حميدة المصفَّاة ( رضوان الله عليها )
أم الإمام الكاظم ( عليه السلام )
اسمها ولقبها :
قد اتفق المؤرخون وأصحاب السير على أن اسمها حميدة ، واختلفوا في ما لُقِّبت به .
فبعضهم لقبها بـ( المصفَّاة ) ، وآخرون بـ( البربرية ) ، وبـ( الأندلسية ) .
ففي عيون أخبار الإمام الرضا ( عليه السلام ) : وأمه – للإمام الكاظم ( عليه السلام ) – أم ولد يقال لها حميدة ، وهي أم أخويه إسحاق ومحمد ابنَي جعفر .
سيرتها :
كانت حميدة من التقيات ، الورعات ، الثُّقات ، العارفات ، حتى أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال في حقها : ( مصفاة من الأدناس ، كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أُدِّيَت إليَّ كرامة من الله والحجة من بعدي ) .
وفي عيون أخبار الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كان كلما أراد تقسيم حقوق أهل المدينة أعطاها لأمه أم فروة ، وزوجته حميدة المصفَّاة ) .
وهذا دليل واضح على وثاقتها ، واعتماد الإمام الصادق ( عليه السلام ) عليها.
زواجها من الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
روى الأصحاب عدَّة روايات تتعلق بكيفية شرائها ، وزواجها من الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
فروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عندما دخلت عليه قال لها :
ما اسمك ؟
قالت : حميدة .
فقال : حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، أخبريني عنك أَبِكرٌ أَم ثَيِّبٌ ؟
فقالت : بِكرٌ .
قال : كيف ، ولا يقع في يد النخَّاسين شيء إلا أفسدوه !؟
قالت : كان يجيء فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة ، فيسلِّط الله عليه رجلاً أبيضَ الرأس واللحية ، فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني .. .
فقال : يا جعفر ، خذها إليك ، فولدت له خير أهل الأرض الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) .
وفاتها :
لم نعثر على تاريخ وفاتها ( رضوان الله عليها ) في كتب السير والتراجم ، إلا أن الثابت لدينا أنها عاصرت ثلاث أئمة من الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) .
وهم : الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، والإمام الصادق ( عليه السلام ) ، والإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
وروت عن زوجها الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكذلك عن الصحابي أبي بصير ( رضوان الله عليه ) .