لذلك ما اختاره ربُّهُ |
لخير الأنام وَصيّاً ظهيرا |
فقام بخُمٍّ بحيثُ الغديرُ |
وحطَّ الرحالَ وعافَ المسيرا |
وقُمَّ له الدوحُ ثمَّ ارتقى |
على منبرٍ كان رحلاً وكورا |
ونادى ضحىً باجتماع الحجيجِ |
فجاءوا إليه صغيراً كبيرا |
فقال وفي كفِّه حيدرٌ |
يُليحُ إليه مُبيناً مُشيرا |
ألا إنَّ من أنا مولىً لهُ |
فمولاه هذا قَضاً لن يجورا |
فهل أنا بلّغتُ قالوا نعم |
فقال اشهدوا غُيَّباً أو حضورا |
يبلّغ حاضرُكمْ غائباً |
وأُشهد ربِّي السميعَ البصيرا |
فقوموا بأمر مَليكِ السما |
يبايعْهُ كلٌّ عليه أميرا |
فقاموا لبيعته صافقينَ |
أكفّاً فأوجس منهم نكيرا |
فقال إلهيَ والِ الوليَّ |
وعادِ العدوَّ له والكفورا |
وكن خاذلاً للأُلى يخذلون |
وكن للأُلى ينصرون نصيرا |
فكيف ترى دعوة المصطفى |
مجاباً بها أو هباءً نثيرا |
أُحبّك يا ثانيَ المصطفى |
ومن أشهدَ الناسَ فيه الغديرا |
وأشْهدُ أنَّ النبيَّ الأمينَ |
بلّغ فيك نداءً جهيرا |
وأنَّ الذين تعادَوا عليك |
سيُصلَون ناراً وساءت مصيرا |