ينظم في حديث بدء الدعوة

البريد الإلكتروني طباعة

الشاعر السيد اسماعيل الحميري
ينظم في حديث بدء الدعوة

وبعدها جاء جبريل يأمره بان يجاهر بالاسلام مجريها
وقال فاصدع بامر الله انك مبعوث لتدعو اليه الناس تهديها
انذر عشيرتك الدنيا بشرعتك الغر واظهر لها اسنى معانيها
ومذ تبلغ امر الله هم به بهمة ما اعتدا الكفار يثنيها
ولم يجد عضدا كي يستعين به على مجاهرة قد كان خاشيها
الا العلي فناداه واخبره ببغية حسب امر الله باغيها
وقال هيي لنا في الحال مادبة وليتقنن لها الالوان طاهيها
فرجل شاة على صاع الطعام واعساس لها اللبن النوقي يمليها
وادع الهواشم باسمي كي اشافهها بأمر ربي باري وباريها
قام العلي بأمر المصطفى ودعا الى وليمته اكرم بداعيها
ابنا هاشم هم كانوا عشيرته ولم يكن فيهم الا ملبيها
وعدهم كان عند الاربعين وهم رجالة العرب في احصا محصيها
هذي عشيرة طه بل قرابته الدنيا التي كان للاسلام راجيها
واذ اتته تلقاها على رحب ببشره وانثنى صفوا يحييها
حتى اذا ما استوى فيها المقام لها مد السماط وفيه ما يشهيها
فاقبلت ورسول الله يخدمها على الطعام ويعنى كي يهنيها
حتى اذا اكلت ذاك الطعام ومن البانه سقيت والله كافيها
ظل الطعام كما قد كان وهو وايم الله ما كان يكفي مستجيعيها
وتلك معجزة للمصطفى وبها قام العلي وعنه نحن نرويها
وثمة ابتدر القوم الرسول بذكرى يمن بعثته يبدي خوافيها
واذ ابو لهب في الحال قاطعه وموه الحق بالتضليل تمويها
وقال يا ناس طه جاء يسحركم بذا الطعام احذروا الاضلال والتيها
هيا انهضوا ودعوه ان يغش نفوس الغير في هذه الدعوى ويصبيها
وهكذا ارفض ذاك الاجتماع وانفس الجمع داجي الكفر غاشيها
وعاد طه الى تكرار دعوته وكان حيدرة المقدام راعيها
حتى اذا اجتمعت للاكل ثانية على الخوان انثنى طه يفاهيها
فقال ما جا قبلي قومه احد بمثلما جئت من نعما اسديها
لكم بها الخير في دنيا واخرة اذا انضويتم الى زاهي مغانيها
فمن يوازرني منكم فذاك اخي وذاك يخلفني في رعي ناميها
فلم يجد من لبيب راح مقتنعا بصدق بعثته او راح راضيها
وكلما ازداد تبيانا لبعثته الزهرا زادته تكذيبا وتسفيها
وثم ابو لهب ناداه : ويلك لم يجئ فتى قومه ما جئتنا ايها
تبت يداه فان الجهل توهه والكفر في دركات النار تتويها
وكرر المصطفى اقواله علنا وقد توسع انذارا وتنبيها
فما راى غير الباب محجرة هيهات ليس يلين النصح قاسيها
وانفسا عن كتاب الله معرضة والكفر قد كان والاشراك معميها
واحجمت كلها عن فيض رحمته مع يمن دعوته فالكل ابيها
الا العلي فنادى دونها : فانا نعماك يا هادي الاكوان باغيها
نادى ان اجلس ثلاثا وهو يعرض دعواه على القوم يبغي مستجيبيها
حتى اذا بات مأيوسا ومنزعجا من الهواشم معيى عن ترضيها
عنها تولى الى حيث العلي منوها به بين ذاك الجمع تنويها
وكان ماسكه من طوق رقبته يقول : هذا لها والله يحميها
وقال هذا اخي ذا وارثي وخلي فتى على امتي يحمي مراعيها
وقال فرض عليكم حسن طاعته بعدي وامرته ويل لعاصيها
فارفض جمعهم والهز اخذهم الى الغواية في ادجى دياجيها
وهم يقولون احكام الغلام علي يا ابا طالب كن من مطيعيها
كذاك حيدرة ماشى النبوة مذ نادى بها المصطفى لبى مناديها
وشارك المصطفى من يوم ان وضع الاساس حتى انتهت عليا مبانيها