أنت هنا: الرئيسية أمير المؤمنين اصحاب مسلم المجاشعي ( رضوان الله عليه )
 
 


مسلم المجاشعي ( رضوان الله عليه )

البريد الإلكتروني طباعة

مسلم المجاشعي ( رضوان الله عليه )

كان يعيش في المدائن أيّام واليها حُذيفة بن اليمان ، وبعد قتل عثمان وبقاء حذيفة والياً عليها بأمر الإمام علي ( عليه السلام ) ، قرأ حذيفة على الناس رسالة الإمام ( عليه السلام ) ، ودعاهم إلى بيعته متحدّثاً عن عظمته . لمّا بايع الناس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، طلب مسلم المجاشعي من حذيفة أن يحدّثه بحقيقة ما كان قد جرى ، ففعل فأصبح مسلم من الموالين للإمام ( عليه السلام ) ، ورسخ حبّ الإمام في قلبه حتى قال ( عليه السلام ) فيه يوم الجمل : إنّ الفتى ممّن حشى الله قلبه نوراً وإيماناً . في المناقب للخوارزمي عن مجزأة السدوسي ـ في ذكر أحداث حرب الجمل ـ : لمّا تقابل العسكران : عسكر أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وعسكر أصحاب الجمل ، جعل أهل البصرة يرمون أصحاب علي بالنبل حتى عقروا منهم جماعة ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ، إنّه قد عقرنا نبلهم فما انتظارك بالقوم ؟! فقال علي : اللهمّ إنّي اُشهدك أنّي قد أعذرت وأنذرت ، فكن لي عليهم من الشاهدين . ثمّ دعا علي بالدرع ، فأفرغها عليه ، وتقلّد بسيفه واعتجر بعمامته واستوى على بغلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ دعا بالمصحف فأخذه بيده ، وقال : يا أيّها الناس ، من يأخذ هذا المصحف فيدعو هؤلاء القوم إلى ما فيه ؟ قال : فوثب غلام من مجاشع يقال له : مسلم ، عليه قباء أبيض ، فقال له : أنا آخذه يا أمير المؤمنين . فقال له علي : يا فتى إنّ يدك اليمنى تقطع ، فتأخذه باليسرى فتقطع ، ثمّ تضرب عليه بالسيف حتى تقتل ؟ فقال الفتى : لا صبر لي على ذلك يا أمير المؤمنين . قال : فنادى علي ثانية ، والمصحف في يده ، فقام إليه ذلك الفتى وقال : أنا آخذه يا أمير المؤمنين . قال : فأعاد عليه على مقالته الاُولى ، فقال الفتى : لا عليك يا أمير المؤمنين ، فهذا قليل في ذات الله ، ثمّ أخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم ، فقال : يا هؤلاء ، هذا كتاب الله بيننا وبينكم . قال : فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها ، فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله ، فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل رحمة الله عليه . وكانت شهادته ( رضوان الله عليه ) سنة 36 هـ .