وبعدها جاء جبريل يأمره |
بان يجاهر بالاسلام مجريها |
وقال فاصدع بامر الله انك |
مبعوث لتدعو اليه الناس تهديها |
انذر عشيرتك الدنيا بشرعتك |
الغر واظهر لها اسنى معانيها |
ومذ تبلغ امر الله هم به |
بهمة ما اعتدا الكفار يثنيها |
ولم يجد عضدا كي يستعين به |
على مجاهرة قد كان خاشيها |
الا العلي فناداه واخبره |
ببغية حسب امر الله باغيها |
وقال هيي لنا في الحال مادبة |
وليتقنن لها الالوان طاهيها |
فرجل شاة على صاع الطعام |
واعساس لها اللبن النوقي يمليها |
وادع الهواشم باسمي كي اشافهها |
بأمر ربي باري وباريها |
قام العلي بأمر المصطفى ودعا |
الى وليمته اكرم بداعيها |
ابنا هاشم هم كانوا عشيرته |
ولم يكن فيهم الا ملبيها |
وعدهم كان عند الاربعين وهم |
رجالة العرب في احصا محصيها |
هذي عشيرة طه بل قرابته |
الدنيا التي كان للاسلام راجيها |
واذ اتته تلقاها على رحب |
ببشره وانثنى صفوا يحييها |
حتى اذا ما استوى فيها المقام لها |
مد السماط وفيه ما يشهيها |
فاقبلت ورسول الله يخدمها |
على الطعام ويعنى كي يهنيها |
حتى اذا اكلت ذاك الطعام ومن |
البانه سقيت والله كافيها |
ظل الطعام كما قد كان وهو وايم |
الله ما كان يكفي مستجيعيها |
وتلك معجزة للمصطفى وبها |
قام العلي وعنه نحن نرويها |
وثمة ابتدر القوم الرسول بذكرى |
يمن بعثته يبدي خوافيها |
واذ ابو لهب في الحال قاطعه |
وموه الحق بالتضليل تمويها |
وقال يا ناس طه جاء يسحركم |
بذا الطعام احذروا الاضلال والتيها |
هيا انهضوا ودعوه ان يغش نفوس |
الغير في هذه الدعوى ويصبيها |
وهكذا ارفض ذاك الاجتماع وانفس |
الجمع داجي الكفر غاشيها |
وعاد طه الى تكرار دعوته |
وكان حيدرة المقدام راعيها |
حتى اذا اجتمعت للاكل ثانية |
على الخوان انثنى طه يفاهيها |
فقال ما جا قبلي قومه احد |
بمثلما جئت من نعما اسديها |
لكم بها الخير في دنيا واخرة |
اذا انضويتم الى زاهي مغانيها |
فمن يوازرني منكم فذاك اخي |
وذاك يخلفني في رعي ناميها |
فلم يجد من لبيب راح مقتنعا |
بصدق بعثته او راح راضيها |
وكلما ازداد تبيانا لبعثته |
الزهرا زادته تكذيبا وتسفيها |
وثم ابو لهب ناداه : ويلك لم |
يجئ فتى قومه ما جئتنا ايها |
تبت يداه فان الجهل توهه |
والكفر في دركات النار تتويها |
وكرر المصطفى اقواله علنا |
وقد توسع انذارا وتنبيها |
فما راى غير الباب محجرة |
هيهات ليس يلين النصح قاسيها |
وانفسا عن كتاب الله معرضة |
والكفر قد كان والاشراك معميها |
واحجمت كلها عن فيض رحمته |
مع يمن دعوته فالكل ابيها |
الا العلي فنادى دونها : فانا |
نعماك يا هادي الاكوان باغيها |
نادى ان اجلس ثلاثا وهو يعرض |
دعواه على القوم يبغي مستجيبيها |
حتى اذا بات مأيوسا ومنزعجا |
من الهواشم معيى عن ترضيها |
عنها تولى الى حيث العلي منوها |
به بين ذاك الجمع تنويها |
وكان ماسكه من طوق رقبته |
يقول : هذا لها والله يحميها |
وقال هذا اخي ذا وارثي وخلي |
فتى على امتي يحمي مراعيها |
وقال فرض عليكم حسن طاعته |
بعدي وامرته ويل لعاصيها |
فارفض جمعهم والهز اخذهم |
الى الغواية في ادجى دياجيها |
وهم يقولون احكام الغلام علي |
يا ابا طالب كن من مطيعيها |
كذاك حيدرة ماشى النبوة مذ |
نادى بها المصطفى لبى مناديها |
وشارك المصطفى من يوم ان وضع |
الاساس حتى انتهت عليا مبانيها |