أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الرسول الأعظم اسراؤه ومعراجه (ص)
 
 


اسراؤه ومعراجه (ص)

البريد الإلكتروني طباعة

اسراء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعراجه

( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتـنا إنه هو السميع البصير ) ــ الاسراء: 1. الاسراء، والسري: السير بالليل. والمسجد الاقصى: بيت المقدس. والقصي: البعيد، وسمي أقصى: لكونه أبعد مسجد عن مكة حيث المسجد الحرام والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه من المخاطبين. أن الروايات المأثورة المرويّة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تصرّح بوقوع الاسراء مرّتين، وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه: ( ولقد رآه نزلة أخرى ). واختلف المؤرخون في كيفية الاسراء، فقيل كان إسراءه (صلى الله عليه وآله وسلم) بروحه وجسده من المسجد الحرام الى بيت المقدس. ثم، ومنه الى السماوات العلى، وعليه الاكثرية. وقيل: كان بروحه وجسده من المسجد الحرام الى بيت المقدس، ثم بروحه من بيت المقدس الى السماوات، وعليه جماعة. وقيل: كان بروحه (عليه السلام) وهو رؤيا صادقة أراها الله نبيه، ونسب ذلك الى بعضهم. لكن المتأمّل الى آية الاسراء الكريمة ينكشف له أن الله سبحانه أسرى بشخص الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس بروحه مجرّدة عن الجسد، فالآية صريحة في دلالتها أن الله اسرى بعبده، وليس بروحه. كما أنه إسراء وليس رؤيا صادقة كما يدّعي البعض. وكان الغرض من الاسراء رؤية بعض الآيات الالهيّة الكبيرة العظيمة ( لنريه من آياتنا... ) و ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ـ النجم: 18 ـ إضافة الى ذلك فإن هذه المعجزة الكريمة تزيد من ثبات المؤمنين وإيمانهم بقدرة الله سبحانه. وبنفس الوقت زعزعت ضعاف الايمان ومن في نفوسهم مرض فارتدّوا عن الاسلام، ولم يثبت إلا من ثبت الايمان في نفوسهم... وبهذه الطريقة عرف من ارتدّ عن الاسلام ومن لم يثبت الايمان في قلبه . جاء في الميزان: ذكر في امالي الصدوق بسنده عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام)، قال: لما أُسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس، وعرض عليه محاريب الانبياء وصلّى بها، وردّه (الى مكة) .

أما المعراج:

المَعْرَج: المَصْعَد; الطريق الذي تصعد فيه الملائكة. لقد حدث المعراج في نفس الليلة التي حدث فيها الاسراء. من المسجد الاقصى الى السماوات العلى، وهي معجـزة كبيرة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فقد سخّـر الله سبحانه وتعالى لنبـيّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) البراق...فارتفع به ومعه جبرئيل ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه تعالى ... وقد تحدّثت سورة النجم عن هذه المعجـزة الكبرى: بسم الله الرحمن الرحيم ( والنجم إذا هوى * ماضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علـّمه شديد القوى * ذو مرّة فاستوى * وهو بالافق الاعلى * ثم دنا فـتدلّى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذّب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنـّة المأوى * إذ يغشى السّدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربّه الكبرى ) / االنجم / 1 ـ 18.