أنت هنا: الرئيسية أهل البيت سيرة الأمام علي بن موسى الرضا الامام (ع) وولاية العهد
 
 


الامام (ع) وولاية العهد

البريد الإلكتروني طباعة

الامام الرضا (عليه السلام) وولاية العهد

وجّه الخليفة المأمون العباسي دعوته إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، وطلب منه المسير من المدينة المنورة الى خراسان (مقر الخلافة)، فاستجاب لذلك مكرهاُ.

لقد كان في تصور المأمون، أن المخرج من الازمة السياسية التي أحاطت به هو مخاطبة الإمام (عليه السلام)، بقبول ولاية العهد والمشاركة في إدارة شؤون الدولة، لكي يستطيع المأمون من ضم قوى المعارضة وجمع جناحي القوة ـ العلوية والعباسية ـ بيده. دعا المأمون الإمام (عليه السلام) وعرض عليه قبول ولاية العهد، فامتنع فقال له قولاُ شبيهاُ بالتهديد، ثم قال له: إنّ عمر جعل الشورى في ستة أحدهم جدّك، وقال من خالف فاضربوا عنقه، ولابد من قبول ذلك، فاجابه الإمام (عليه السلام) الى ذلك على أن؛ لا يامر، ولاينهى، ولا يولي، ولا يعزل، ولا يتكلم بين اثنين في حكم، ولا يغيّر شيئاُ هو قائم على أصوله. إن المتأمل للأوضاع السياسية المضطربة آنذاك يدرك أن الإمام كان على علم بالخطة السياسية للمأمون، وأنه لم يكن مطمئناُ إليها، لذلك ثبت شروطه، التي أشرنا إليها. وبالاضافة الى ذلك، أن الإمام (عليه السلام) كان على علم بما تؤول إليه الأمور، فقد روى أنّه كان أحد خواص الإمام حاضراً في الاحتفال الذي أقامه المأمون، بمناسبة قبول الإمام بولاية العهد ، إذ نظر إليه الإمام ، مستبشراُ، بما جرى فأومأ إليه، وقال له: أُ دن مني ، فهمس في أذنه : « لا تشغل قلبك بهذا الأمر، ولا تستبشر له، فإنه شيء لا يتم ». وحينما قبل الإمام تلك الولاية الرمزية، التي حدّدها هو بنفسه، راح المأمون يعلن هذا النبأ في انحاء الدولة الإسلامية، وأبدل لبس السواد الذي هو شعار للعباسيين، بلبس الثياب الخضر الذي هو شعار للعلويين، واعلن عن عزمه على صرف مرتب سنوي بهذه المناسبة السعيدة. وعلى أثر ذلك توافد الشعراء والخطباء والمتكلمون، وبذلت الأموال والهدايا، وكان اعلان البيعة في السادس من شهر رمضان سنة (201 هـ)، كما ورد في احدى الروايات.