مدرسته (ع) الفكرية

البريد الإلكتروني طباعة

مدرسة الامام الصادق (عليه السلام) الفكرية

تتّخذ الآراء الدينية اتّجاهاً فلسفياً إلا عند الفاطميّين، ذلك أن انتشار العلم في ذلك الحين أطلق روح البحث والاستقصاء، وأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل مجتمع من المجتمعات، والجدير بالذكر أن زعامة تلك الحركة الفكرية إنّما وجدت في تلك المدرسة التي ازدهرت في المدينة، والتي أسّسها حفيد عليّ بن أبي طالب المسمّى بالإمام جعفر والملقّب بالصادق، وكان رجلاً بحّاثة ومفكراً كبيراً جيّد الإلمام بعلوم ذلك العصر، ويعتبر أول من أسّس المدارس الفلسفية الرئيسية في الإسلام.

ولم يكن يحضر محاضراته أولئك الذي أسّسوا فيما بعد المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها الفلاسفة وطلاّب الفلسفة من الأنحاء القصيّة، وكان الإمام الحسن البصري موسّس المدرسة الفلسفية في مدينة البصرة، وواصل بن عطاء مؤسّس مذهب المعتزلة من تلاميذه، الذين نهلوا من معين علمه الفيّاض، وقد عرف واصل والإمام العلوي بدعوتهما إلى حرية إرادة الإنسان.

وأما حكمه وقصار كلمه، فلاحظ تحف العقول، وأمّا رسائله فكثيرة منها رسالته إلى النجاشي والى الأهواز، ومنها: رسالته في شرائع الدين نقلها الصدوق في الخصال، ومنها: ما أملاه في التوحيد للمفضّل بن عمر، إلى غير ذلك من الرسائل التي رسمها بخطّه. ونقتطف من وصاياه وكلماته الغزيرة وصيّة واحدة، وهي وصيته لسفيان الثوري: «الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه.

إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه».