دفن الامام الحسين (عليه السلام) وباقي شهداء الطف
بقيت الجثث الزاكيات مطرّحة في ميدان المعركة، فهنا يربض جسد الحسين (عليه السلام)، وهناك يمتد جثمان أخيه أبي الفضل العباس ( عليه السلام )، وهنا تتحلق نجوم من أجساد آل أبي طالب وترقد جثمان كواكب الأنصار، فهم متناثرون يملأون أرض المعركة فكانت بهم سماء، وكانوا فيها أنجماً. مضى ركب السبايا وغاب في الصحراء، وبقي خيال الشعراء يرسم بقوافيه لوحة الطف الحمراء، ويفيض بمشاعر الحزن واللوعة ويذكي روح الكفاح والثورة، لنستمع إلى ما يقوله أحد الشعراء حول مصرع الحسين ( عليه السلام ):
جاؤوا برأسك يا ابن محمد |
مترملاً بدمائه ترميلا |
وكأنما بك يا ابن بنت محمد |
قتلوا جهاراً عامدين رسولا |
قتلوك عطشاناً ولمّا يرقبوا |
في قتلك التأويل والتنزيلا |
ويكبّرون بأن قُتلت وانما |
قتلوا بك التكبير والتهليلا |