هل بعد مفترق الاظعان مجتمع |
أم هل زمان بهم قد فات يرتجع |
تحملوا تسع البيداء ركبهم |
ويحمل القلب فيهم فوق ما يسع |
مغربي هم والشمس قد ألفوا |
ألا تغيب مغيبا حيثما طلعوا |
شاكين للبين أجفانا وأفئدة |
مفجعين به أمثال ما فجعوا |
تخطو بهم فاترات في أزمتها |
أعناقها تحت إكراه النوى خضع |
الليل بعدهم كالفجر متصل |
ما شاء والنوم مثل الوصل منقطع |
أهذي قضايا رسول اللّه مهملة |
غدرا وشمل رسول اللّه منصدع |
والناس للعهد ما لاقوا وما قربوا |
وللخيانة ما غابوا وما سعوا |
وآله وهم آل الإله وهم |
رعاة ذا الدين ضيموا بعده ورعوا |
ميثاقه فيهم ملقى أمته |
مع من بغابهم وعاداهم له شيع |
تضاع بيعته يوم الغدير لهم |
بعد الرضا وتحاط الروم والبِيَعُ |
مقسمين بأيمان هم جذبوا |
ببونها وبأسياف هم طبعوا |
ما بين ناشر حبل أمس أبرمه |
تعد مسنونة من بعده البدع |
وبين مقتنص بالمكر يخدعه |
عن آجل عاجل حلو فينخدع |
وقائل لي علي كان وارثه |
بالنص منه فهل أعطوه أم منعوا |
فقلت كانت هنأت لست اذكرها |
يجزي بها اللّه أقواما بما صنعوا |
ابلغ رجالا إذا سميتهم عرفوا |
لهم وجوه من السجناء تمتقع |
توافقوا وقناة الدين مائلة |
فحين قامت تلاحوا فيه واقترعوا |
أطاع أولهم في الغدر ثانيهم |
وجا ثالثهم يقفو ويتبع |
قفوا على نظر في الحق نفرضه |
والعقل يفصل والمحوج ينقطع |
بأي حكم بنوه يتبعونكم |
وفخركم أنكم صحب له تبع |
وكيف ضاقت على الاهلين تربته |
وللأجانب من جنبيه مضطجع |
وفيم صيرتم الإجماع حجتكم |
والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا |
واسألهم يوم خم بعد ما عقدوا |
له الولاية لم خانوا ولم خلعوا |
قول صحيح ونيات بها نغل |
لا ينفع السيف صقل تحته طَبَعُ |
إنكارهم يا أمير المؤمنين لها |
بعد اعترافهم عار به ادرعوا |
ونكثهم بك ميلا عن وصيتهم |
شرع لعمرك ثان بعده شرعوا |
جاهدت فيك بقولي يوم تختصم |
الابطال اذ فات سيفي يوم تمتصع |
إن اللسانَ لوصّالٌ إلى طرق |
في القلب لا تهتديها الذُبّلُ الشُّرُعُ |
ما زلت مذ يفعتْ سنّي ألوذ بكم |
حتى محا حقُّكمْ شكّي وأنتجع |
سلمان فيها شفيعي وهو منك إذا |
الآباء عندك في أبنائهم شفعوا |
فكن بها منقذا من هول مطلعي |
غدا وأنت من الأعراف مطّلِعُ |
سولت نفسي غرورا إن ضمنت لها |
أنى بذخر سوى حبِّيك انتفع |