حَمران بن أعين ( رضوان الله عليه )
كان حمران بن أعين من أصحاب الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وكان من أعيان العلماء وأجلاء الرواة ، وكان من العارفين بالحق ، والصادعين بأمر الله تعالى .
مكانته العلمية :
كان حمران من كبار العلماء الذين حملوا رسالة الإسلام ، ووقفوا على دقائقها ، وقد أخذ علومه من أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين هم معدن العلم والحكمة ، وخزائن الوحي . وتتلمذ عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ومن بعده لازم الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وأخذ الكثير من علومه . وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) يُدلِل على وُفُورِ علمه وفضله . وروي أن رجلاً من أهل الشام وفد على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليمتحنه ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( ما حاجتك ؟ ) ، فقال الشامي : بلغني أنك عالم بكل ما تُسأل عنه ، فصرت إليك لأناظرك ، فتبسم الإمام (عليه السلام) وقال له : ( بماذا ؟ ) ، فقال الشامي : في القرآن ، وقطعه ، وإسكانه ، وخفضه ، ونصبه ، ورفعه ، فالتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى حمران وقال له : ( دونك الرجل ) ، فثار الشامي وقال : إنما أريدك أنت لا حمران ، فقابله الإمام ( عليه السلام ) ببسمات فياضة بالبشر قائلاً : ( إن غلبت حمران فقد غلبتني ) ، فجاء الشامي إلى حمران ( رضوان الله عليه ) ، فجعل يسأله عن مسائل كثيرة ، وحمران يجيبه ، فلما فرغ من السؤال التفت الإمام ( عليه السلام ) إلى الشامي وقال له : ( كيف رأيته ؟ ) ، فقال الشامي : رأيته حاذقاً ، ما سألته عن شيء إلا أجابني . وهذا ما يكشف عن سعة علومه ومعارفه . يقول أبو غالب الرازي : كان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم ، وكان أحد حملة القرآن القراء . فقد كان حمران في طليعة علماء عصره ، وقد ساهم في نشر الوعي الثقافي والعلمي في ذلك العصر .
منزلته عند الأئمة ( عليهم السلام ) :
لقد كانت لحمران منزلة كريمة عند الأئمة ( سلام الله عليهم ) ، وقد أُثِرَت عنهم كثير من الإشادة به ، وفيما يلي بعضها : 1 - قال فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( حمران مؤمن من أهل الجنة ، لا يرتاب أبداً لا والله ) . 2 - روي أن حمران طلب من الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن يخبره من هو ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة ) . وروى الكشي في رجاله طائفة من الأخبار تدلل على سمو مكانته وعظيم منزلته عند أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لا يسعنا المجال لذكرها . وكان حمران يكنُّ في أعماقه أعظم الولاء والحب للأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) ، ويقول الرواة : إنه كان إذا جلس مع أصحابه فلا يخوض حديثاً لا يتناول فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) فإن خلطوا ذلك بغيره ردهم إليه ، فإن أبوا تركهم وانصرف عنهم . وكان حقاً هذا منتهى الولاء والحب .
وفاته :
توفي حمران بن أعين ( رضوان الله عليه ) حوالي سنة ( 130 هـ ) .