسبه ونسبه ، ولكنه اشتهر بين الناس من حيث مواقفه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ضد أعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) . فهو عند الناس كان مجرد خادم لعلي ولكن عند من كان يعرف قيمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كان قنبر مولاً للحق يتغذى من مناهله ، حيث ربّاه علي ( عليه السلام ) الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : [ أنا مدينة العلم وعلي بابها ] ، فدخل قنبر مدينة العلم من بابها وتربى عند أكرم الخلق عند الله بعد النبي . أصبح قنبر من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، لذلك قال فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان قنبر غلام علي يحب علياً حباً شديداً … . روي أنه في ليلة من الليالي خرج الامام علي ( عليه السلام ) فخرج قنبر على أثره فرآه الإمام فقال له : ما لك يا قنبر ؟ فقال : جئت لأمشي خلفك ، فقال ( عليه السلام ) : ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟ قال : لا بل من أهل الأرض ! فقال ( عليه السلام ) : إن أهل الأرض لا يستطيعون شيئاً إلا بإذن الله . نعم هكذا كان الإمام يربي قنبر الذي كان يتبعه اتباع الفصيل إثر أمه ، كما هي العادة عند من أخلص الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) . كان ملازماً للامام علي ( عليه السلام ) منفّذاً لأوامره ، وذُكر أنّه كان من السابقين الذين عرفوا حقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وثبتوا على الذود عن حقّ الولاية. تولى بيت المال في الكوفة في خلافة الإمام علي (عليه السلام) ، ووقف إلى جانبه في الملمات فشاركه حرب صفين . دفع إليه الإمام (عليه السلام) لواءً يوم صفّين في قبال غلام عمرو بن العاص الذي كان قد رفع لواءً . قال الشيخ محمَّد حرز الدين : (كان قنبر رجلاً عابداً ورعاً ، عارفاً متكلّماً لسناً ، تولى خدمة أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان يحبّه حبّاً شديداً) . استدعاه الحجّاج وأمر بقتله ، بسبب وفائه وعشقه الصادق الخالص للإمام علي (عليه السلام) ، وكان عند استشهاده يتلو آيةً من القرآن الكريم أخزى بها الحجّاج وأضرابه.