ظَمِئَ الشِّعرُ أم جَفاك الشُّعورُ |
كيف يَظمأ مَن فِيهِ يَجرِي الغَدِيرُ |
كيف تَعنُو للجدبِ أغرَاس فكرٍ |
لعليٍّ بِها تَمُتُّ الجُذورُ |
نبتتْ بين نهجِهِ ورَبيع |
من بنيه غمر العَطَاءِ البذورُ |
وسقاها نبع النبيِّ وهل بع |
د نَميرِ القُرآن يَحلُو نَميرُ |
فزهتْ واحةٌ ورفَّتْ غُصُونٌ |
بِرَعمٌ ونمَّتْ عُطُورُ |
وَأَعدَّتْ سلالها للقِطافِ ال |
غضِّ مِنَّا قرائحٌ وثُغُورُ |
هَكَذَا يَزدَهِي رَبِيعُ عَلِيٍّ |
وتُغَنِّي عَلَى هَوَاهُ الطيُورُ |
شَرِبَتْ حبَّه قُلوبُ القوافي |
فَانْتَشَتْ أحرفٌ وجُنَّتْ شُطورُ |
وتلاقَى بِهَا خَيَالٌ طَرُوبٌ |
وَرُؤَىً غَضَّةٌ وَلفظٌ نَضيرُ |
ظاميءَ الشعر ههنا يولد الشع |
رُ وتنمو نُسورُهُ وتطيرُ |
ههنا تنشر البلاغة فرعي |
ها فَتَستَاقُ مِن شَذَاهَا الدُّهُورُ |
هَدَرَتْ حوله بِكُوفَان يوماً |
ثمَّ قَرَّتْ وما يَزالُ الهَديرُ |
وسيبقى يهُزُّ سَمعَ اللَّيالِي |
مَنبَرٌ مِن بَيانِهِ مَسحُورُ |
تتلاقى الأفهام من حوله شتَّ |
ى ففهْمٌ عادٍ وفهمٌ نصيرُ |
ويعودون لا العَدوُّ قَليلُ ال |
زَّادِ منه ولا الصَّديقُ فَقِيرُ |
ظَاميء الشِّعر هَهُنا الشِّعر والفنُّ |
وصوتٌ سمح البَيَان جهيرُ |
بِدعَةُ الشِّعر أَن تَشُوب الغدير ال |
عذب في أَكْؤُسِ القَصِيد البُحورُ |
وعليٌّ إشراقَةُ الحُبِّ لو شي |
ب بسود الأحقاد كادتْ تُنِيرُ |
أيَّها الصَّاعد المغذُّ مع النَّج |
م هَنيئاً لكَ الجنَاحُ الخَبيرُ |
قَد بَهرتَ النُّجُومَ مَجداً وإِشعا |
عاً وإنْ ظُنَّ أنَّكَ المَبهُورُ |
وبلغتَ المَرمى وإن فُلَّ ريشٌ |
وانطَوَى جَانحٌ عليه كَسِيرُ |
وملأتَ الدُّنيا دويّاً فَلا يُس |
مَعُ إلاَّ هتافُها المَخمُورُ |
فَقُلُوبٌ على هَواكَ تُغنِّي |
وَأَكُفٌّ إِلى عُلاكَ تُشيرُ |
حِيَلٌ للخلود قَامَرَ فِيها |
لاعِبِيهِ وَالرَّابحُ المَقمُورُ |
وَسَيبقَى لكَ الخُلود وللغا |
فِين في نَاعِمِ الحَريرِ الغمُورُ |
وَسَتَبنِي لَكَ الضَّمائِرُ عُشّاً |
ولدنيا سِواكَ تُبنَى القُصُورُ |
وَسَتبقى إِمَام كُل شَريدٍ |
لَزَّهُ الظُّلم واجتَوَاه الغُرُورُ |
وَسَيجري بمَرج عذراءَ من حج |
رِكَ نحرٌ تَقفُو سَنَاهُ النُّحورُ |